علوم الأرض والجيولوجيا

دور العصر الجليدي في تشكيل التصريف النهري

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع

KFAS

العصر الجليدي التصريف النهري علوم الأرض والجيولوجيا

أثرت الأنهار الجليدية (الثلاجات) والغطاءات الجليدية في أنماط التصريف النهري بالمناطق التي غمرتها.

ففي المناطق الجليدية المرتفعة تجمع الجليد في حقول الحلبات الجليدية واخترق أودية ما قبل الجليد (Preglacial Valleys).

وعمل على تعميقها، ونحت جوانبها، واتساع بطونها، وتغيير امتداداتها، ومن ثم إعادة تشكيل المظهر الجيومورفولوجي لها.

 

وعند ذوبان الجليد في بطون بعض أجزاء هذه الأودية قد تنحبس المياه على شكل بحيرات طولية. وأبرز هذه البحيرات ما يتمثل منها في مرتفعات اسكنديناوة وأعالي نهر الراين في مرتفعات الألب.

وقد تشكل الامتداد العام لبعض المجاري النهرية– التي تقع عند هوامش الغطاءات الجليدية في أواسط أوروبا بنهايات هذه الغطاءات الجليدية، واستطاعت أجزاء كبيرة من هذه المجاري النهرية أن تحتفظ بمجاريها العريضة الامتداد حتى بعد انصهار الجليد وتراجعه شمالاً.

وتتكرر نفس هذه الصورة في قارة أمريكا الشمالية حيث يعزى الامتداد العرضي لنهر أوهيو إلى الشرق من مدينة سينسيناتي إلى تأثير امتداد الغطاءات الجليدية.

 

وقد أوضحت الدراسات الجيومورفولوجية أن الامتداد السابق لبعض أنهار ما قبل الجليد، وامتدادات الأنهار الجليدية التي تكونت مع تقدم الغطاءات الجليدية، إلى جانب تجمع الرواسب الجليدية على شكل ركامات سدية هائلة الحجم. 

كان لها جميعاً الأثر الأكبر في تشكيل نظام التصريف المائي الشاذ في منطقة البحيرات العظمى (The Great Lakes) في الولايات المتحدة الأمريكية.

وخلال فترات انصهار الجليد وتراجعه (Deglaciation) كانت المياه المذابة من الجليد تنحصر على شكل بحيرات تمتد أبعادها فيما بين الأطراف النهائية للغطاءات الجليدية المتراجعة شمالاً من جهة، وبين الأراضي المرتفعة الواقعة جنوباً من جهة أخرى.

 

وقد تأثر منسوب المياه في هذه البحيرات تبعاً لحدوث حركات رفع أرضية بسيطة في مناطق تكوين هذه البحيرات أو عند انسياب مياه البحيرات إلى الأنهار المجاورة لها.

وتكونت البحيرات العظمى الأمريكية بفعل ذوبان المياه من الغطاءات الجليدية التي كانت تغطي منطقتها على مراحل متعاقبة.

فمنذ نحو 14 ألف سنة مضت تقدمت الغطاءات الجليدية فوق منطقة البحيرات العظمى الحالية وتكونت عند نهاياتها بحيرتان صغيرتان هما بحيرة شيكاغو (Chicago) (تمثل الطرف الجنوبي من بحيرة ميتشجان الحالية) وبحيرة مومي (Maumee) (التي تشغل منخفض بحيرة ايرى الحالية والأراضي الواقعة إلى الشمال منها).

 

ومنذ نحو 13 ألف سنة مضت تراجعت الغطاءات الجليدية شمالاً، ونتج عن ذلك ذوبان الجليد، وتجمع المياه في المنخفضات البحيرية السابقة ومن ثم ازدادت مساحة بحيرة شيكاغو وبحيرة مومي (والتي أطلق عليها في هذه الفترة اسم بحيرة وتيلسي (Whittlesey).

وظهرت بحيرة جديدة أطلق عليها اسم بحيرة ساجيناو (Saginaw) وهي تمثل الطرف الجنوبي من بحيرة هورن الحالية.

ومنذ نحو عشرة آلاف سنة مضت استمرت الغطاءات الجليدية في التراجع شمالاً، وكاد يختفي الجليد من منطقة البحيرات العظمى الأمريكية، وتجمعت المياه المذابة في المنخفضات. 

 

وتكونت بحيرات عظيمة المساحة تتمثل في بحيرات سوبيريور (Superior) وشيبوا (Chippewa) (بحيرة ميتشجان الحالية) وستانلي (Stanley) (هورن الحالية) وايرى.

وكان المخرج الرئيسي لمياه هذه البحيرات يتمثل في المخرج الشمالي الذي كان يمتد من بحيرة ستانلي شرقاً حتى خليج نورث غرباً..

 

ولكن نتيجة لحركة رفع أيوستاسية جديدة حدثت في منطقة البحيرات العظمى بعد ذوبان الجليد الذي كان متراكماً فوقها ارتفعت أراضي منطقة خليج نورث وانغلق مخرج بحيرة ستانلي. 

في حين انفصلت بحيرة ايرى أونتاريو بخليج نهر سانت لورنس ومن ثم انصرفت مياه البحيرات العظمى إليهما عبر هذا المخرج المائي الجنوبي (شكل أ، ب، جـ).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى