علوم الأرض والجيولوجيا

مستوى الماء الجوفي والظروف الارتوازية

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الخامس

ترجمة أ.د عبد الله الغنيم واخرون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الماء الجوفي الظروف الارتوازية علوم الأرض والجيولوجيا

يطلق اسم المياه الأرتوازية الحبيسة على المياه التي تملأ الطبقة الحاوية للماء بكل سماكتها، والتي تحدها من الأعلى ومن الأسفل طبقتان وغير منفذتان.

وإذا تمكنا بواسطة حفر بئر من كشف الطبقة الحاوية للمياه الحبيسة، فإن مستوى الماء في البئر يرتفع إلى أعلى من منسوب الطبقة الحاوية للماء أو مستوى الماء الجوفي.

وفي مصر واليونان القديمتين كانت آبار المياه الارتوازية معروفة منذ 4000 سنة مضت، أما في أوروبا فقد اكتشفت المياه المتدفة في فرنسا في إقليم أرتوا (الاسم القديم – ارتوازيا) في عام 1126 حيث سميت بالمياه الارتوازية.

 

وهذه التسمية تستعمل في الوقت الحاضر لجميع أشكال المياه الحبيسة (المحصورة) بغض النظر عن كونها متدفقة أم لا، أو كون مستوى المياه الباطنية يستقر على هذا العمق أو ذاك من سطح الأرض.

وتجدر الإشارة إلى أن بنية الطبقات الحاوية للمياه الجوفية إما أن تكون وحيدة الميل أو على شكل حوض.

ويطلق على الطبقة الحاوية للماء المستودع الجوفي أو الطبقة المقيدة (confined aquifer)، ويعرف السطح النظري الذي يرتفع إليه منسوب الماء عندما يتحرر من الضغط بالسطح البيزومتري (Pie-zometic surface)، ومن ثم فإنه إذا حفر بئر في التكوينات الحاملة للمياه، فإن الماء سيرتفع في فتحة البئر على شكل تدفق ارتوازي.

 

ويمكن أيضاً للينابيع الارتوازية أن تنبثق عند النقاط التي تتحلل من الضغط الطبيعي، ولذا فإن معظم مراكز العمران في الواحات المصرية على سبيل المثال قد قامت ونمت عند هذه الأماكن.

والماء يعتبر مذيباً فريداً من نوعه حتى إنه يوصف بأنه مذيب عام. وحينما يتكثف الماء ويسقط على هيئة أمطار وثلوج، فهو يمتص كميات قليلة من المواد المعدنية والعضوية من الهواء، وبعد جريانه على الأرض فإنه يذيب بعض مواد التربة والصخور التي يمر بها، ولذلك فإنه يمكن القول إن الماء الأرضي ليس نقياً كيميائياً.

وغالباً ما تكون مكوناته المعدنية الشائعة هي بيكربونات وكلوريدات وكبريتات الكلسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم.

 

توجد هذه المكونات إما ذائبة أو في صورة متأينة. والسيليكا كذلك تمثل مكوناً هاماً في الماء الأرضي، وكذلك توجد بعض التركيزات القليلة من الحديد والمنجنيز والفلوريدات والنترات.

وبطبيعة الحال فإن تركيز مثل هذه المواد الذائبة يختلف اختلافاً بيناً من مكان لآخر حسب نوع التربة والصخور التي يمر فيها الماء.

وإذا احتوى الماء على ذائبات أكثر من 1000 جزء في المليون (ppm) فإنه يكون غير مناسب للاستهلاك الآدمي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى