فضاء

”قلب“ بلوتو الأبيض الهائل له أصل عنيف

هل كنتَ تعلم؟ يبلغ عرض بلوتو نحو سُدس عرض الأرض
يبلغ عرض بلوتو نحو سُدس عرض الأرض
بقلم:‬ ‬ستيفاني‭ ‬باباس

عندما‭ ‬حلقت‭ ‬المركبة‭ ‬الفضائية‭ ‬نيوهورايزنز‭ ‬New‭ ‬Horizons‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬بلوتو‭ ‬Pluto‭ ‬في‭ ‬عام ‬2015‬، أرسلت‭ ‬صوراً‭ ‬حملت‭ ‬مفاجأة‭ ‬جميلة: ‬تكوين‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬قلب‭ ‬يهيمن‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الكوكب‭ ‬القزم. ‬الآن،‭ ‬يعتقد‭ ‬الباحثون‭ ‬أنهم‭ ‬اكتشفوا‭ ‬أصله‭: ‬تشكّل‭ ‬القلب‭ ‬بفعل‭ ‬ارتطام‭ ‬بطيء‭ ‬ومنحرف‭ ‬بصخرة‭ ‬جليدية‭ ‬يزيد‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬ولاية‭ ‬كانساس. ‬وفي‭ ‬دراسة‭ ‬جديدة،‭ ‬توصل‭ ‬الباحثون‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬باستخدام‭ ‬نماذج‭ ‬حاسوبية‭ ‬لمحاكاة‭ ‬الارتطامات‭ ‬بسطح‭ ‬بلوتو‭ ‬والتكوينات‭ ‬الناتجة‭ ‬منه. ‬اكتسب‭ ‬قلب‭ ‬بلوتو،‭ ‬المعروف‭ ‬بـ”تومبو‭ ‬ريغيو“ ‭‬Tombaugh‭ ‬Regio، لونه‭ ‬الفاتح‭ ‬من‭ ‬جليد‭ ‬النيتروجين. ‬لا‭ ‬تشبه‭ ‬الارتطامات‭ ‬بين‭ ‬الأجرام‭ ‬الجليدية‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬المجموعة‭ ‬الشمسية‭ ‬تلك‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬الشمس. ‬قال‭ ‬إريك‭ ‬أسفوغ Erik‭ ‬Asphaug، ‬الأستاذ‭ ‬في‭ ‬مختبر‭ ‬القمر‭ ‬والكواكب‭ ‬بجامعة‭ ‬أريزونا: ‬”لقد‭ ‬اعتدنا‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬ارتطامات‭ ‬الكواكب‭ ‬باعتبارها‭ ‬أحداثاً‭ ‬مكثفة‭ ‬بشكل‭ ‬مذهل،‭ ‬حيث‭ ‬يمكنك‭ ‬تجاهل‭ ‬التفاصيل‭ ‬باستثناء‭ ‬أمور‭ ‬مثل‭ ‬الطاقة‭ ‬والزخم‭ ‬والكثافة. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬أقاصي‭ ‬المجموعة‭ ‬الشمسية،‭ ‬تكون‭ ‬السرعات‭ ‬أبطأ‭ ‬بكثير،‭ ‬والجليد‭ ‬الصلب‭ ‬قوي،‭ ‬ومن‭ ‬ثمَّ‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬دقة“‭.‬

استخدم‭ ‬الباحثون‭ ‬طريقة‭ ‬محاكاة‭ ‬تسمى‭ ‬هيدروديناميكا‭ ‬الجسيمات‭ ‬الملساء Smoothed‭ ‬particle‭ ‬hydrodynamics‭ ‬ لاختبار‭ ‬زوايا‭ ‬الاصطدام‭ ‬المختلفة‭ ‬وأحجام‭ ‬الأجرام‭ ‬المرتطمة‭ ‬لمعرفة‭ ‬الديناميكيات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تشكّل‭ ‬حوض‭ ‬سبوتنيك ‬Sputnik‭ ‬Planitia‬، وهو‭ ‬الجزء‭ ‬الغربي‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬بلوتو. ‬تقع‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬البالغة‭ ‬مساحتها‭ ‬800‭ ‬ميل‭ ‬مربع‭ ‬تقريباً‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬نحو‭ ‬2‭.‬5‭ ‬ميل‭ ‬عن‭ ‬المناطق‭ ‬المحيطة‭ ‬بها. ‬ووجد‭ ‬الفريق‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التشكيل‭ ‬ربما‭ ‬نشأ‭ ‬عن‭ ‬ارتطام‭ ‬مائل،‭ ‬والذي‭ ‬سبب‭ ‬شكله‭ ‬الممدود. ‬يرجّح‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬قد‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬بلوتو. ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬قطر‭ ‬الصخرة‭ ‬الجليدية‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬بلوتو‭ ‬نحو‭ ‬454‭ ‬ميلاً. ‬يرجّح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬المُصادم‭ ‬Impactor‭ ‬قد‭ ‬تسطّح‭ ‬فوق‭ ‬بلوتو. ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬قد‭ ‬يوجد‭ ‬تحت‭ ‬جليد‭ ‬النتروجين‭ ‬الناعم‭ ‬الذي‭ ‬يغطي‭ ‬حوض‭ ‬سبوتنيك‭.‬

تشير‭ ‬عمليات‭ ‬المحاكاة‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بلوتو‭ ‬لا‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬محيط‭ ‬تحت‭ ‬سطحي‭ ‬أسفل‭ ‬طبقاته‭ ‬الخارجية‭ ‬الجليدية. ‬ونظراً‭ ‬لأن‭ ‬كتلة‭ ‬قلب‭ ‬بلوتو‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬كتلة‭ ‬بقية‭ ‬سطح‭ ‬الكوكب‭ ‬القزم،‭ ‬يُفترض‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬تحرك‭ ‬تدريجياً‭ ‬نحو‭ ‬القطب‭ ‬أثناء‭ ‬دوران‭ ‬بلوتو‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬آلاف‭ ‬السنين. ‬ولكن‭ ‬التكوين‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬خط‭ ‬استواء‭ ‬الكوكب،‭ ‬وهو‭ ‬موقع‭ ‬غريب‭ ‬افترض‭ ‬أحد‭ ‬الباحثين‭ ‬سابقاً‭ ‬أنه‭ ‬ربما‭ ‬نتج‭ ‬من‭ ‬ديناميكيات‭ ‬كتلة‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬السائلة‭ ‬تحت‭ ‬السطح‭.‬

يشير‭ ‬البحث‭ ‬الجديد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬محيط‭ ‬سائل‭ ‬ليس‭ ‬ضرورياً‭ ‬لتفسير‭ ‬موضع‭ ‬قلب‭ ‬بلوتو. ‬

قال‭ ‬مارتن‭ ‬جوتزي Martin‭ ‬Jutzi‬، وهو‭ ‬باحث‭ ‬أول‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬برن: ‬”في‭ ‬عمليات‭ ‬المحاكاة‭ ‬التي‭ ‬أجريناها،‭ ‬حُفر‭ ‬كامل‭ ‬الوشاح‭ ‬البدائي‭ ‬لبلوتو‭ ‬بفعل‭ ‬الارتطام،‭ ‬ومع‭ ‬تناثر‭ ‬مادة‭ ‬لُبّ‭ ‬المُصادم‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬بلوتو،‭ ‬تكوّن‭ ‬فائض‭ ‬محلي‭ ‬في‭ ‬الكتلة‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يفسر‭ ‬الارتحال‭ ‬نحو‭ ‬خط‭ ‬الاستواء‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬محيط‭ ‬تحت‭ ‬السطح،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬محيط‭ ‬رقيق‭ ‬جداً‭ ‬على‭ ‬أقصى‭ ‬تقدير“‭.‬

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى