علم الفلك

خصائص كوكب عطارد

2013 أطلس الكون

مور ، السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

خصائص كوكب عطارد

إن عطارد قبل كل شيء عبارة عن عالم من الفوهات. وتتراوح تلك التضاريس من حفر صغيرة إلى تكوينات عملاقة أكبر من أي شيء بالمقارنة بالقمر. (تزيد فوهة بيتهوفن، أكبر فوهات عطارد، عن 600 كيلومتر (370 ميل) عرضًا). أما الفوهات الصغيرة التي يقل قطرها عن 20 كيلومتر (12 ميل) فهي تشبه الوعاء بشكل عام، بينما للفوهات الأكبر حجمًا أرضيات أكثر تسطحًا، بالإضافة إلى جدران مدرجة وقمم مركزية. وكما هو الحال مع القمر فإن توزيعها ليس عشوائيًا. فهناك خطوط وسلاسل ومجموعات، وحيثما اقتحمت إحدى التكوينات تكوينًا آخر، تكون الفوهة الصغيرة هي المقتحمة بشكل شبه دائم. وبين المناطق التي تزخر بالفوهات هناك ’سهول بين-فوهية‘ لها عدد قليل من التضاريس الكبيرة لكن كثير من الفويهات داخل نطاق يتراوح من 5 إلى 10 كيلومتر (3 إلى 6 ميل )، وهذه معدومة على القمر وعلى المريخ. ولا توجد فيهما كذلك السفوح المنحدرة، وهي سفوح تتراوح بين 20 إلى 500 كيلومتر (12 إلى 300 ميل) طولاً وتصل إلى 3 كيلومتر (2 ميل تقريبًا) ارتفاعا، ويبدو أنها صدوع مندفعة تقطع التضاريس مزحزحة القديم منها.

من بين الأحواض، لا شك أن كالوريس هو أعظمها، وله صفات مشتركة مع بحر الأمطار الموجود على سطح القمر، إذ يبلغ قطره 1500 كيلومتر (ما يزيد على 900 ميل) وتحيط به جبال يتراوح ارتفاعها بين 2000 و 3000 متر (6600 و 10000 قدم) عن أرضيته.

وفي مقابل حوض كالوريس تجد ’منطقة ذات خطوط متوازية وتلال‘ والتي عادة ما يطلق عليها اسم ’المنطقة الغريبة‘. وهي تغطي مساحة قدرها 360,000 كيلومتر مربع (139,000 ميل مربع)وتتكون من تلال ومنخفضات وأودية قامت بتدمير المعالم الأقدم. ومن الواضح أن نشوء هذه المنطقة مرتبط بأصل تكوين كالوريس.

من المفترض أن أعمار التضاريس السطحية لعطارد هي نفس تلك التي توجد على سطح القمر تقريبًا. لقد تم تقدير عمر حوض كالوريس بحوالي 4000 مليون سنة، وأن النشاط البركاني الفعال قد انتهى قبل 3900 مليون سنة. فليس هناك أي نشاط يذكر الآن. وقد اقتُرح، استنادًا إلى مشاهدات رادارية، أنه ربما يوجد جليد داخل بعض الفوهات القطبية التي تبقى أرضياتها في ظلٍ دائمٍ ولذلك تكون شديدة البرودة، إلا أن فكرة وجود الجليد في عالمٍ مثل عطارد لا تبدو فكرة معقولة.

ومن المؤسف أن معرفتنا بكوكب عطارد يشوبها الكثير من النقص. فعلى سبيل المثال، نصف حوض كالوريس فقط كان تحت أشعة الشمس خلال المرات الفعلية الثلاث التي مر فيها مارينر 10. ولكي نحصل على معلومات أكثر تفصيلا يجب أن ننتظر النتائج الواردة من مركبة فضاء جديدة. إن المهمة التي تلتها، ميسنجر (اختصار لمهمة سطح عطارد، البيئة الفضائية، الجيوكيمياء، وقياس البعد) تم إطلاقها عام 2004. وهي تسافر عبر مسار غير مباشر تقريبًا وقد مرت مرتين بكوكب الزهرة، إحداها في أكتوبر 2006 والأخرى في يونيو 2007، وسوف تدخل في النهاية في مدار مغلق حول عطارد في مارس 2011، بعد مرورها بجانبه في عامي 2008 و2009. أما المسبار الأوروبي-الياباني بيبي-كولومبو فلا يزال يتم التخطيط له، لكنه لن ينطلق حتى 2013.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى