البيولوجيا وعلوم الحياة

مكونات “الخلية” وكيفية اكتشافها

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الخلية مكونات الخلية كيفية اكتشاف الخلية البيولوجيا وعلوم الحياة

الخلية هي وحدة التركيب ووحدة الوظيفة في جميع الكائنات الحية. فمن المعروف أن هذه الكائنات تشتمل على قسمين رئيسيين، هما «وحيدة الخلية»، أي أن كلا منها يتكون من خلية واحدة فقط وكائنات «عديدة الخلايا» يتكون كل منها من أعداد كبيرة جدا من الخلايا

وفي هذه الحالة تنتظم كل مجموعة من الخلايا المتشابهة شكلا وتركيبا ووظيفة مكونة ما يسمى "النسيج"، مثل الأنسجة الطلائية والإفرازية والعصبية.

وتنتظم كل مجموعة من هذه الأنسجة لتكون أعضاء الجسم، مثل: المعدة، والأمعاء، والكبد، والكلية.

وهذه الأعضاء هي التي تكون أجهزة الجسم المعروفة، مثل: الجهاز الهضمي، والجهاز العصبي، والجهاز التناسلي، وغيرها. ومن مجموع هذه الأجهزة يتكون الكائن بأكمله.

 

ولتأكيد أن الخلية هي وحدة التركيب الرئيسية في جميع الكائنات الحية علينا أن نتذكر أن أي كائن حي – مهما تعقد تركيبه، بما في ذلك الإنسان – إنما نشأ في الأصل من خلية واحدة فقط هي «البويضة المخصبة» التي سرعان ما تنقسم انقسامات عديدة متتالية مكونة أعدادا كبيرة من الخلايا.

وهذه الخلايا تكون متشابهة في البداية، ولكنها سرعان ما تتميز إلى مجموعات متباينة يكتسب كل منها خصائص محددة مكونة الأنسجة التي سبقت الإشارة إليها.

وهكذا تتكون الأعضاء وأجهزة الجسم المختلفة، حيث يتكامل الكائن الحي بالصورة الخاصة به.

 

إن السؤال الآن: متى عرف الإنسان الخلية؟

إن معرفة الخلية ظلت سرا مغلقا حتى عام 1665.

ففي ذلك العام لاحظ العالم الإنجليزي "روبرت هوك" وهو يفحص قطعة من الفلين بواسطة أحد المجاهر البدائية في ذلـك الوقت، أنها لا تبدو تركيبا متجانسا مثلما تظهر للعين المجردة، ولكنها تتكون من أعداد كبيرة جدا من حجرات سداسية الشكل شبيهة بالخلايا التي يبنيها نحل العسل.

ومن ثم استعمل هوك كلمة "خلية" للدلالة على كل حجرة من هذه الحجرات.

 

وبذلك يعود الفضل إلى هذا العالم في إدخال هذه المعلومة إلى قاموس العلوم البيولوجية.

وكان ذلك إيذانا بنشأة علم من أهم العلوم البيولوجية في الوقت الحالي يتناول دراسة الخلية من جميع نواحيها.

حفز كشف هوك العديد من الباحثين إلى فحص الكثير من العينات النباتية والحيوانية المختلفة.

 

وفي عام 1839، أعلن العالمان الألمانيان "شليدن"، و"شڨان" ما أطلقا عليه "النظرية الخلوية"، ومؤداها أن أي نبات أو حيوان إنما يتكون من أعداد هائلة من الخلايا منتظمة بصورة معينة.

وقد يبدو هذا الكلام الآن بسيطا وعاديا، ولكن علينا أن نتذكر أنه انقضـى نحو مئتي عام منذ عهد هوك تم خلالها فحص آلاف العينات النباتية والحيوانية.

 وبعد أن استقر هذا الوضع، وبعد أن تحسنت وتقدمت وسائل الفحص المجهرية، انتقل التركيز إلى محتويات تلك الخلايا التي ظل الاعتقاد سائدا زمنا طويلا بأنها مجرد حجرات خاوية.

 

وكانت بداية المعرفة أن الخلية تتكون بصورة أساسية من مادة بها مظاهر حيوية ملموسة عرفت فيما بعد باسم "البروتوبلازم"، أي المادة الأساسية أو الأولية، وصار القول الشائع أنه لا توجد حياة بدون بروتوبلازم، وأن وجود البروتوبلازم معناه وجود الحياة.

ثم توالت كشوف العلماء، فأظهرت أن في الخلية ما يشبه الأعضاء الصغيرة، أو العضيات. ثم عرفت وظائف هذه العضيات شيئا فشيئا.

 فالخلية كلها محاطة بغشاء رقيق يحفظ محتوياتها، ويراقب دخول المواد إلى الخلية أو خروجها منها.

 

ويتوسط الخلية جسم كبير نسبيا هو "النواة" التي يحيط بها أيضا غشاء يقوم بالدور الذي يقوم به غشاء الخلية.

وفي النواة سجل كامل للخصائص الوراثية، أي الجينات، التي تكون الكروموسومات (الصبغيات).

ومن الجينات تصدر الأوامر لتنفيذ عمليات مختلفة، تخرج من خلال غشاء النواة في أشرطة.

وعندما تنقسم الخلية إلى خليتين، تنقسم نواتها أولا إلى نواتين، بكل منهما نسخة كاملة من المعلومات الوراثية للكائن.

 

أما السيتوبلازم ففيه شبكة من ألياف دقيقة تكون هيكله وتقويه. وفيه أيضا شبكة من القنوات الدقيقة تسمى "الشبكة الإندوبلازمية" (أي الموجودة في داخل السيتوبلازم).

وينتشـر في السيتوبلازم عضيات، أهمها: الليسوسومات (أي الأجسام المحللة)، والميتوكندريا (أي الحبيبات الخيطية).

وجموع من الأقراص المفلطحة الجوفاء تكون ما يعرف باسم "جسيمات جولجي" (نسبة إلى مكتشفها العالم الإيطالي "كاميلو جولجي")، وجسيمات تسمى "الريبوسومات" توجد ملتصقة على سطح أجزاء من الشبكة الإندوبلازمية.

 

وتقوم الليسوسومات بتحليل (أوهضم) الجزيئات الكبيرة إلى جزيئات أصغر حجما وأبسط تركيبا.

وفي الميتوكندريا يتأكسد بعض الجزيئات الصغيرة، فتنطلق منها الطاقة، فهي إذن عضيات للتنفس وإطلاق الطاقة، وهي مواقد الخلية ومدافئها.

أما الريبوسومات فإنها "تقرأ" الرسائل التي تأتيها من الجينات التي في النواة، ثم تصنع جزيئات البروتينات المطلوبة والمحددة في كل رسالة.

 

وتمر الجزيئات المصنوعة في داخل الشبكة الإندوبلازمية إلى جهاز جولجي، حيث يتم تشكيلها في صورتها النهائية وإعدادها إما للاستعمال في داخل الخلية وإما لإفرازها إلى الخارج من خلال الغشاء الخلوي.

والخلايا النباتية تحاط بجدار قوي من السليولوز حول الغشاء الخلوي، وفيها البلاستيدات الخضـراء التي تقوم بعملية البناء الضوئي.

وتتخصص الخلايا لأداء وظائف معينة في النبات أو الحيوان، فتزود بعضيات أخرى مناسبة للقيام بتلك الوظائف.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى