البيولوجيا وعلوم الحياة

عملية “الانتخاب الطبيعيّ” لارتقاء الطيور

2016 طيور العالم

KFAS

عملية الانتخاب الطبيعي البيولوجيا وعلوم الحياة

عندما لا تتغيّر الظروفُ البيئية، أو إذا لم تدخُل الأنواعُ في تنافسٍ مع أنواعٍ أخرى، ومثلاً في خلال فترةٍ تشهدُ إنشاءَ مستعمرةٍ، فقد يتمكن أفرادُ جماعةٍ ما مِن البقاء على نحوٍ أفضلَ في المَوائل المختلفة قليلاً.

وعندئذٍ يُبرِز الانتخاب الطبيعي الاختلافات بين هذه الجماعات الفرعية، والتي تؤدي بدورها إلى ظهور وسائلَ تكيّفٍ جديدة.

وقد تكون الأنواع الهجينة (hybrids) الوسيطة في هيئتها في وضعٍ غير مؤاتٍ لأنها أقل تكيّفاً مع المَوائل التي تختلف اختلافاً منفصلاً، بحيث يكون هناك انتخاب لجماعات متكاثرة مميّزة.

وتصبح هذه الجماعات منعزلة وراثياً عند هذه المرحلة وتتحوّل إلى أنواعٍ جديدةٍ على نحوٍ حقيقي.

 

وقد تحدث عملية “نشوء الأنواع” (speciation) هذه كلّما انعزلت الجماعات وراثياً (أي أنها تُمنع من التزاوج فيما بين الجماعات).

وهناك شكلٌ هامٌ آخر للانتخاب في ارتقاء الطيور، وهو الانتخاب الجنسي، والذي يَستحسنُ فيه الجنسُ المُنتقي (وهو جنس الإناث في العادة عند الطيور) خصائصَ معيّنة عند الشريك المُحتمَل مقابلَ خصائص أخرى، ومثلاً تلك التي تشير إلى اللياقة.

ويُعد الانتخاب الجنسي مسؤولاً إلى حدٍّ كبيرٍ عن الريش الأنيق أو الزخرفي (غير المستخدم في التخفيّ) عند الذكور من الطير، وخصوصاً حيثما يتباين هذا الريشُ مع ريش الإناث.

وسواءً كان الانتخاب طبيعياً أو جنسياً فإنّه لا يُحدث تأثيراً سوى على الاختلاف القائم فعلاً، ولكن لا يمكن له أن يتسبب في ظهور مثل ذلك الاختلاف.

 

ويُعزا منشأَ هذا الاختلاف الذي يمكن للانتخاب من خلاله أن يُسبّب الارتقاء إلى طفرةٍ جينيّةٍ (genetic mutation) تحدث عشوائياً عبر الزمن والمكان داخل المجموعة.

ومع أنّ منشأ الاختلاف عشوائيٌ فإنّ انتخاب السّمات (traits) إمّا بواسطة البيئة أو الشريك، ليس عشوائياً. ولو كان عشوائياً لَما حدثَ الارتقاء.

وانتخاب السّماتِ غير مُوجَّهِ الهدف. فليس هناك “غرضٌ” وراء الارتقاء، وإنما هو مجرّد حصيلةٍ حتميّةٍ للاختلاف الوراثي والفَناء غير العشوائي.

 

يُعدّ العزل الوراثي (genetic isolation) المسبّب الرئيسي لنشوء الأنواع عند الطيور، ويُسمّى تنوعاً “متباين المَوطن” (allopatric).

وإنْ وقَعَ نشوءُ الأنواع داخلَ مجموعةٍ واحدةٍ يُسمّى تنوعاً “متجانس المَوطن” (sympatric) ولكنْ ليسَ هناك دليلٌ على حدوث هذا النوع عند الطيور.

ويُمكننا أن نرى اليوم أمثلةً على “التشعُّع التكيّفي” (adaptive radiation)، الذي قد يحدث عندما تكون الطيورُ حرّةً في التكيّف مع مَواقع بيئية غير مشغولة، عند طيور الحساسين (finches) في جُزر غالاباغوس ومتسلّقة قرص العسل (honeycreeper) في جُزر هاواي. وسوف نلقي نظرةً أعمق على التشعّع التكيّفي في القسم التالي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى