علوم الأرض والجيولوجيا

عملية التجوية

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

العملية الاخرى لتكوين أشكال الأرض الظاهرة للعيان في الصحراء تُدعى «التجوية». وتم اعتماد هذا التعبير من قبل الجيومورفوليجيين لوصف تفتت الصخور والرواسب نتيجة عدد من العمليات. وتتفتت الصخور بطرق عدة.

الأولى هي الدرجات اليومية الشديدة جداً من الحرارة والبرودة التي يمكن أن تُحطم الصخور والحصى. ويقال إن الشقوق التي ظهرت في الصخور الشمالية الجنوبية في صحراء أريزونا تثبت فعالية وتأثير هذه العملية.

وفي بعض الصحارى ذات الارتفاعات العالية، مثل كاراكورام في باكستان، قد يحدث تمزق للصخور بفعل الصقيع والتجمد. وبالمثل يمكن حدوث تفسخ للصخور نتيجة نمو حبيبات الملح في الشقوق بين الصخور حيث تعمل على فتحها.

ويمكن أن تُنتج عمليات التجوية هذه أشكالاً أرضية غريبة، مثل صخور الفطر (Mushroom Rocks) التي تتشكل عندما تتسرب المياه المالحة الى الجزء الأسفل فقط من صخرة مستقيمة ومنتصبة. ويتمزق الجزء الأسفل عندئذ بواسطة تبلور الملح تاركاً الجزء الأعلى سليماً.

وتمثل البحيرات الجافة في الصحارى مجموعة من الملامح الغريبة. والبعض من هذه البحيرات يخلو من الملح بشكل تقريبي، وهي مستوية الى درجة كانت تستخدم فيها لأغراض السباق.

 

ويوجد في عدد صغير من هذه البحيرات «صخور جوالة» وهي عبارة عن كتل زاوية ضخمة تزن الواحدة منها ما يصل الى 320 كيلوغراماً (700 ليبرة) تنتقل فوق سطح الماء مخلفة أثاراً وراءها.

وأفضل موقع معروف لها هو مضمار سباق «بلايا» في صحراء موهافي في جنوب غربي الولايات المتحدة. إن أحداً لم يشاهدها وهي تتحرك غير أن الإعتقاد الآن انها تتحرك في مناسبات نادرة جداً عندما يتصادف هبوب رياح عالية مع وجود طبقة رقيقة من الماء على السطح الناعم.

وفي البحيرات الجافة المالحة تتشكل قشرة مالحة سميكة لأن الأملاح المتبلورة تتوسع نحو الأعلى والأسفل والخارج وينتج الضغط الجانبي للتبلور عندئذ مضلعات من أحجام متعددة.

ويبلغ عرض تلك المضلعات ما بين بضعة سنتيمترات وكيلومترات. وتمنع القشرة الملحية في نهاية المطاف المزيد من تبخر الماء، ونتيجة لذلك قد تُخفي قشرة السطح الأرض السبخة تحتها. وتعرف هذه البحيرات المالحة باسم «سبخة» في شبه الجزيرة العربية.

حتى وإن كانت تتدفق بين الحين والآخر فقط تتمتع أنهار الصحراء بقوة هائلة فيما يتعلق بالتآكل وحمل الرواسب. وقد شكلت هذه القوة ممرات ضيقة عميقة ونقلت كميات ضخمة من الرواسب الخشنة الى رواسب مخروطية (Alluvial Fans) الشكل وترسبت حيث تنتهي الجبال، وتنفتح نحو الخارج الى سهول كبيرة ومنبسطة.

 

وثمة أربعة عوامل تضمن تأثير هذه الأنهار: شدة معظم أمطار الصحراء، كون معظم منحدرات الصحراء قاحلة، وكمية الركام التي تتجمع بين العواصف المطرية، و«تسليح» قيعان الجداول بأرصفة ناعمة من الحصى تُفضي الى انتقال سريع للماء والرواسب.

ولكن مثل العديد من ملامح الصحراء فإن الكثير من تآكل الأنهار الذي نراه اليوم ربما تحقق ليس بسبب الأنهار في المعالم الجافة الحالية بل كان بقدر أكبر من خلال الأنهار في فترات أكثر رطوبة في الماضي.

وتمثل الندبات المتموجة الضخمة في الكثير من الصحارى التي يشكل فيها النهر الحديث مجرد مجرى بسيط، وشبكات النهر الكبيرة التي تكاد لا تعمل، كما في النيجر، تمثل بعض الأدلة على أن الأنهار كانت مملوءة بقدر أكبر في الماضي.

وعلى الشاطىء الشمالي من بحيرة ميغا-تشاد، وهي دلتا ضخمة، تتوزع «الأنغاما» Angamma فوق بحيرة جافة واسعة فيما هو اليوم صحراء تكاد تخلو من الحياة. ويمكن استخراج عظام أفراس البحر والتماسيح من المناطق الطينية القاسية حول حافة الدلتا من جوانب الوادي الخالية من النباتات.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى