البيولوجيا وعلوم الحياة

كيفية اهتمام ألمانيا والولايات المتحدة في دراسة علم الوراثة

2013 لمن الرأي في الحياة؟

جين ماينشين

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

تركّزت الجهود لدراسة علم الوراثة من جهة والتطوّر من جهة ثانية في ألمانيا والولايات  المتحدة. اشتهرت ألمانيا تقليدياً بالدراسة السيتولوجية، وواصل الباحثون الألمان قيادة الطريق باستخدام أكثر الأساليب تقدّماً في التلوين والتجارب والتقنيات المجهرية.

وفي وقت متقدّم من عشرينات القرن العشرين كان كثير من الأميركيين الذي أصبحوا روّاداً قد تعلّموا في ألمانيا، أو تدرّبوا مع الألمان في محطة نابولي لعلم الحيوان، أو تدربوا على يد من درس هناك.

ساهمت البنية التنظيمية للبيولوجيا الألمانية والأميركية جزئياً في قيادتهما في مختلف الأوقات. ظل المجتمع الأكاديمي الألماني متفرّقاً في معاهد الأبحاث في جميع أنحاء البلد حتى بعد توحيد ألمانيا في أواسط القرن التاسع عشر. وذلك يعني أنه يمكن أن يكون في كل من برسلاو أو برلين أو ميونيخ أو ورزبيرغ اختصاصي رائد في السيتولوجيا أو علم الأجنّة في أي وقت.

وربما عمل هؤلاء الرجال على المواد، وطرحوا الأسئلة، واستخدموا الأساليب، وسعوا للحصول على الأولوية في الحقول المتداخلة. كانوا متنافسين ومع ذلك قادرين على التعايش في مجالات وثيقة الصلة. وبدلاً من أن يكون لديهم سلطة مركزية تقرّر أن يقوم أحد الباحثين بدراسة علم الأجنّة، مثلاً، من خلال الزرع في الضفادع، في حين يتقصّى آخر سلالة الخلايا في الزقّيات، وآخر الوراثة النووية في قنافذ البحر – أو أي شيء آخر – فقد كان في وسعهم تقرير ذلك بأنفسهم.

 

وقاد ذلك، كما أعتقد، إلى تفاعل صحي بين الباحثين الذين ظلوا على اطلاع على عمل كل منهم. وقد انهار هذا المجتمع البحثي الحيوي إلى حدّ كبير نتيجة ضغوط الحرب العالمية الأولى واضطراباتها.

في الولايات المتحدة، شهدت تسعينات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بروزاً للجامعات البحثية الجديدة، مثل جامعتي شيكاغو وستانفورد، وتحوّل جامعات أخرى مثل يال وكولومبيا.

وأدى التمويل من مؤسسات خاصة، بقيادة آل روكفلر وكارنيجي، والتمويل الحكومي عبر مجلس الأبحاث الوطني والمعاهد الصحية الوطنية، بدءاً من ثلاثينات القرن العشرين، إلى حفز تطوّر العلوم الصحية والطبية الحيوية.

وأنتجت برامج الدراسات العليا حملة دكتوراه شاركوا في ما بعد في إجراء مزيد من البحوث. ونما مجمع الباحثين المتوسّع، الذي تدرّب في قليل من المراكز، ليصبح مجموعة مترابطة من اختصاصيي البيولوجيا الذين يتواصلون عبر الدوريات الجديدة، ويتعاونون ويتنافسون بطرق مثمرة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى