البيئة

علاج ملوحة المياه

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

علاج الملوحة معروف تماماً ولكنه مُكِلف، ويصبح كذلك بقدر أكبر كثيراً عندما يتم تطبيق العلاج بصورة رجعية وليس قبل أن تتفاقم المشكلة (وهذا اجراء يندر القيام به).

ويهدف العلاج أولاً الى ضمان أن المستوى الذي تكون الأرض تحته مشبّعة بالماء في التربة يظل تحت العمق الذي يمكن من خلاله جر الماء الى السطح بواسطة أوعية شَعْرية.

ويتطلب ذلك إما وجود آبار أنابيب عميقة تمكّن من خفض المستوى المذكور من خلال ضخ الماء الى السطح، أو مجاري تصريف عميقة لأخذه بعيداً. وبعد وضع نوع من أنظمة التصريف يتعين سكب كمية كافية من الماء على سطح التربة من أجل ازالة الأملاح.

والتكلفة لا تنتهي عند هذه الاجراءات الباهظة في الأساس لأن المياه المالحة التي يتم ضخها أو تصريفها تكون في أغلب الأحيان شديدة الملوحة بحيث يتعذر اعادة استخدامها، ويتعين نقلها عبر قنوات خاصة الى البحر أو الى خزانات خاصة حيث يمكن أن تتبخر.

 

ويعتبر رأس المال وتكلفة الصيانة اللازمة للتصريف عالية للغاية، ناهيك عن الإضطراب الذي سوف يعتري أسباب العيش في بناء أنظمة التصريف. وتجبن معظم الحكومات أمام التكلفة.

وفي نهر كولورادو في غربي الولايات المتحدة تم اعتماد استراتيجية أكثر تكلفة: من أجل ازالة ملوحة المياه التي تعبر الحدود في المكسيك الى مستوى ملوحة يتوافق والاتفاقية الدولية فقد تم تخصيص مليار دولار من قبل الكونغرس لهذا المشروع ويتعين الآن انفاق ذلك المبلغ. والتكلفة البيئية للملوحة على نهر كولورادو –كما هو الحال على الأنهار الاخرى– ضخمة جداً وتتمثل في أضرار تلحق بالأرض الرطبة وبأعداد الأسماك ومواطن ضِفاف الأنهار والبحار.

لا تعاني تربة الصحراء بصورة عامة من تآكل سريع، ويوجد قدر قليل جداً من الزراعة خارج المناطق المرويّة ولتلك الزراعة تأثيرها الضئيل على معدلات التآكل كما أن الضرر الناجم عن التآكل بالنسبة الى انتاجيتها يكاد أن يستحيل قياسه، نظراً لأن تلك الانتاجية تتفاوت بصورة كبيرة وفقاً لهطول الأمطار.

وقد يلحق الضرر بالمراعي، ولكن هنا أيضاً يسود الاعتقاد بأن التباين في انتاجية مراعي الصحراء يتحدد بقدر أكبر من خلال هطول المطر-الذي لا يمكن عمل الشيء الكثير بشأنه– وليس من خلال الرعي، ماعدا المناطق القليلة التي تتركز المواشي فيها مثل المناطق الموجودة حول الآبار.

 

تطلق الصحارى حقاً معظم الغبار الذي يهب حول العالم، غير أن القليل أيضاً يمكن القيام به في هذا الصدد، ماعدا تعبيد الآلاف العديدة من الأمتار المربعة في الصحارى.

وتوجد المياه اللازمة للنباتات في أكثر المناطق المُغبرّة على بعد مئات الكيلومترات عند أطراف الصحراء ويجري الحديث حولها من أجل استخدامها في الري والأغراض المحلية والصناعية.

وإضافة الى ذلك فإن العديد من عمليات الزراعة والحراجة (الغابات) في محيط الصحارى يتوقف على المواد المغذية التي يحملها الغبار ناهيك عن المحيطات حيث قد يتمكن الغبار من تعضيد القدرة على تثبيت الكربون.

وثمة مجموعة من مصادر غبار الصحراء التي يتعين –ويمكن– التحكم بها: الغبار الذي يأتي من البحيرات الجافة مثل بحر آرال وبحيرة اوينز في كاليفورنيا.

ومصادر الغبار مثل تلك الناجمة عن الطرق غير المعبدة وزراعة الأرض الجافة في المناطق شبه الجافة قد لا تشكل نسبة كبيرة في مصادر الغبار الدولية ولكن يمكن التحكم بها من خلال التعبيد أو الأنظمة المتعلقة بالحراثة والتي سوف تقلل الى حد كبير من إزعاج الغبار المحلي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى