الفيزياء

كيفية تفسير العالم “الفارسي” حدوث ظاهرة قوس قزح

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

ظاهرة قوس قزح تفسير الفارسي لقوس قزح الفيزياء

– الفارسي وقوس قزح: 

وضع الفارسي نظرية قوس قزح سعى فيها إلى تعليل الهيئة التي يظهر عليها هذا الأثر في السماء: إما على هيئة قوس واحد أو على هيئة قوسين متَّحدي المركز ، وهي الهيئة التي أشار إليها من تقدمه من علماء المسلمين بكلمة "تقازيح" .

كذلك كان الفارسي يهدف من نظريته أيضا تعليل الألوان التي تظهر في التقازيح وترتيبها . وقد أقام الفارسي نظريته على مباحث الانعطاف المقرون بالانعكاس الداخلي في كرة مشفة.

ويلجأ في التدليل على صحة ما يقول بالتجربة العملية التي كان ينظر إليها بالاعتبار كما كان يفعل ابن الهيثم من قبل.

يقول : "التقازيح ألوان مختلفة متقاربة فيما بين الزرقة والخضرة والصفرة والحمرة والدكنة تحدث من صورة نير قوي واردة إلى البصر بالانعكاس والانعطاف أو ما يتركب منهما" .

 

صدق الفارسي إذ أن الانعطاف هو بالفعل علة ظهور ما نسميه اليوم " ألوان الطيف " . وقد بيَّن نيوتن ذلك في القرن السابع عشر. ومن الواضح أن الفارسي قد سبقه بزمان إلى هذا المفهوم .

ويعزو الفارسي حدوث القوس الابتدائية من قوسي قزح إلى مسار أشعة الشمس من خلال قطيرات صغيرة من الماء منتشرة في الجو – بعد سقوط المطر عادة – حيث تنعطف الأشعة بانعكاس واحد.

كما يعلل حدوث القوس الثانية بنفاذ أشعة الشمس من خلال قطيرات الماء منعطفة بانعكاسين.

كذلك يحلل عالمنا الألوان الشبيهة بألوان قوس قزح والتي تظهر في أحوال أخرى خلاف حالة الأثر المعروف بقوله في كتابه : " كذلك إذا كان المبْصَرْ ذاأجزاءٍ صغار مختلف صغيرة ، وكان لون المبْصَرْ إلى السواد ما هو ، وقابله النير القوي.

 

صارت الأجزاء مرايا، وانعكست صور النير من كل إلى البصر مثنى أو فرادى متقاربة أو متصلة من أواسط مخروطات الأضواء الواصلة إلى عين المُبْصِرْ أو حواشيها . فيظهر لذلك تقازيح من الزرقة والخضرة والصفرة والحمرة، كما يشاهد في أرياش الطيور، وبعض أعضاء الحيوانات ، وأجزء النبات، وغير ذلك .

وربما شاهدت مثل هذا في الأهداب وبعض شعرات الحاجبين إذا حازيت قرص الشمس والبصر مستظلا بالحاجبين وما فوقهما قليلا" .

وإنا لنعجب حقا إذ نقرأ أقوالاً كهذه كُتبت من ستة قرون، وكأنما نقرأها في كتاب حديث العهد يحكي عن ألوان الطيف ومسبباته !.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن عالمنا احتاج في دراسته هذه عن قوس قزح لمباحث تمهيدية هي لها ضرورية، منها الانعطاف والإبصار خلال كرة مشَّفة وكرتين مشَّفتين .

 

ففي الانعطاف في الكرة المشفة، أسَّس الفارسي بحثه على أقوال ابن الهيثم في كيفية نفاذ الأشعة المتوازية في كرة من البلور، إلا أنه يتناول شرح كيفية نفاذ الأشعة الصادرة من نقطة مضيئة في كرة مصنوعة من مادة أكثف من الهواء ، آخذاً في الاعتبار وقوع هذه النقطة المضيئة على مسافة من الكرة ليست بالقصيرة ، وكان كلامه ينصب في مجموعة على قطرة من الماء كروية الشكل،وهو أمر منطقي لبحث يسعى إلى تعليل الهالة وقوس قزح والتقازيح عموماً .

وقد خلص من بحثه في الانعطاف في حالة الكرة المشفة إلى أن الأشعة تلتقي جميعا – بعد نفاذها من الكرة – على محور التماثل .

ويتدرج من هذا المبحث إلى بيان كيفية الإبصار خلال الكرة المشفَّة ، ثم يعرج بعد ذلك إلى حالة الكرتين المشفَّتين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى