أحداث تاريخية

مجريات أحداث “الحرب العالمية الأولى” والأسباب المؤدية إلى نشوءها

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الحرب العالمية الأولى أسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

استغرقَت الحَربُ العالميةُ الأولى أربع سنوات، ما بين سنة 1914 إلى سنة 1918.

وكان السببُ الأساسيُّ في الظاهر لنشوبها اغتيال الأرْشِيدوقِ فرانسيز فرديناند وليَّ عهدِ النمسا في سراييڨو، في 28 حزيران – يونيو سنة 1914، على يد الصربي برنشبو، ومن ثم توالتِ الأُمورُ العُدوانيةُ والأعمالُ الحربيةُ..

فمع نهاية صيف سنة 1914 اشتَبَكتْ دُولُ «الحُلفاءِ» وهي: إنجلترا، وفرنسا، وروسيا ، وبلجيكا، وصربيا، والجبل الأسود، واليابان في عدوانٍ وَحشيّ عنيفٍ ضِدّ جُيوشِ «الحِلفِ الثُلاثي» وهي: ألمانيا، والنمسا ، والمجر، والإمبراطورية العُثمانية.

 

واستطاعَ الألمانُ احتلالَ بلجيكا، ثمّ زَحفوا نحو باريس، ولكنَّ مِثْلَ هذهِ المواجهة العسكريةِ الشاملةِ لمْ تَتَكررْ بعدَ ذلك.

وسادَ نوعٌ من التوقُف في المعارك العسكريّةِ السافرةِ؛ رُبَما نتيجة تكافُؤ القوة إلى حدِّ ما عند الطرفين المتَحارِبيْن، إلا أن المواجهات العدوانية، التي كانت على شَكلِ حَرْبِ عصاباتٍ من خِلالِ الخنادقِ العسكريةِ، استمرَّتْ على مدى ثلاثِ سنواتٍ ، ومن ثمَّ يمكنُ القولَ بأن الألملانَ حققُوا انتصاراً ملموساً في الجبهة الغربيةِ.

أما في الجَبهةِ الشرقيةِ، فقد هزمتْ الجيوشُ الألمانية – بِقيادةِ هندنبورغ ولودندروف وفول ماكنزن في معاركَ عسكريةٍ وحشيةٍ وقعت ما بين شهريْ أغسطس وسبتبمر من السنة الأولى للحَربِ سنة 1914 _ القواتَ الروسيةَ في مَعْرَكتَيْ تاننبرج وبُحيرات مازور.

 

وعلى الرغم من أن روسيا بذَلتْ جُهودا كبيرةً في الإعداد لِشَنَّ هُجومٍ مضادٍ ضدَّ الألمان، مُنيَ هذا الهجوم بالفشلِ سنة 1916م.. وقد كانت هذه الهزيمة المنكرةُ الروسيةُ وخُروج رُوسيا من الجبهة.

وفي اكتوبر سنة 1915 انضمّتْ بُلغاريا لألمانيا، ثمّ سَقطتْ صِربيا والجبلُ الأسودُ، وانهزمتْ حملةُ الحُلفاء في جاليبول.

وفي مايو سنة 1915 انضمّت إيطاليا إلى الحلفاء، ولكنها سُرعان ما هُزِمتْ في كابوريتو سنة 1917، ثم حَقّقت انتصاراً في مَوقِعةِ فيتوريو فينيتو سنة 1918.

 

وكان الحُلفاءُ قد هُزموا هَزائمَ مُنكرةٍ في معارك فردون وسوم في الجبهة الغربية سنة 1916.

وقد انضمّت كلّ من البُرتغالُ ورُومانيا لِجماعةِ دُولِ الحُلَفاءِ سنة 1916، كما شاركتْ معهُم اليونان في حَمْلة سالونيكا ضدَّ ألمانيا وحُلفائها سنة 1917.

وَيَبدو أن النشاط العسكريَّ البحريَّ الذي مارَسَهُ الألمان قد هَدَّد حِيادَ الولايات المتحدةِ سنة 1915، خاصة عندما أغرقوا السفينة لوزيتانيا.

ومن ثَمَّ اجتَهَدَ الحُلفاءُ في إغلاقِ منافذِ الاسطول الألماني بعد معركةِ جتلاند، مما جَعَلَ ألمانيا تُهدّدُ باستخدام حَربِ الغواصات سنة 1916.

 

ونتيجةَ لذلك قَطَعتِ الولايات المتحدةُ علاقاتِها مع ألمانيا، وأعلنتْ عليها الحربَ في 6 أبريل 1917، ومن ثم وصلَتْ حَملةٌ أمريكية بقيادةِ الجِنرال بيرشنج إلى فرنسا، إلا أن هذه الحملة العسكرية الأمريكية لم تَشْتَرك في أية مواجهةٍ عِسكريةٍ بالفعل، إلا في معركة شاتوتيري في يونيو سنة 1918.

وقد ساعدَ هذا الوضعَ العسكريّ المتأزّم في أوروبا الثورة العربية في الشرق الأوسطِ على التخلصِ من الحُكمِ العُثماني، فسقطت بغدادُ وبيتُ المقدس سنة 1917.

وقد رأى الحُلفاءُ وقْتّذاكَ ضَرورَةَ تشكيل قِيادةٍ عسكريةٍ مُوحّدةٍ لإدارة دَفَّة النَّشاطِ العسكري ضدّ ألمانيا، وتمّ تنفيذُ ذلك بتعيينِ الجِنرال فوش لرئاسة هذه القيادة في أبريل سنة 1918، ولكنَّ الألمانَ نجحوا في توقيع صُلْح مُنفَردٍ مع روسيا في برست – ليتوفسك.

 

وبلغَ التفوقُ العسكريُّ الألمانيُّ أوْجَهُ عندما كادَ الألمانُ أن ينجحوا في الوُصولِ إلى باريس بعد معركةِ «المارن» الثانية، ولكنَّ الحُلفاءَ صدُّوهم بِهجومٍ مُضادٍّ كاسحٍ.

وبناءً على ذلك أعلنتْ تُركيا والمجرُ وبُلغاريا التسليم، ثم تلا ذلك نُشوبُ ثورةٍ في ألمانيا أثارتْ الكثيرَ من عَواملَ الاستقرار الداخلي، ممّا أدّى إلى الاتفاق على الهُدنةِ بيْنَ ألمانيا وحَليفتيْها ودولِ الحُلفاء في 11 نوفمبر سنة 1918 في كومبين.

وقد تَرتَّب على تلك الهُدنةِ توقيعُ مُعاهداتِ فرساي، وسَنْت جِرمين، وتويانو نيولي، وسيفر؛ حيثُ تَغيَّرت بناءً عليها حُدودُ جميع الدول الأوروبية، وعَددٍ كبيرٍ من حُدودِ دُول آسيا.

 

وتُؤكدُ الإحصائيات الدوليةُ على أن عددَ قَتلى الجانبيْن حوالي عشرة ملايين فرْد، أما الجرحى فقد زادَ عددهم على عِشرينَ مليونا.

ومن ناحيةِ العملِ على تَحقيقِ هَدفِ التَّعايُشِ السِّلمي، فقد تمَّ اتفاق دُول الحُلفاء على تأسيسِ هيئةٍ دوليةٍ تَعمل على سَلامةِ العِلاقات بين بُلدان العالم المُعاصرِ وَقتَذاكَ، وأُطلِقَ عليها اسمُ «عُصبة الأمم».

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى