التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

دواعي دراسة تاريخ العلم والتكنولوجيا

1995 العلوم والمعارف الهندسية

جلال شوقي

KFAS

العلم والتكنولوجيا التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

لم يكن الطريق إلى تحقيق الإنجازات العلمية والتكنولوجية التي توصل إليها الإنسان في مسيرته منذ مطلع التاريخ طريقاً ميسوراً معبداً.

بل إن الإنسان ما برح يكدح ويدأب لتعبيد الطريق سعياً إلى العلم والمعرفة، وهو طريق تكتنفه المصاعب والعقبات، ولقد تضافرت جهود الأجيال والأحقاب والقرون المتلاحقة حتى حقق الإنسان الإنجازات المذهلة التي يشهدها القرن الحالي. 

إن من حق الأجيال والحضارات السابقة علينا – وهي التي تدين لها بالفضل – أن نعرف معالم الطريق الذي سلكته تلك الأجيال والحضارات، وأن نعي ما بذلته من جهد وما مرت به منت جارب لإسعاد البشرية.

 

ثمة أسباب أخرى تدفعنا إلى الاهتمام بدراسة تاريخ العلم والتكنولوجيا نذكر منها ما يلي:

1- أن نقف على تطور الفكر العلمي واتجاهاته عبر مختلف العصور والحضارات، وأن نلقي الضوء على ما وصلت إليه مدارك الإنسانية حتى العصر الذي نعيش فيه، كذا على كيفية الوصول إلى هذه المدارك.

 

2- أن نوسع أفق المشتغلين بالعلم والتكنولوجيا من وجهة نظر تطور وتسلسل الأفكار والمفاهيم والإنجازات، وأن نؤهلهم للتفوق والامتياز والأصالة والابتكار، وذلك بالوقوف على الظروف والصعاب التي واجهت العلماء والرواد الأوائل، ودراسة ما وقعوا فيه نم أخطاء أو قصور، وذلك بهدف الإفادة من هذه الخبرة المتجمعة والمكتسبة من هذه المحاولات والتجارب الرائدة، ومن ثم يمكن لدراسي تاريخا لعلم والتكنولوجيا أن يكتسبوا قدرات عالية في معاجلة المشالك، واستنباط طرائق ومناهج جديدة في البحث والتجريب والتحليل والاستقراء، وما أصدق الحكمة القائلة: "إن الإحاطة بعلم لا تكتمل دون الإلمام بتاريخه".

ولقد ثبت لدى خبراء التعليم العالي أن دراسة تاريخ العلوم هي ولا شك دراسة لازمة وضرورية، حيث إن التمكن في العلم يقتضي الوقوف على تطور الأفكار والمنجزات العلمية عبر الحضارات الإنسانية المتعاقبة.

 

3- تعتبر دراسة تاريخ العلم في حد ثاتها دراسة شيقة وطريقة، وهي تشكل عنصراً قوياً وعاملاً مساعداً على تنمية الميل إلى البحث العلمي والإقبال على الاستزادة من ألوان المعرفة، كما أنها تضيف كثيراً إلى الرصيد العلمي للدارس.

 

4- إن عملية متابعة التطور العلمي والتكنولوجي، واقتفاء المسارات والاتجاهات التي أثر ويؤثر فيها العلم والتكنولوجيا على حياة الناس وعلى أفكارهم ومعتقداتهم وراحتهم وسعادتهم يمكن لها أن تؤدي – بدراسات واعية ومتعمقة – إلى التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية للتطور العلمي والتكنولوجي وإعداد العدة لها، ووضع التصورات والتخطيطات الملائمة لها.

 

5- إنه بدون الدراسة الدقيقة الوثائقية لتارخي العلم والتكنولوجيا يكون من غير الممكن أن ننسب الفضل إلى صاحبه، أو أن نرده إليهن ولا أدل على ذلك من عدم الإنصاف الذي تُعاني من الإنجازات العلمية والتكنولوجية العربية والإسلامية، والتي لم تلق الدراسة اللائقة بها، مما نشأ عنه إهمال أو قصور أو تجن أو تجاهل – بقصد أو بغير قصد – على دور العلم العربي والإسلامي في غثراء الحضارة الإنسانية، ولعلنا نكون على صواب إن نحن ألقينا بالتَّبِعة واللوم في هذا الشأن على أصحاب التراث أنفسهم، فهم لا شك على دراسته أقدره، وبإبرازه أَوْلى وأحقّ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى