التاريخ

صفة مميزة بالعالم “فاراداي” وتفوّق العلماء في مجال الكهرباء

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

فاراداي مجال الكهرباء التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

أمرٌ … يحتاج وقفة

لعله من الغريب حقاً أن يحرز فاراداي المقام الرفيع الذي أحرزه بين علماء الفيزيقا والكيمياء، وأن يكشف مكتشفاته الخطيرة في الكهرباء والمغناطيسية من غير أن يكون بارعاً في العلوم الرياضية.

ولا يخفى أن الإلمام بهذه العلوم من أمضى الأسلحة في أيدي علماء الفيزيقا والكيمياء. لكن عقل فاراداي بلغ من العبقرية العلمية مرتبة لم يكن معها في حاجة إلى استعمال هذا السلاح الماض.

فمن العلماء فريقٌ يتخذ من العلوم الرياضية قاعدة لمذهبٍ علمي ثم يُحَقِّق هذا المذهب بالتجريب العملي، ومنهم فريق يبدأ بالتجارب من غير أن يقصد تحقيق رأي خاص فيصنِّفها ويحلل نتائجها ويستخرج منها أحكاماً عامة.

بيد أن فاراداي لم يكن من أولئك ولا هو من هؤلاء! لأنه كان ذا نظر نافذ إلى طبيعة الأشياء حتى كأن ريشة سحرية كانت تخط على صفحات عقله الآراء  المبتكرة فيختبرها في مختبره ببراعةٍ نادرةٍ، وفي الغالب كانت تجاربه تثبت صحتها !.

وعلى الرغم من أن الكثير من المعلومات الرياضية كانت تعوزه، فإنه كأحد المشتغلين بالفيزيقا التجريبية لم يتفوق عليه أحد. لقد كان حقاً أباً لها.

 

إنه حقا … عصر الكهرباء!

إننا نعيش حقاً في عصر الكهرباء. وإن كنا نسميه أحياناً عصر القنبلة الذرية أو عصر الفضاء أو عصر .. فإن أجهزة الفضاء والأسلحة النووية لها أثر محدود على حياتنا اليومية .

ولكن الذي لا نهاية له لأثره على حياتنا هي الكهرباء. فبغيرها تتعطل كل أجهزة الحضارة الإنسانية. لذا من الأوفق أن نصف عصرنا هذا بأنه "عصر الكهرباء".

وكثيرون هم الذين ساهموا في التحكم في الكهرباء وزيادة الاستفادة منها منهم "شارل أوجستين" و "أندريه ماري أمبير" و"ألساندرو فولتا" و "هانز كريستيان أورستد" .

ولكن يتفوق على هؤلاء جميعا اثنان من علماء الإنجليز، أحدهما فاراداي والآخر ماكسويل، وعلى الرغم من أن أحدهما لم يساعد الآخر فإن إنجازاتهما كانت متكاملة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى