الطب

عملية التحصين ضد مرض الجدري في القسطنطينية

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

مرض الجدري القسطنطينية عملية التحصين الطب

هذا المنعطف تسجله زوجة السفير البريطاني في القسطنطينية الليدي ماري مونتاجيو عام 1717م في رسالة بعثت بها إلى إحدى صديقاتها تقول:

"وعلى ذكر المرض ساقول لكم على شيء يجعلكم تتمنون لو كنتم معي هنا، وهو أن الجدري المميت والمتفشي عندنا هو شيء لا ضرر فيه بتاتا ًهنا، بعد ابتكار التجدير فهنا مجموعة من النساء العجائز يتخذن منها مهنة كل خريف في شهر سبتمبر، إذ يتصل الناس بعضهم ببعض ليعرفوا من يريد منهم أن يتحصن ضد الجدري، ثم يكونون جماعات لهذا الغرض كل مجموعة 15 أو 16 معاً، ثم تأتي العجوز حاملة بوتقة مملوءة بالمادة؛ وهي خلاصة أفضل أنواع الجدري، وتسأل أيّ وريد تفضلون؟!

وفي الحالة تفتح الوريد المفضل بواسطة إبرة كبيرة لا تؤلم أكثر من مجرد الخدش، وتضع في الوريد ملء إبرة ثم تربط الجرح، وبهذه الطريقة تفتح أربعة أو خمسة أوردة كل يوم، وبعد ذلك يلعب الأطفال معاً بقية النهار، ويظلون في صحة جيدة حتى الثامنة، ثم تتملكهم الحمى ويلازمون الفراش لمدة يومين أو ثلاثة أيام، ثم تظهر حوالي عشرين أو ثلاثين بثرة في وجوهم ولكنها لا تترك أثراً فيها، وبعد ثمانية أيام يعودون أصحاء تماماً كما كانوا".

 

هكذا كان التحصين جارياً في القسطنطينية، ولم تحدث حالة وفاة واحدة بهذه الطريقة، إن سعادة السفير يقول متهكماً: "إنهم هنا يأخذون الجدري كما يتجرع الناس الماء في بلاد أخرى، ولم أعرف أحداً مات من هذه الطريقة.  إن من الوطنية أن أنقل هذا الابتكار المفيد إلى بريطانيا".

من الطريف أن هذه العملية يدعونها التجدير لأنها تنقل أسباب المرض الحقيقية، مما يعتقدون أنه نوع خفيف من فيما بينهم، ولهذا فهو مرض حقيقي غير أن التطعيم الذي أشعل ثورة في عالم الجدري صاحبه طبيب إنجليزي شاب طلع به في بريطانيا اسمه "إدوارد جينر" في اليوم الرابع عشر من شهر يونيو عام 1796م، وله قصة تستحق أن تروى وأن تسجل!

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى