النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عامة عن مجموعتي النباتات التي تضمها “المملكة النباتية”

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

المملكة النباتية النباتات والزراعة الزراعة

المملكة النباتية مملكة حيوية ضخمة تضم بصفة أساسية مجموعتين: النباتات اللاوعائية، والنباتات الوعائية، وتشترك المجموعتان في صفة أساسية وهي احتواء خلايا كل منهما على المادة الخضراء (الكلوروفيل) اللازمة للقيام بعملية البناء الضوئي.

1- النباتات اللاوعائية: وهي النباتات التي تخلو من الأوعية الناقلة (الخشب واللحاء)، وتضم:

– الطحالب الكبيرة: تمييزا لها عن الطحالب الدقيقة وحيدة الخلية التي تنتمي إلى عالم الميكروبات.

وتمثل الطحالب الكبيرة أوائل النباتات التي نشأت على كوكب الأرض، وكانت قد سبقتها في الظهور شتى الميكروبات من بكتيريا وفطر وطحالب دقيقة.

 

والطحالب الكبيرة نباتات مائية يعيش معظمها في البحار، وهي تتباين كثيرا في أشكالها: فمنها ما هو على شكل رقيقة سمكها خلية واحدة أو عدة خلايا، ومنها ما هو على شكل غشاء، أو على شكل ورقة النبات الراقي.

ومنها ما هو أنبوبي الشكل، ومنها ما يتعقد شكله بما يجعله يتمايز إلى ماسك يثبت الطحلب في الصخر، وإلى ما يشبه الساق، وما يشبه الأوراق. غير أن جميع الطحالب – كبيرة كانت أم دقيقة – تتميز بعدم احتوائها على أوعية لنقل العصارة داخل النبات.

 

إذ يحصل الطحلب على الماء والأملاح الذائبة فيه مباشرة من خلال سطحه بكامله، ومن ثم تنتفي الحاجة لأوعية ناقلة، كما هي الحال في النباتات الراقية.

وهذا يصدق مهما كان كبر الطحلب مثل طحلب لاميناريا الذي قد يصل طول الفرد منها إلى مئات بل وربما آلاف الأمتار.

 

– الحزازيات: وهي تشبه الطحالب الكبيرة في الكثير من الصفات، خاصة في افتقارها إلى أوعية لنقل المياه والمواد العضوية داخل النبات.

ولكنها تتمايز عنها في شكل جهاز التناسل الأنثوي فيها والمسمى «أرشيجونة». والأرشيجونة عضو قاروري الشكل له عنق طويل يحتوي على البيضة في قاعه. وتتباين الحزازيات كذلك في أشكالها: فقد تكون ثالوسية، وقد تكون ورقية.

والثالوس هو نبات لم يتمايز بعد إلى جذور وسوق وأوراق، وإن كان مزودا في الغالب بما يعرف بأشباه الجذور.

 

والنبات الورقي نبات تمايز إلى أعضاء تشبه أعضاء النبات الراقي، ففيه أشباه جذور وشبه ساق وأشباه أوراق، ولا يطلق عليها جذور وسوق وأوراق لخلوها من أوعيتي الخشب واللحاء.

ومن أشهر نباتات هذه المجموعة الريشيا والمركانتيا والفيوتاريا. ويعتقد أن الحزازيات قد تطورت بالفعل عن الطحالب الكبيرة واستوطنت اليابسة بدلا من الماء.

 

2-النباتات الوعائية: وهي التي تحتوي على أوعيتي الخشب واللحاء، الأولى لنقل الماء والأملاح المذابة فيه إلى شتى خلايا النبات، والثانية لنقل المواد العضوية التي يتم إنتاجها في الأنسجة الخضر خلال عملية البناء الضوئي إلى أنسجة تخزنها في النبات. وتقسم النباتات الوعائية بدورها إلى مجموعتين:

 

– نباتات عديمة البذور: وتمثل السراخس واحدة من أشهر مجموعاتها، والسرخس إما أن يكون نباتا عشبي المظهر يتكون من ساق تحت أرضية (ريزمة) تحمل جذورا وأوراقا بارزة فوق سطح التربة كما في سرخس أديانتم (كزبرة البئر).

أو يكون بمثابة شجرة حقيقية ولكنها لا تزهر، تكثر في الغابات الاستوائية ويتجاوز ارتفاعها أحيانا 25 مترا مثل جنس سياتيا، أو يكون صغيرا نسبيا مثل جنسي سلفينيا وآزولا، أو يكون متسلقا كما في جنس لا يجوريم.

 

– نباتات بذرية: وهي أرقى النباتات وأحدثها ظهورا على سطح الأرض. وهي تنقسم بدورها إلى مجموعتين كبيرتين: الأولى معراة البذور، والثانية كاسيات البذور.

والنباتات معراة البذور هي التي لا تكون البذور فيها محتواة داخل ثمار، وأما كاسيات البذور فتكون بذورها داخل ثمار في غرف مغلقة تعزلها عن الجو المحيط، والنباتات معراة البذور قد تكون شجيرية أو شجرية.

 

ومن أشيع أمثلة النباتات معراة البذور الشجرية مجموعة المخروطيات، ومنها الصنوبر. وهناك القليل من النباتات معراة البذور الذي يشبه السراخس العشبية، وكذلك القليل الذي يشبه النخيل، كما أن هناك منها نباتات حفرية منقرضة.

وتمثل النباتات الزهرية المجموعة الثانية من النباتات البذرية، مجموعة النباتات كاسيات البذور، وهي تتميز بوجود أعضائها التناسلية (الذكرية والأنثوية) داخل ما يسمى الأزهار.

 

وهي – في الواقع – أكبر مجموعات النبات من حيث أعداد الأنواع والأجناس والأفراد، كما أنها أحدثها ظهورا على الأرض على الإطلاق. 

وأكثرها تباينا من حيث الشكل والتركيب والأهمية، وهي تنتشر في مختلف بيئات الأرض، في الماء وفي الصحراء وعلى ضفاف الأنهار وفي التربة المالحة، وكل فرد منها مزود بأساليب خاصة تمكنه من العيش في البيئة التي يحيا فيها. 

لذا يمكن تمييز نباتات زهرية مائية وأخرى صحراوية وثالثة تعيش تحت الظروف المعتدلة على اليابسة.

 

وتنقسم النباتات الزهرية بدورها إلى مجموعتين: الأولى مجموعة النباتات ذوات الفلقة الواحدة، وهي التي يكون لجنينها في البذرة فلقة واحدة أي ورقة جنينية واحدة، ومن أمثلتها نباتات الحبوب كالقمح والشعير والذرة والأرز.

والثانية مجموعة ذوات الفلقتين، وهي التي يكون لجنينها في البذرة فلقتان أي ورقتان جنينيتان، وهي الأكثر شيوعا على سطح الأرض حيث تنتمي إليها معظم نباتات الفاكهة والخضراوات ونباتات الزينة المعروفة.

وهكذا فإن كلمة نبات، كما تحسبها العامة وفلاسفة الإغريق القدامى مثل أرسطو، لا تشمل الأشجار والشجيرات والأعشاب فحسب، وإنما هذه كلها بمثابة مجموعة واحدة فقط من المجموعات الكثيرة المشار إليها والتي تشملها المملكة النباتية، وهي مجموعة النباتات الزهرية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى