الطب

كيفية مكافحة انتشار العدوى بين المرضى في وحدة العناية المُركزة

2011 مبادئ علم التخدير وتدبير الألم

الدكتور إبراهيم هادي

KFAS

وحدة العناية المُركزة مكافحة انتشار العدوى بين المرضى الطب

المُعضلة التشخيصية "للمريض المحموم" (febrile patient) :

يُعدُّ الإنتان (sepsis) سبباً هاماً للمراضة والوفاة في وحدة العناية المركزة . ويجب بذل أقصى جهد لمنع أو تقليص وقوع العدوى في وحدة العناية المركزة .

كما يجب تطوير سياسة مترابطة مع إسهامات نشطة من قسمي الميكروبيولوجيا ومكافحة العدوى بالمستشفى . وأيضاً يجب أن يتم تجنُّب العدوى المتصالبة (cross infection) بين المرضى ، واستخدام إجراءات العزل في حالات مختارة بناء على توصية من المسؤول عن مكافحة العدوى أو اختصاصي الميكروبيولوجيا .

كما يجب تطوير سياسة ملائمة لاستخدام المضادات الحيوية والاتفاق عليها بعد وضع نطاق المستفردات المحلية (local isolates) ومدى حساسيتها في الاعتبار .

وينبغي أن يتمثل الهدف في استخدام المضادات الحيوية التي تستهدف الجراثيم المسببة المشتبه بها ، والتي تكون على أقل درجة من السُمية لأجهزة الأعضاء الأخرى، ولا تدعم تطوير مقاومة، وتتسِم بفاعليتها بالنسبة للتكلفة .

يجب مراقبة درجة حرارة المريض بصورة مستمرة ، ومن المُتفق عليه بشكل عام أن درجة الحرارة الإبطية (axillary) التي تبلغ 38 درجة مئوية أو ما فوقها تُشكل حُمَّى . ومن المعروف أن الحُمى عرض وليس مرض .

 

وينبغي أن يستهل وجود الحُمَّى بحثاً عن السبب . ويسرد الجدول 13 – 2 الأسباب الشائعة للحُمَّى المُستشفوية (nosocomial fever) (التي تبدأ عقب الإدخال إلى المستشفى بنحو 48 ساعة) .

 

إن الحمى هي علامة على الالتهاب وليس العدوى . وقد يكون الحدث المسبب لها إصابة نسيجية . وفي الحقيقة أن 50% من حالات الحمى في وحدة العناية المركزة ليست نتائج مباشرة للعدوى . كما إن وخامة الاستجابة الحموية ليست دليلاً على وجود أو على وخامة العدوى .

قد تكون الحمى المرتفعة متعلقة بعملية لا عدوائية (مثل الحمى الدوائية)، في حين أن ارتفاعاً طفيفاً نسبياً في درجة الحرارة قد يصاحب عدوى مهددة للحياة . يجب تقييم كل حالة بعناية قبل اللجوء إلى المعالجة بالمضادات الحيوية .

ليس من الضروري بصفة عامة استخدام الأدوية الخافضة للحرارة والبطانيات المبرّدة لعلاج الحمى، إذ إن الاستجابة الحموية تمثل وقاية من العدوى، فهي تثبط نمو البكتيريا وتناسخ الفيروسات. وعلى أية حال، فهناك حاجة لتطبيق إجراءات نشطة لتبريد الجسم لعلاج فرط الحرارة في حال تعطل قدرة الجسم على خفض حرارته .

 

متلازمة الاستجابة الالتهابية المجموعية (معايير SIRS) للإنتان :

إن الاستجابه الالتهابية المجموعية لأذية أو إصابة ، بصورة مستقلة عن السبب ، تظهر واحداً أو أكثر من الملامح التالية :

– درجة الحرارة أكثر من 38 أو أقل من 36 مئوية .

– معدل النبض أكبر من 90 في الدقيقة .

– معدل التنفس أكثر من 20 نفس في الدقيق، أو الضغط الجزئي لثاني أكسيد الكربون أقل من 32 ملم زئبقي .

– كريات الدم البيضاء أكثر من 12.000 خلية في المل المكعب أو أقل من 4.000 خلية في المل المكعب، أو زيادة نسبة العدلات neutrophils غير الناضجة عن 10% .

 

استخدام العوامل المضادة للميكروبات (antimicrobial agents) :

إذا كان المريض يتعاطى المضادات الحيوية بالفعل قبل الإدخال إلى وحدة العناية المركزة، فينبغي تجميع كافة العينات الخاصة بالمزرعة (culture) والاستمرار في تعاطي هذا المضاد الحيوي أو تغييره اعتماداً على السياسة المُتبعة والجراثيم المسببة المشتبه بها .

أما في حالة إذا كان المريض لا يتعاطى مضادات حيوية ونُصِح بناء على أُسُس سريرية بتناول مضاد حيوي معين، فينبغي بدء التوليفة التجريبية التي تمثل الاختيار الأمثل وفقاً لما توصي به السياسة بعد تجميع العينات . وقد يتم تعديل العلاج بعد أن تتوفر نتائج المزرعة .

وما إن تتوفر نتائج المزرعة/ الحساسية، ينبغي أن يتم تقرير الاختيار النهائي للعامل المضاد للميكروبات ومدة العلاج عبر التوصل لإجماع سريري بالاستعانة برأي اختصاصي الميكروبيولوجيا .

ويُعد القيام بإجراء مناقشة مُفصلة للأحياء المجهرية المتنوعة ، والعوامل المضادة للميكروبات، ونطاق عملها ، ومدى سميتها ، وفوائدها ، وأضرارها أمراً يتجاوز نطاق هذا الكتاب .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى