الرياضيات والهندسة

صياغة آينشتاين معادلة رياضية مهمة

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

آينشتاين معادلة رياضية الرياضيات والهندسة الهندسة

إن الحروف التي من (جحيم) هي الجيم، أو الحاء، أو الياء، أو الميم. وما إلى هذا – طبعاً – قصدت.

وإنما قصدت أن هناك حروفاً ثلاثة أبسط من حروف الـ (الجحيم) وأرق، ولكنها عندما تستقيم معاً في معادلةٍ واحدة فإنها تكون الجحيم بعينه!.

حروفٌ ثلاثة، كما قلنا، هي: الطاء، والكاف، والعين. إذا جعلت الأولى تساوي حاصل ضرب الثانية × مربع سرعة الثالثة، لرأيت صورة من صور جهنم؟ كيف؟

إن الطاء هنا تعني الطاقة بالإرج، والكاف الكتلة بالجرام، والعين سرعة الضوء بالسنتيمتر في الثانية، والمعادلة تكتب هكذا : ط=ك.ع2.

ولعلك الآن تريد أن تعرف من المعادلة مقدار الطاقة الكامنة في كيلو جرام واحدٍ من أية مادة تشاء حجراً كانت ام زلطاً أم حتى لحماً إلخ.

إذن فما عليك إلا أن تُعوِّض في المعادلة بالوحدات المناسبة التي ذكرناها:

الطاقة = الكتلة×مربع سرعة الضوء

=1000× 30000000000×30000000000

=900000000000000000000000إرج

 

وهذا يعني أن الكيلو جرام من أية مادة يحتوي على طاقة تقدر بتسعمائة ألف بليون بليون إرج.

ويمكننا تحويل هذا الرقم إلى صورة ملموسة في حياتنا فنقول: إن الكيلو جرام من أية مادة لوفني فناء تاماً وتخلَّى عن حالته الجسيمية إلى حالة موجية، فإنه يظهر لنا على هيئة طاقة تعادل:

– 250 ألف مليون كيلووات ساعة، أي أكبر من طاقة سد كالسد العالي بكامل قوته لمدة عامين وزيادة!.

– الطاقة التدميرية الناشئة عن تفجير 22 ألف مليون طن من مادة ت.ن.ت. شديدة الانفجار!.

– تدفع بها سيارتك، لو كنت تملك واحدة، حول العالم 400 ألف مرة. أي أنك لو انطلقت بدون توقف بسرعة 80 كيلو مترا في الساعة، فإنك تكون قد قطعت 16 ألف مليون كيلو متر تستغرق منك 20 ألف عام. أطال الله في عمرك وعمر سيارتك!.

ط,ك,ع رموز ثلاثة قلبت موازين القوى، وأنهت الحرب العالمية الثانية، وأذلَّ بها الحلفاء صمود شعبٍ عظيم. كما سنرى.

 

ولكن من العبقري الذي صاغ هذه المعادلة (الجهنمية)؟ ومن غير آينشتاين يكون؟. كان ذلك في بداية القرن العشرين في سنين ما قبل الحرب العالمية الأولى، فبينما هو يشرح لطلاب الرياضيات في جامعة برلين نظريته في النسبية، إذ يبين لهم أن المادة ليست سوى طاقة مجمَّدة، وأن العلاقة بين المادة وهذه الطاقة المجمَّدة يمكن صياغتها في المعادلة المذكورة.

وماذا كان رد الفعل ؟ كان زملاء آينشتاين يُعجبون كثيراً ببراعته في الرياضيات وعبقريته، وبخاصة في صياغته لنسبيته، غير أنهم كانوا ينظرون إلى ما يقول عن تحويل المادة إلى طاقة بأنه ضربٌ من المستحيل.

لقد كان من السهل عليهم أن يُصدِّقوا ما كان يقوله الأقدمون من إمكانية تحويل الرصاص إلى ذهب، بل كانوا على استعداد أن يؤمنوا بما يأتي به السحرة من حيل وخُدعٍ وألاعيب، أما أن تتحول المادة إلى طاقة فكان ذلك في ظنهم وهماً كبيراً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى