الكيمياء

خصائص عنصر “الفسفور” وكيفية اكتشافه

2002 في رحاب الكيمياء

الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي

KFAS

عنصر الفسفور الكيمياء

يحكى أن تاجراً عاش في العصور الوسطى في مدينة هامبورغ الألمانية، وكان يدعى هيننج براند  (H. Brand).  ولا يعرف أحد إن كان تاجراً ناجحاً، إلا أن ما نعرفه أن معلوماته في الكيمياء كانت سطحية وضعيفة . 

لكن هذا التاجر لم يتمكن من مقاومة إغراء فكرة أن يصبح إنساناً ثرياً وفي وقت قصير ، ولقد بدا له هذا الأمر سهلاً .. إذ إن كل ما يحتاجه هو أن يحصل على ما عرف آنذاك "بحجر الفلاسفة" والذي ادعى الكيميائيون الأولون بأنه يحول التراب إلى ذهب .

وقد انكب هذا التاجر على إجراء عمليات الإذابة والخلط والتصفية وغيرها من العمليات حتى تشققت يداه من تأثير الأحماض والقلويات . 

 

وفي مساء أحد الأيام كان براند على موعد مع الحظ، حيث ترسبت في إنائه مادة بيضاء كالثلج ، وقد اشتعلت هذه المادة بسرعة مكونة سحابة خانقة من الدخان ، وقد كان لهذه المادة خاصية أخرى غريبة وهي أنها تتوهج في الظلام.

وكان الضوء البارد الذي يصدر عنها وهاجاً ومنيراً لدرجة أن براند تمكن من القراءة باستخدامه .. وهكذا وبمحض الصدفة تم اكتشاف عنصر "الفسفور" ولقد اشتق اسم هذا العنصر من كلمة يونانية تعني "حامل الضوء" أو "المضيء".

ويحتل الفسفور المرتبة الثانية عشرة من حيث كمية وجودة بين عناصر الكون ، ويوجد على ثلاثة أشكال هي  الفسفور الابيض والأحمر والأسود ، وأهمها الأبيض الذي يتميز بسُميته وقدرته على التوهج ، وهي العملية التي يطلق عليها "الوميض الفسفوري". 

 

وينجم توهج الفسفور عن إثارة ذراته بكمية من الطاقة مما يؤدي إلى انبعاث الوميض الفسفوري . 

ويستفاد من هذه الظاهرة باستخدام الفسفور في إشارات الطرق وخطوطها ، وكذلك في ملابس العمال اثناء الليل والتي تتوهج جميعاً إذا ما سقط عليها الضوء .

ويلعب الفسفور دوراً أساسياً في حياتنا ، إذ أن فوسفات الكالسيوم مكوّن رئيسي للعظام والاسنان .  ويوجد الفسفور في سوائل الخلايا وفي جزيئات الــ D.N.A والجينات المسؤولة عن الصفات الوراثية.

 

ويتميز الفسفور بقدرته على الاتحاد بذرات الأكسجين لتكوين مجموعات إسترية ، تلك التي تستطيع أن ترتبط بذرات كربون لتكوين مركبات الفسفور العضوية . 

ومثالها غليسيريدات الفسفور اللازم للتخمر والأدينوزين ثلاثي الفوسفات المسؤولة عن اختزان الطاقة في أجسادنا ، والتي دونها نفقد القدرة على التنفس وتعجز العضلات عن اختزان الطاقة اللازمة لحركتها وتتوقف العديد من العمليات الحيوية في أجسامنا ، وهذا ما حدا بعالم الكيمياء الألماني موليشوت (Mollishott) إلى القول " لا يوجد فكر بدون الفسفور".

ولا تقتصر أهمية الفسفور على دوره أجسامنا ، بل يلعب دوراً مهماً في العديد من العمليات الصناعية مثل صناعة الملدنات والمواد المضافة للغازولين لتحسين احتراقه ، وكذلك صناعة المبيدات الحشرية مثل البارثيون . 

 

وهناك مركبات فسفورية عضوية سامة استخدمت في مجال إنتاج الأسلحة الكيميائية مثل غاز الأعصاب ، وأخرى جرى استخدامها في إنتاج قنابل الدخان والألغام.

ويتحول الفسفور الأبيض بالحرارة أو بتعرضه لأشعة الشمس إلى الفسفور الأحمر ، هذا الذي ليس له القدرة على إحداث الوميض الفسفوري ولا يشتعل في الهواء ، وهو يستخدم في إنتاج أجزاء علب الكبريت التي يقدح بها أعواد الثقاب . 

أما الفسفور الأسود فينتج عن تعريض الفسفور الأبيض للضغط العالي وهو أقل أشكال الفسفور قدرة على التفاعل .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى