البيولوجيا وعلوم الحياة

عرض تاريخي موجز

2012 التگاثر

جون فارندون…[وآخ]

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

استحوذت الولادة والتكاثر على ألباب البشر منذ العصور المبكرة. وكثيراً ما كان يتم تفسير الظواهر الطبيعية بالاستعانة بخرافات ترتكز على التكاثر البشري. فعلى سبيل المثال، تُصوِّر كل من الميثولوجيا المصرية والإغريقية الأرض والسماء كزوجين جنسيين أدى اتحادهما إلى خلق الملامح الأخرى للعالم الطبيعي.

سار معدل تطور الفهم العلمي للتكاثر بخطى وئيدة، وكان هذا راجعا بشكل جزئي إلى كون العديد من العمليات الإنجابية تحدث على المستوى المِجْهَري. فعلى سبيل المثال، يبلغ قُطر خلية البويضة البشرية 0.004 بوصة (0.1 ملم) فقط، ولم يتمكن العلماء من رؤيتها قبل القرن التاسع عشر.

وفي غياب الأدلة، كان هناك قدر كبير من التخمين.

فعلى سبيل المثال، اعتقد الفيلسوف الإغريقي أرسطو (Aristotle) (384 – 322 ق.م) أن الذكر في التكاثر الجنسي يُقدِّم شكل النسل، بينما تمنحه الأنثى مادته. وقد آمن العديد من العلماء فيما بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر بنَظَرِيَّات التَّكَوُّنِ المُسْبَق (preformation)؛ حيث نادوا بالفكرة القائلة بأن الخلايا الجنسية البشرية (سواء البويضات أو النِّطَاف، تبعاً لجنس المُتحدِّث) يحتوي كل منها على كائن بشري مُصغَّر مستعد للنمو وصولاً إلى مرحلة البلوغ. ومن بين المشكلات التي كانت تعترض هذه الفكرة هي أن كل شخص مُصغَّر لابد وأن يحتوي على أشخاص أكثر صِغرا ًيمثلون الجيل التالي، وهكذا دواليك.

واعتباراً من القرن التاسع عشر، بدأت الأدلة الجديدة في تقديم صورة أكثر دقة عما يجري. وقد اشتملت هذه الأدلة على الملاحظة القائلة بأن رأس النطفة تدخل البويضة أثناء عملية الإخصاب، بالإضافة إلى دراسات مُفصَّلة حول كيفية تنامي الأجنة (انظر ص54-62). وفوق كل شيء، كان ظهور علم الوراثة الحديث (انظر المجلد الثالث: ص26-37) هو ما وضع العلماء أخيراً على الطريق الصحيح.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى