البيولوجيا وعلوم الحياة

كيفية رؤية الإنسان للأشياء وطريقة فحص قوة الإبصار

1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الإبصار طريقة فحص قوة الإبصار البيولوجيا وعلوم الحياة الطب

حتى نستطيعَ أن نفهَم كيف نرى تعالَوْا معنا نقارنْ بين آلة التصوير الفوتوغرافي وبين عين الإنسان

فجدارُ العين الخارجي يشبه جسمَ آلة التصوير، والجزءُ الأمامي منه شَفَّاف ويسمى القَرْنِيَّة.

وجدارُ العين من الداخل مبطن بغلاف داكنٍ أحمر اللون لما فيه من أوعية دموية كثيرة يسمى بالمشيمية.

 

ويبطن هذا الغلافَ غشاءٌ يسمى بالشبكية وهي تشبه في عملها الفيلم الحساس لآلة التصوير.

ويمتلئ فراغُ العين بأوساطٍ شفافة هي من الأمام إلى الخلف: السائلُ المائي فالعدسةُ فالجسمُ الزجاجي.

ويتم التَحَكُّمُ في كمية الضوء الداخلة إلى العين بواسطة حاجز يسمى بالقَزَحية في وسطه فتحةٌ تُعرف بالحَدَقة (إنسان العين). ويتغير اتساعُ الحدقة حسب كمية الضوءِ الواقعة على العين.

 

والآن لنرَ كيف يرى الإنسان الأشياء من بعد، وكيف يمكنُه رؤيةُ الأشياء دون ازدواج على الرغم من استعماله العينيْن في وقت واحد. 

عندما ينظُر الشخص السليمُ لشيء من بُعْدٍ تكون الأشعةُ الضوئية النافذةُ إلى العين متوازيةً، وتمر هذه الأشعةُ في أوساطٍ تامة الشفافية وهي من الأمام إلى الخلف: القرنية فالسائل المائي فالعدسة فالجسم الزجاجي.

وهذه الأوساط تعمل على تجميع أشعة الضوء إلى داخل العين في نقطةِ حساسة على الشبكية تعرف بالنُّقطة الصفراء مكونةً صورة مقلوبة للشـيء المَرْئِيِّ.

ونجد أن الصورة المتكونة في النقطة الصفراء بكل عين تكون مشابهةً ومساويةً لمقابلتها بالعين الأخرى في الشخص السليم، ثم تتحول هاتان الصورتان إلى إشارات عصبية ينقلها العَصَبَان البصـريان إلى المراكز العليا في الدماغ (المخ) حيث يتمُّ اندماجُ الصورتين معاً لتكونَّا صورةً واحدة معتدلةً للجسم المرئي.

وقدرةُ استعمال العينين معاً في وقتٍ واحد دون حدوث ازدواج يعرف "بالرؤية الموحَدَّة بالعينين".

 

أما في حالة رؤية الأشياء عن قرب فيلزمُ أن يحدثُ بالعين تَغَيُّرٌ داخلي حتى تقعَ الصورةُ أيضاً على الشبكية.

وعدسةُ العين لها خاصية فريدة تميزها عن غيرها من العدسات وهي قدرتُها على تغيير قوتها الذاتية زيادةً أو نقصاً تبعاً للحالة، وذلك بتغيير شكلها خاصةً سطحها الأمامي فعند الرؤية عن قرب تصبح العدسةُ أكثَر تكوراً، ويتم ذلك بواسطة ارتخاء الأربطة التي تعلقها. وبذلك تقع الصورةُ على الشبكية وتعرف هذه الخاصية "بتكيُّف الإبصار".

وتضعف هذه الخاصية تدريجياً مع تقدم العمر، فبعد سن الأربعين قد يحتاجُ الشخص إلى نظَّارة طبية يستخدمها عند القراءة عن قُرْب. كما أن الشخصَ السليم عندما يقرأ أو ينظر إلى شيء عن قرب فإن عينيه تتجهان إلى الداخل وتضيقُ حَدَقَتَا العينين حتى تزدادَ الصورةُ وضوحاً.

 

ويمكن فحصُ قوة الإبصار عن بعد بواسطة لوحة علامات مرسوم عليها حرف Eباللغة الإنجليزية، أو دوائرُ ذات فتحات مختلفة الاتجاه، وتتدرج في الصغر من أعلى إلى أسفل.

وهي مصممة بطريقة حسابية بحيث يستطيع الشخص السليم أن يرى أصغَر فتحاتِها وهي على بُعْدِ ستة أمتار. وتُكتبُ قوة الإبصار على شكل بسط ومقام  

ويكون البَسْطُ دائماً ثابتاً ويعبر عن المسافة. أما المقام فيختلف حسب درجة قوة الإبصار، فإذا استطاع الشخص قراءةَ السطر الذي يعلو أصغرَ السطور فَقَطْ يُعبَّرُ عن قوة إبصاره بــ

 

وهكذا تتدرج قوةُ الإبصار إلى ثم  ثم ثم  ثم .

وعلى هذا فالشخص الذي قوة إبصاره  يستطيع أن يرى علاماتِ ذلك السطر على بعد 6 أمتار بينما يراها الشخص الذي لا يعاني من أي مشكلات في قوة إبصاره من على بعد 12 متراً، وهكذا بالنسبة لقُوى الإبصار الأخرى.

 وفحصُ قوة الإبصار يعتبرُ من الأمور المهمة التي يجب أن تحظى برعاية خاصة طوال مراحل العمر وذلك لاكتشاف حالات ضعف الإبصار في سن مبكر وعلاج الحالات التي يمكن علاجها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى