علم الفلك

رسم خرائط كوكب الزهرة

2013 أطلس الكون

مور ، السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

رسم خرائط كوكب الزهرة

لأنه لا يمكننا أبدًا أن نرى سطح الزهرة، فلا سبيل لرسمه إلا عن طريق الرادار. لقد تبين أن كوكب الزهرة عبارة عن عالم من السهول والأراضي المرتفعة والأراضي المنخفضة. فهناك سهل منبسط يغطي 65 بالمائة من سطحه، بينما تشكل الأراضي المنخفضة 27 بالمائة والأراضي المرتفعة 8 بالمائة فقط. وعادة ما تكون المناطق المرتفعة أكثر وعورة من المنخفضة، وهذا يعني أنها تبدو في الرادار أكثر سطوعًا (في الصورة الرادارية، السطوع يعني الوعورة).

هناك منطقتان مرتفعتان رئيسيتان هما نجد عشتار ونجد أفروديت. يقع عشتار في نصف الكرة الشمالي، ويبلغ قطره 2900 كيلومتر (1800 ميل). أما في الجزء الغربي تقع هضبة لاكشمي وهي هضبة مرتفعة تغطيها الحمم البركانية. وفي طرفه الشرقي توجِدُ جبال ماكسويل، وهي أعلى القمم على سطح الزهرة إذ يبلغ ارتفاعها 11 كيلومتر (حوالي 7 ميل) فوق متوسط القيمة لنصف قطرها و 8.2 كيلومتر (5 ميل) فوق الهضبة المجاورة لها. وتنتصب أفروديت على خط الاستواء، ويبلغ قياسها 9700 X 3200 كيلومتر )6000 X 2000 ميل( وتتألف من عدة كتل بركانية، وهناك صدوع تفصل بينها. ويقع وادي ديانا أعمق نقطة على سطح الزهرة، بجانب أفروديت.

والجدير بالذكر أنه قد تقرر أن أسماء جميع المعالم على سطح الزهرة لا بد أن تكون مؤنثة. والاستثناء الوحيد هو جبال ماكسويل، إذ تم إطلاق اسم عالم الرياضيات الاسكتلندي جيمس كلارك ماكسويل عليها قبل صدور ذلك القرار الرسمي!

هناك منطقة مرتفعة أصغر حجمًا، هي بيتا ريجيو، تشتمل على البركان الدرعي ريا وعلى الجبل المتصدع ثيا. أما بيتا، الذي يشقه وادي صدع هائل مشابه لوادي الصدع في شرق أفريقيا على كوكب الأرض، فيحظى باهتمام كبير. فمن المرجح أن ريا مونس لا يزال نشطًا، ولا شك أن معظم سطح الزهرة واقع تحت تأثير النشاط البركاني. فالقشرة السميكة لكوكب الزهرة لن تنزلق فوق غلاف النواة مثلما هو الحال مع الأرض، لذا لن تنطبق عليها قوانين الصفائح التكتونية؛ فمتى تشكل بركان فوق بقعة حارة فسيبقى هناك لمدة طويلة جدًا. وتنتشر تدفقات الحمم البركانية في كافة أرجاء السطح.

وهناك فوهات كثيرة، بعضها غير منتظم الشكل، بينما البعض الآخر يعتبر دائري بشكل أساسي. وأكبرها، وتسمى مييد،

يبلغ قطرها 280 كيلومتر (175 ميل)، بينما الفوهات الأصغر تعتبر أقل انتشارًا بالمقارنة مع عطارد أو المريخ أو القمر نظرًا للغلاف الجوي الكثيف والواقي.

وتوجد مناطق منخفضة دائرية الشكل، مثل سهل أتلانتا المنخفض، إلى الشرق من عشتار، وهناك أنظمة صدعية، ومناطق يطلق عليها الآن المرتفعات الوعرة (tesserae) – وهي مساحات مرتفعة وعرة تمتد لآلاف الكيلومترات المربعة وتمتاز بوجود حيود وأخاديد متقاطعة. وفيما مضى كانت هذه المرتفعات الوعرة تسمى بمنطقة الباركيه، ومع أن هذا المصطلح يصف شكلها بوضوح إلا أنه تم التخلي عنه لعدم كفايته العلمية.

لقد تم التعرف على كوكب الزهرة بواسطة مسابير محلقة عن قرب، ومركبات مدارية تحمل أجهزة رادار، ومركبات هبوط سيارة، ففي عام 1985 قام المسباران السوفيتيان المتوجهان إلى مذنب هالي بإرسال بالونين إلى أعلى الغلاف الجوي للكوكب بغرض بث بيانات حول مختلف الطبقات أثناء تجوال البالونين. وقام المسبار ماجلان (أطلق عام 1989) بمسح السطح بواسطة راداره بتفصيل أكثر دقة، كما أكد المسبار فينوس إكسبرس (2005) الاكتشافات السابقة وتوسع فيها.

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى