علوم الأرض والجيولوجيا

كيفية اكتشاف وصناعة “الألماس”

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الألماس كيفية اكتشاف وصناعة الألماس علوم الأرض والجيولوجيا

منذ ما يزيد على قرن من الزمان، كان بعض الأطفال يلعبون بالقرب من شاطئ نهر "أورانج" بجنوب أفريقيا. وبينما هم يلعبون و يلهون عثر أحدهم على قطعة جميلة من الحجارة قالتقطها وقدمها إلى أمه.

وقد أعجبت هذه السيدة بالقطعة الجميلة اللامعة و عرضتها على أحد الخبراء. و بعد فحصها قرر هذا الخبير أنها أول قطعة من الألماس الطبيعي يجدها الإنسان.

وانتشرت أنباء هذ الاكتشاف بسرعة فائقة، فاندفع الكثيرون نحو وادي أورانج وڨال للتنقيب بين الصخور أملا في تحقيق الثراء و امتلاك المال الوفير.

 

وقد عثر هؤلاء المنقبون على الألماس في قاع الأنهار وعند أفواه البراكين. و بعد ذلك بدأوا في البحث تحت الأرض وحفروا المناجم.

ويعتبر منجم "كمبرلي" في جنوب أفريقيا أعظم هذه المناجم على الإطلاق. و يتم حاليا إنتاج ما يزيد على تسعين في المئة من الألماس الطبيعي من هذه المناجم الأفريقية.

ويوجد الألماس الطبيعي أيضا بين الصخور النارية في بعض البلاد الأفريقية الأخرى وعدد من دول أمريكا الجنوبية مثل البرازيل و فنزويلا. و قد تم اكتشافه حديثا في سيبريا بالاتحاد السوفيتي.

 

والألماس ملك الأحجار الكريمة وهو مادة نادرة ثمينة، و يستخدم منذ زمان في الزينة.

ولقد درج الملوك و الأغنياء على تزيين أنفسهم بالجواهر المرصعة بالألماس. و تضم مجوهرات التاج البريطاني المحفوظ في برج لندن أجمل وأكبر قطع الألماس في العالم.

ويوجد الألماس داخل مناجم الفحم على أعماق كبيرة، و يكون مغمورا في قطع الفحم. ويمكن تخليصه من الفحم المحيط بمعاملات مختلفة تشتمل على تفتيت المواد المحيطة بالألماس ثم غسله وقطعه وصقله.

 

وتحتاج هذه العمليات لقدر كبير من الخبرة و المهارة. و تتميز قطع الألماس بعد تصنيعها بأن لها وجوها عديدة تمكنها من عكس كمية كبيرة من الضوء في الاتجاهات المختلفة مما يكسبها مظهرا براقا ومتلألئا.

ونحصل على الألماس بأحجام و أشكال متعددة و نقاوة مختلفة، و يتراوح لون الألماس بين الأبيض والرمادي،  وهناك أنواع أخرى يميل لونها للصفرة أو الخضرة أو الحمرة أو الزرقة. ويختلف ثمن قطع الألماس تبعا لحجمها و لونها ودرجة نقاوتها.

ويعتبر الألماس أقسى مادة طبيعية عرفها الإنسان. و من هنا يستخدم في العديد من عمليات القطع والحفر و الثقب التي نجريها في الصناعات المختلفة. والنوع المعروف "بالألماس الأسود" هو الذي يستخدم في الصناعة.

 

ونظرا لندرة وجود الألماس و قلة توفره، و زيادة الحاجة لاستخدامه في الكثير من الأغراض الصناعية فقد سعى العلماء منذ زمن طويل إلى تحضير الألماس بالطرق الصناعية بدلا من الاعتماد على مصادره الطبيعية.

ومن أجل ذلك بحثوا في تركيبه فوجدوا أنه يتكون من الكربون و أنه بذلك يشبه الفحم، إلا أن ذرات الكربون فيه ترتبت بنظام معين يختلف عن نظام ترتيبها في الفحم، وذلك تحت تأثير الضغط العالي والحرارة الشديدة، اللتين تعرض لهما في باطن الأرض منذ أزمان طويلة. فالألماس هو كربون متبلور وهو والفحم صورتان من صور عنصر الكربون.

ولقد تمكن الباحثون من تحضير أول عينة من الألماس الصناعي بنجاح عام 1955. و كان العائق الرئيسي أمام تحضير الألماس في المختبرات هو صناعة الجهاز الذي يستطيع تحمل الضغط العالي و الحرارة الشديدة اللازمين.

 

إلا أن الباحثين نجحوا حاليا في صناعة نماذج مختلفة لأجهزة تحضير الألماس و التي تستخدم في أماكن متفرقة من العالم في تحضير بلورات صغيرة من الألماس الصناعي و الذي يشبه في صفاته الألماس الطبيعي.

ويعتبر تحضير الألماس الصناعي نصرا علميا و هندسيا كبيرا، إذ أنها المرة الأولى التي يستطيع الإنسان فيها أن يقلد الطبيعة في تحضير مادة تنتجها الطبيعة عادة تحت ضغط كبير ودرجة حرارة مرتفعة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى