علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن البركان

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البركان علوم الأرض والجيولوجيا

يدل هذا المصطلح على فتحة في القشرة الأرضية تنبثق منها اللابة Lava أو الصخور المنصهرة والغازات من باطن الأرض إلى سطحها ويعود أصل هذا المصطلح إلى اسم فالكان (Vulcan) إله النار عند الرومان القدماء.

وسميت بهذا الاسم جزيرة البركان الواقعة بجوار الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة صقلية ويستخدم هذا المصطلح اليوم عند الدلالة على المخروط البركاني الذي يتكون من تجمع المواد اللابية المنبثقة من الفتحة الرئيسية للبركان

واشتق من هذا  المصطلح عدة مشتقات ثانوية منها " بركاني " (Volcanic) والقوة البركانية أو الفعل البركاني (Volcanism) وعلم البراكين (Volcanology).

والعالم المتخصص في دراسة البراكين (Volcanologist) وأقدم إشارة لهذا المصطلح في التراث الجغرافي الإسلامي نجدها عند المسعودي في كتابه مروج الذهب (336 ه) وقد أطلق على " البراكين" تعبير " آطام النيران " ومفردها "أطمة" (د. عبدالله الغنيم 1988 ص 5 – 11)

 

ويذكر المسعودي كذلك في كتابه "التنبيه والإشراف" بأنه كان هناك جبل في صقلية يعرف باسم جبل البركان وتخرج منه عين النار التي كانت تعرف باسم "أطمة صقلية".

ونجد في التراث الجغرافي الإسلامي دراسة وصفية رائعة للبراكين والآطام في الجزر الأيولية الواقعة في البحر الأيولي شمال شرق جزيرة صقلية في كتابات البكري والإدريسي والزهري، ويتضح من نص الحميري الذي عاش في القرن التاسع الهجـري أن  "البركان" هو اسم الأطمة التي يخرج منها النار كالتي بجزيرة صقلية .

وتندفع المصهورات اللابية عبر شق طولي أو ما يشبه الرقبة الرأسية الامتداد تعرف باسم قصبة البركان (Volcanic Neck) وعندما تصل هذه المصهورات إلى السطح تبرد وتتجمع حول جوانب قصبة البركان.

 

وتسهم في بناء المخروط البركانVolca-nic cone) ) ويختلف شكل هذا المخروط تبعاً للتركيب الكيميائي لمواد اللابة في حين يختلف حجمه من بركان لآخر تبعاً لحجم المواد المنبثقة من فوهة البركان.

ويطلق على الأطراف العليا للقصبة البركانية وفتحتها التي تخرج منها المصهورات اسم الفوهة البركانية (Volcanic Crater)، ويتنوع حجم الفوهة البركانية من فوهات وعيون صغيرة الحجم (Volcanic Vents) لا يزيد قطر كل منها عن عدة أمتار، إلى فوهات بركانية واسعة الامتداد ذات جدران حائطية الشكل.

وفي هذه الحالة تعرف باسم الكالديرا (Caldera) وليس من الضروري أن يكون لكل بركان فوهة واحدة بل قد تظهر على جوانب المخروط البركاني عدة فوهات ثانوية تستمد اللابة من شقوق وقصبات ثانوية تتصل بالقصبة الرئيسية للبركان.

 

وعدد البراكين الدائمة الثوران (Active) محدود جداً على سطح الأرض ومن بينها بركان سترمبولي (Strmboli) بمجموعة جزر ليباري الواقعة شمال شرق جزيرة صقلية .

ويعرف هذا البركان باسم منارة البحر المتوسط، حيث تنبثق المصهورات البركانية وألسنة اللهب من فوهته مرة كل دقيقتين وأغلب البراكين المنتشرة فوق سطح الأرض اليوم هي من النوع المتقطع الثوران، أو الهادئة نسبياً (Dormant) ، وهناك مجموعة ثالثة من البراكين تعتبر اليوم خامدة (Extinct).

وهذه أصبحت مخروطاتها تتشكل بعوامل التعرية المختلفة. إلا أن تصنيف البراكين من حيث نشاطها إلى مجموعات نشيطة وأخرى هادئة أو خامدة لا يعد تقسيماً عملياً دقيقاً.

 

ذلك لأن بعضاً من البراكين الهادئة أو الخامدة قد تتعرض لثورانات بركانية جديدة تؤدي إلى تجديد دوراتها ونشاطها وتنبثق منها مصهورات بركانية عظمى، ومن ثم تدخل مرة أخرى ضمن مجموعة البراكين النشيطة

وقد اعتبر سكان مدينتي بومبي (Pompeii) وهاركلانيوم (Herculaneum) جنوب نابلي في إيطاليا أن بركان سوما (Monte Somma) كان بركاناً خامداً حتى عام 79 الميلادي لانعدام نشاط البركان لمدة بلغت أكثر من سبعة قرون. 

ولكن في عام 80 الميلادي تجدد نشاط هذا البركان وانبثقت منه المصهورات البركانية معلنة تجديد حياته، وميلاد بركان نشيط في قلب فوهة البركان القديم وسمى هذا البركان الجديد باسم بركان فيزوف (Vesuvius).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى