الطب

مؤثرات استراتيجية عدم توفر الخدمة الصحية على المهاجرين

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

من المبكر شرح تأثيرات توسيع استراتيجية عدم الخدمة؛ فالتركيز المكثف على هذه الجماعات بدأ قبل أقل من سنة واحدة، وبقيت هذه الجماعات تلعب دوراً كبيراً في استدامة التفشي في الهند.

 على كل حال، توجد شواهد على أن نفس الاستراتيجية شاركت في خفض عدد الحالات بين المسلمين الذين لا يحظون بالخدمة منذ 2004، حين تم البدء بالمقاربة لأول مرة (شكل 18 . 4).

وتعتقد حكومة الهند وشركاؤها بكل ثقة أن مبادئ استراتيجية عدم الخدمة الرئيسية – بتحديدهم وتقسيمهم المجموعات التي لا تحظى بالخدمة، وتعبئة من لهم التأثير والإخلاص لتسهيل التوصل إلى إعطاء الرسائل والاستفادة من رسائل الاتصالات وموادها التي تتعلق بنطاق المجموعات المقسمة – يمكن نقلها إلى مجموعات سكانية أخرى لا تحظى بالخدمة.

وتبين التجربة الهندية أيضاً الحاجة لبرامج اتصالات تتجاوب بشكل دراماتيكي مع تقديرات الأوبئة باستمرار، في محاولة لتحديد السكان الذين لا يحظون بالخدمة. عندئذٍ فقط يمكن أن تتأكد التغطية الشاملة لكل المجموعات السكانية في كافة مراحل البرنامج.

 

استنتاج

تقدم حملات الاستئصال الماضية لنا دروساً تساعدنا في تجنب تكرار الأخطاء في جهودنا المقبلة. فإذا ما طبقت فسوف تساعد هذه الدروس في مساعدة مجموعة خبراء الصحة العامة في العالم على تحقيق النتائج الأفضل والأقرب تحقيقاً لسكان العالم المتزايد أعداداً.

فالمقاربات النموذجية في الاتصالات لها مساهمات عامة تؤديها في دعم أي هدف صحي عام، إلا أن طبيعة مجهود الاستئصال يحتاج إلى الدراسة والتخطيط إلى أبعد من الحملة الصحية العامة المعروفة. غايتنا في هذا الفصل كانت الإضاءة على المناطق حيث يحتاج الأمر فيها مزيداً من المجهود وبعد النظر، خاصة في تحديد كيفية الوصول إلى المجموعات السكانية المهمشة في المراحل الأولى من المبادرة الصحية العامة.

تتطلب جهود الاستئصال التأييد العالمي والاتصالات المحلية التي تعمل لأجل مجموعة واضحة من النتائج المرجوة. وتتلقى الجهود الدولية الإيحاء عادة من خلال رعاية الهيئات الدائمة مثل جمعية الصحة العالمية مع تناسق الجهود مع عدد كبير من المتبرعين وجماعة السياسيين.

وجهود هذه الهيئات والمؤسسات المتضافرة حاسمة في تعبئة الإرادة السياسية والاقتصادية الضرورية لإقناع الحكومات الوطنية لتبني التدخلات الصحية العامة التي تهدف إلى استئصال مرض ما.

 ويحتمل أن تنجح استراتيجية الاتصالات العالمية التي تحفز على إجراء الحملات المحلية لاستخدام المقاربات الحديثة والقائمة على الشواهد نحو الاتصالات الصحية لأجل إحداث تغيير في السلوك قد تنجح في توجيه غالبية الجمهور نحو سلوكه النهائي، وبذلك تقترب من هدف الاستئصال.

ومن المهم أن ندرك المساهمة الهامة التي يستطيع كل من هذه العناصر أن يقدمها بهدف الاستئصال، وكذلك بتحديده الحاجة إلى استكمال مقاربات على نطاق واسع بإشراك الاستراتيجيات المحلية الأكثر دقة.

 

من المقبول في نظرية الاتصالات الاجتماعية أن يعمل الناس بوازع من دوافعهم، وأن الدافع لغالبية من يتقبلون الطروحات، السباقين والمتأخرين ستكون لصحتهم ولراحة أحبائهم. فمن المنطقي أن نفترض أن هذا الدافع القوي كافٍ لجعل كل الناس يتبنون سلوكاً يخدم غاياتهم.

على كل حال، كما شرحنا هنا فإن الدافع الأوحد لراحة الفرد يمكن أن يحبط من قبل دوافع أخرى عندما يقف بعض السكان مواقف عدائية تجاه صالح الصحة العامة أو عندما يفشلون في الانتفاع من الخدمات التي يقدمها.

فبالإضافة إلى توسيع الخدمات إلى مناطق كان الناس فيها مستبعدين تقليدياً، فإن الاتصالات والدوافع يتوجب تركيزها وملاءمتها مع السياق لخلق الدافع لدى المتبنين المتأخرين.

 

لحسن الحظ، فإن برنامج استئصال شلل الأطفال وغيره من الأنشطة الصحية العامة تقدم أمثلة ناجحة عن تركيز الدوافع. وهذه تشمل، ولكنها لا تقتصر على، ما يلي:

– تحديد أولئك المحتمل إبعادهم عن التدخلات الصحية العامة لعموم الناس خلال المراحل البدائية من مجهود الاستئصال؛ وتتوفر المعايير الصحية ومعايير اجتماعية أخرى يمكن الاستفادة منها للتأكيد على الحالات التي ينتظر أن يواجه فيها مجهود الاستئصال التحديات. وليس من قبيل المصادفة أن مدينة كانو، في نيجيريا، أو اوتار برادش بالهند كانتا كلتاهما من آخر بقايا الجدري، وهما الآن تشكلان الحدود النهائية لاستئصال شلل الأطفال.

– الاستمرار في إعادة الاطلاع على تقييمات من لا يحظون بالخدمات كمحرضات سياسية واقتصادية، اجتماعية، وبائية للتغيير عبر الزمن، لكي نؤكد بأن استراتيجية الاتصالات يمكن أن تتجاوب سريعاً مع التقييمات الأخيرة.

– تحديد القادة المحليين من كل مجموعة قطاع في المجتمع، ومن الأفضل أن يكون ذلك في مرحلة باكرة من الحملة الصحية العامة، للتشجيع على تبني وإشراك الجماعات السكانية في المقدمة؛ مما يردع الحركات التي تحض على المعارضة لدى السلطة المركزية.

– إنشاء الطرق التي ستساعد البرنامج دائماً على إعادة تقييم المؤثرين الذين لهم أمتن العلاقات وأكثرهم فعالية في النطاق المحلي.

– التحديد والتصدي لمواضيع الهوية المحلية بتأمين الخدمات التي تتزامن مع الوقائع الاجتماعية والثقافية والسياسية لمحلية، حتى إذا كان ذلك يعني تقوية القادة والمجموعات خارج الفلك السياسي الرئيسي.

– غرس الخدمة الصحية العامة الفردية، مثل تقديم التلقيح عن طريق الفم لشلل الأطفال، في إطار الرفاه الاجتماعي والصحي الأوسع – التي تلبي الحاجات الضمنية لمجموعات السكان المحليين (وكان هذا ناجحاً على وجه العموم في نيجيريا حين أطلقت استراتيجية عيد الوقاية + في 2006؛ فجمعت لقاح شلل الأطفال مع تدخلات وعلاجات صحية عامة شعبية أخرى، كالباراسيتامول، والصابون وأقراص التخلص من الديدان).

– الحفاظ على تيقظ دائم للمشاعر الجماعية والمحلية منذ البداية لاكتشاف الانحرافات في مشاعر الجماعة السكانية أو التصرفات العامة التي قد تهدد النتائج الصحية العامة، وتضع منظومة الحوافز في مكانها لتقدم الاستجابات الفورية.

 

لقد أظهر انضمام القادة التقليديين والدينين في نيجيريا أهمية إرسال الرسائل الهادفة وكذلك استخدام المراسلين الملائمين. فمن أجل انضمام وتعبئة كل مجموعة لازمة للتغطية الشاملة في نيجيريا ربما كان الرسل مهمين كالرسالة نفسها. وقد جرى تعلم الدرس نفسه أيضاً في الهند قبل عدة سنوات، ويجب تطبيقه على أي برنامج صحي عام كنموذج لانضمام الجماعة السكانية والمشاركة. كما تبين مدى خطورته على السكان الذين لا يحظون بالخدمات ليتبنّوا صحتهم بأنفسهم، ويستطيعوا ترجمة أولوياتهم الوطنية إلى حاجات لدى مجموعاتهم السكانية ذاتها.

وفي النهاية فإن المجتمع هو تشكيلة بالغة الديناميكية، ويجب على جهود الصحة العامة أن تعتني من خلال تواصلها، الاجتماعي بالعلاقة بين التداخل الطبي والحقائق المحلية التي تقدم ضمنها. وهذا يستدعي أن يبدأ التواصل مع الطفل المعرض للخطورة والبناء معه صعوداً لنضمن أن يكون لدى جميع ذوي العلاقة – من مقدم العناية المباشر إلى الموظف الصحي إلى صائغ السياسة – التفهم والوصول والإرادة لإنجاح هذه العلاقة.

وفرضية أن الناس يعملون بالتآزر والتنسيق لتحقيق الصالح العام ستنتهي على الأغلب إلى الخيبة، حتى لو بدأ الأمر بنجاح كاسح.

فالدرس الحيوي الذي يتوفر أمامنا من خبرة مكافحة شلل الأطفال هي أننا نحتاج إلى انتظار المرحلة النهائية أو بضعة خطوات أخيرة ونخطط بأقصى ما نستطيع في بداية البرنامج. والعمل بموجب هذا الدرس سيكون على الأغلب المفتاح لجهود استئصال ناجحة في المستقبل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى