البيولوجيا وعلوم الحياة

طرق تكاثر الكائنات الحية

1999 ثورة الهندسة الوراثية

وجدي عبد الفتاح سواحل

KFAS

تكاثر الكائنات الحية البيولوجيا وعلوم الحياة

إن كافة الدلائل تعلن صراحة أن البشرية تتجه الآن وبسرعة رهيبة إلى عالم مختلف وغريب ومثير وبالغ الخطورة اسمه "عالم الاستنساخ البشري "، هذا الذي يجمع أغلب العلماء على أنه سيكون عالماً يسوده "التوائم "المتماثلون بالعشرات وربما المئات مع اختلاف تكوينهم الوراثي عن توائم اليوم.

لقد أدخل الاستنساخ البشري الذي يعتمد على تقنية استبدال الأجهزة الوراثية الغرب في آفاق مفزعة  مثيرة لأشد الجدل.

ولأن العالم بات – عبر وسائل الاتصال والمواصلات الحديثة – مجرد قرية صغيرة، يلقي فيها الشمال بإنجازاته وصراعاته على الجنــــــــــــوب، فإن  التجاهل لم يعد ممكناً حيث تؤدي عدم المعرفة إلى تشوش كبير في تقدير أمور تتعلق بعقيدة الإنسان وصحته وآليات تواصل الحياة والأجيال.

 

1 – التكاثر في الكائنات الحية

منذ حوالي 40 عاماً وعن طريق التحليل الكيميائي ثم الفيزيائي ثم بوساطة الميكروسكوب الإلكتروني تمكن العلماء من اكتشاف نوع من الأشرطة – في أعماق نويات الخلايا الحيوانية-  تكمن فيها.

"ذاكرة الحياة ومواصفاتها "وتعتبر لب التكاثر ومفتاح البقاءء لكافة المخلوقات الحية بما فيها الإنسان.

وتحتوي هذه الأشرطة على الوحدات الوراثية (الجينات)، والتي يتركب كل منها كيميائياً من الحامض النووي DNA الموجود في أنوية الخلايا ويحمل الصفات المتوارثة من الآباء إلى الأبناء (شكل 1).

وتبدأ جميع الكائنات الحية حياتها بالسعي المتواصل لتأمين بقائها كأفراد أولا وتوفير الطاقة اللازمة لنموها حتى مرحلة معينة، ثم تبدأ بعدها في السعي لتأمين بقاء أنواعها بالتكاثر فتوجه له معظم طاقتها وسلوكها. وتتكاثر الكائنات الحية بطريقتين أساسيتين هما :

 

أ- التكاثر الجنسي (التزاوجي) :  Sexual reproduction

تتطلب هذه الطريقة من التكاثر وجود فردين (أب وأم) لإنتاج الأمشاج Gametes، وبذلك يجمع الأفراد بين صفات الأبوين، ويقتصر الإنجاب على الإناث فقط، ويتميز التكاثر الجنسي بأنه يزيد من فرص التباين والتنوع في الأجيال الناتجة بسبب التلاقي المتكررر للأمشاج مما يوفر للأجيال الناتجة تجديداً مستمراً في بنائها الوراثي يمكنها م الاستمرار أمام تغيرات البيئة. ويتم التكاثر الجنسي بإحدى الصورتين التاليتين.

– الاقتران : Conjugation

يحدث في بعض الأوليات والطحالب والفطريات عند تعرضها لظروف بيئية غير ملائمة مثل الجفاف أو تغير حرارة الماء أو نقاوته.

ويتم التكاثر عن طريق اقتران مكونات الخيطين (أحدهما مذكر والآخر مؤنث) إما سلميا أو جانبياً كما هو الحال في طحلب الأسبيروجيرا Spirogyra الذي يتركب من خيوط غير متفرعة.

– الأمشاج الجنسية : Gametes

يحدث في الأحياء النباتية والحيوانية المتقدمة حيث يقوم المشيج الذكري بنقل مادة النواة الأبوية إلى المشيج الأنثوي عند الإخصاب.

 

ب- التكاثر الجسدي (اللاجنسي – اللاتزاوجي) Asexual reproduction

يشيع في عالم النبات وفي الأنواع البدائية من عالم الحيوان. وفيه يتم انفصال جزء من الجسم سواء كان خلية جرثومية واحدة أو عدة خلايا أو أنسجة ونموها إلى فرد جديد يشبه تماماً الأصل الذي انفصلت عنه لأنه تسلم نفس المادة الوراثية.

ولذا يتميز التكاثر الجسدي بالمحافظة على جودة الصفات الوراثية للنوع. ولا يقتصر الإنجاب عن طريق التكاثر الجسدي على الإناث فقط بل ينجب جميع الأفراد. ويتم التكاثر الجسدي بإحدى الصور الآتية :

 

التبرعم : Budding

وهو شائع في الخمائر Yeasts (شكل 2) وأشباه الهيدرات (الإسفنج – الهيدرا) حيث تتبرعم الخلية الأم مكونة خلايا أصغر.

التجدد : Regeneration

يقوم الكائن الحي، عند تعرضه لحادث أو تمزق، بتجديد الأجزاء المفقودة بالانقسام الميتوزي. وهذه العملية شائعة في النباتات. وتشتمل عل البراعم الكامنة والجذور العرضية، وتتمتع جميع الحيوانات ببعض القدرة على التجدد، إلا أن عملية التجدد تظهر واضحة في نجم البحر الذي تنمو له ذراع جديدة في حالة فقدانه إحداهما.

وكذلك إذا قطعت دودة البلاناريا لعدة أجزاء في مستوى عرضي وطولي فإن كل جزء ينمو إلى فرد مستقل.

كما تلجأ كثير من السحليات إلى فصل أذنابها في حالة تعرضها لهجوم مفترس فتصرف انتباه المفترس وتهرب ومن ثم يتجدد ذلك الجزء.

 

التكاثر الخضري : Vegetative propagation

مثل التطعيم والترقيد والتعقل، وكلها تعتمد على الانقسام الميتوزي لخلايا جسم النبات لإنتاج نباتاتت جديدة مطابقة للأصل. وتستخدم هذه الطريقة لإنتاج العُقل والبصلات والقُرم والجذمود والرؤود والبُصيلات (وهي بصلات صغيرة تنمو في الزهرة لاجنسيا) والبُريعمات (وهي تجمع الخلايا تنتجها الكبديات).

الانشطار الثنائي : Binary fission

ويحدث في الأميبا والباراميسيوم – من الأوليات الحيوانية – حيث تنقسم النواة ميتوزيا ثم ينشطر جدار الكائن وحيد الخلية إلى قسمين متساويين ليصبح كل منهما فرداً جديداً.

التكاثر البوغي : Sporogony

كثير من الفطريات (عفن الخبز – عيش الغراب) وبعض الطحالب والسراخس (الفوجيرا) تنتج أنواعاً تحتوي على جراثيم وعندما تصل الجرثومة الناضجة إلى وسط ملائم يشق جدارها وتمتص الماء لتنمو إلى فرد جديد.

 

ج. الإخصاب خارج الرحم (أطفال الأنابيب) : In – vitro fertilization

وهو عبارة عن عملية إخصاب بين البيوضة والحيوان المنوي خارج الرحم وتترك البويضة المخصبة لتنمو فترة معينة، ثم يتم زراعتها في رحم الأنثى لإتمام مراحل الحمل.

وقد كان الغرض من هذه العملية هو حل مشكلة عقم النساء اللواتي يعانين من انسداد في قناة "فالوب "وقد شهد عام 1987 نجح العلماء من سنغافورة وإيطاليا في استخدام الأسلوب نفسه لعلاج عقم الرجال حيث يتم الإخصاب المجهري السيتوبلازمي البويضة الأنثى بوساطة حيوانات منوية مستخرجة من البربخ والخصية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى