التاريخ

مبادرة إعطاء الأنسولين للجنود الذين يعانون من السكري

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

الأنسولين السكري التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

زعيمُ.. (الأرانب) البشرية!

كان بانتنج يقوم بمعظم عمله الآن في عنبر مرضى السكر في مستشفى خاص بالجنود العائدين وكان يتنقل بينهم من سرير إلى سرير وهو يحقن المستخلص الثمين في أوردة أولئك الميؤوس من حالتهم .

وكان أميناً. لم يكن يُمنِّي مرضاه ويخدعهم بزيف الأوهام، وإنما كان يعرِّفهم بأنهم يتعرَّضون لمجازفة مخيفة لأن الإنسولين كان سلاحاً ذا حدين، إذ الجرعات الكبيرة منه تخفض ما يحتويه الدم من السكر إلى درجة تجعل المريض يتعرَّض لصدمة عنيفة تسقطه فريسة للتشنجات التي تفضي به إلى الموت.

وكان ضروريا موازنة مقداراً انخفاض السكر عن طريق إعطاء المريض حقنة من الجلوكوز لتجنب مثل هذه الصدمة. ولكن ضبط عملية التوازن هذه كان يتم بالمحاولة والخطأ!

ومع ذلك لم يكن الجنود خائفين. ولِمَ الخوف والموت مواتيهم في كل حال!.

وكان جو جيلكر إيست هو زعيم (الأرانب) البشرية التي يجري عليها بانتنج تجاربه، إذ أصبح نزيلاً بتلك المستشفى أيضاً، وكان المرضى الآخرون يسمونه (الكابتن) ويقولون: إن ما يناسب الكابتن يناسبنا!.

وبدأ بانتنج يحرز تدريجياً نتائج طيبة، إذ كانت (أرانبه) في تقدم مطرد.

فقد أعطى الإنسلولين لخمسين مريضاً في الأطوار المتأخرة من مرض السكر شُفيَ منهم ستٌ وأربعون، لقد بدأ دكتور بانتنج يسير في النهاية في الاتجاه الصحيح.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى