العلوم الإنسانية والإجتماعية

محاسن المشروعات الكبرى ومساوئها

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

المشروعات الكبرى محاسن المشروعات الكبرى العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

ثمة محاسن لتدويل المشروعات الكبرى كما أن لها مساوىء. فقد يتوافر استقرار أفضل لتمويل المشروعات وزيادة حجم اقتصادياتها إذا تجمعت البرامج الوطنية في حقل ما في مشروع دولي كبير.

وقد يصبح المجتمع الدولي الموحد للعلماء أقوى من مجموعات العلماء الوطنية التي تتنافس فيما بينها. وقد تبدو فكرة تجميع الموارد المالية لدعم المشروعات الكبرى وزيادة المعرفة لخير البشرية جمعاء مغرية في ظل انتهاء الحرب الباردة.

إضافة إلى ذلك، سيسمح تدويل المشروعات الكبرى على نطاق واسع بالاستفادة من خبرات العلماء في الدول الصغيرة والدول النامية كما سيوسع قاعدة اتخاذ القرارات المتعلقة بتلك المشروعات.

وسيؤدي توسيع نطاق التعاون العلمي إلى فوائد إضافية تتمثل في عمليات ضمنية لهذه الأنشطة مثل تبادل المعرفة ونقلها وفرص التدريب على البحث في الموقع.

 

وينطوي تدويل المشروعات الكبرى أيضا على مساوىء، منها أولا احتمال ظهور تعقيدات إدارية تنظيمية في حالة تشكل هياكل إدارية دولية، والتي عادة ما تكون أقل فاعلية من الهياكل الوطنية. وتعتبر البيروقراطية الدولية أكثر تكلفة وأقل كفاءة في الإدارة. ومع أن التنافس غير الضروري قد يكون أمرا سيئا، فإن التنافس يشجع أيضا على الابتكار والكفاءة.

في أوروبا، جلبت جهود تدويل المشروعات الكبرى الناجحة، عموماً، شيئاً من عدم الكفاءة تتصل في معظمها بتحديد مواقع المشروعات وتنفيذ البنية التحتية وتوزيع العوائد الاقتصادية للمشروع بين الدول المشاركة. ولا ينفرد الأوروبيون بمثل هذا التطور، كما بينت التجربة الحديثة للولايات المتحدة.

وبالنسبة إلى المشروعات الدولية الناجحة في أوروبا، مثل المركز الأوروبي للبحوث النووية، فإن القيمة المضافة الناجمة عن تجميع الموارد ومن التمثيل الأوسع في فرق البحث، عوضت عن الزيادة في النفقات الإضافية جراء التعاون المشترك، بل وزادت على ذلك.

إن تدويل المشروعات الكبرى لا يعني بالضرورة مشاركة جميع الدول الأعضاء في إدارة كل مشروع تعاوني.

 

وقد يكون الأسلوب الأفضل توزيع إدارة هذه المشروعات على الدول المشاركة بواقع مشروع أو أكثر لكل دولة وفق معادلة منصفة ومتفق عليها مع حفظ حق المشاركين بالاستفادة من جميع المشروعات الدولية. وقد استخدم بعض عناصر هذا الاسلوب في الماضي، إلا أن التركيز ينصب حالياً على معادلة المنافع المتبادلة بين الدول المشتركة.

يرى ممثلو الدول ومديرو البحوث في الوكالات الممولة فوائد إضافية في تدويل مشروعات العلوم الكبرى، إذ إن الاتفاقيات الدولية لإقامة مشروع عام قد تكون وسيلة مفيدة لضغط الميزانية.

وفي هذه المقاربة، يترك للجهات السياسية المعنية أمر تحديد سقف التمويل لمشروع أو مجموعة من المشروعات، وتترك مهمة تخصيص النفقات التفصيلية للعلماء أنفسهم. وقد استخدم الأوروبيون هذا الأسلوب بصورة جيدة في تمويل المركز الأوروبي للبحوث النووية.

 

نظرة إلى المستقبل

على الرغم من أن الدروس المستفادة من تجارب الماضي ساعدت دوما على التخطيط للمستقبل، فإن من المحتمل أن يختلف تدويل المشروعات الكبرى عمّا كانت عليه الحال منذ الستينات.

ففي الوقت الذي تشكل فيه المحددات المالية قوة الدفع الرئيسية لصالح التعاون الدولي، فإن هذه المحددات لن تكون الدافع الوحيد.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى