فيزياء

حفظ الطاقة

الخلفية

يُعد‭ ‬حفظ‭ ‬الطاقة‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المفاهيم‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الفيزياء‭. ‬وهو‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬ضمن‭ ‬نظام‭ ‬ما،‭ ‬فإن‭ ‬المقدار‭ ‬الإجمالي‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬يظل‭ ‬ثابتاً‭. ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬شكل‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬من‭ ‬كيميائية‭ ‬إلى‭ ‬حرارية‭ ‬مثلا،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تفنى‭ ‬أو‭ ‬تستحدث‭ ‬من‭ ‬العدم‭. ‬ويُملي‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬معظم‭ ‬فهمنا‭ ‬للعالم‭ ‬من‭ ‬حولنا،‭ ‬كما‭ ‬يُشكِّل‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬الأربعة‭ ‬للديناميكا‭ ‬الحرارية،‭ ‬وهي‭ ‬دراسة‭ ‬الحرارة‭ ‬والطاقة‭.‬

باختصار

في‭ ‬الفيزياء،‭ ‬تصف‭ ‬الطاقةُ‭ ‬القدرةَ‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬العمل‭. ‬وهي‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تقسيمها‭ ‬إلى‭ ‬مجموعتين‭: ‬الحركية‭)  ‬‭(‬الحركة)‭‬، ‭ ‬والكامنة‭)  ‬الوضع )‭. ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬يستخدم‭ ‬مثال‭ ‬البندول‭ ‬لإثبات‭ ‬حفظ‭ ‬الطاقة‭ ‬عمليا‭. ‬إذا‭ ‬رفعت‭ ‬كرة‭ ‬مربوطة‭ ‬بخيط،‭ ‬فستكتسب‭ ‬طاقة‭ ‬كامنة‭ ‬تجاذبية‭. ‬إذا‭ ‬تركت‭ ‬الكرة‭ ‬وبدأت‭ ‬في‭ ‬التأرجح‭ ‬لأسفل،‭ ‬فستنخفض‭ ‬طاقتها‭ ‬الكامنة‭ ‬التجاذبية،‭ ‬وستزداد‭ ‬طاقتها‭ ‬الحركية‭. ‬وعندما‭ ‬تمر‭ ‬بقاع‭ ‬قوسها‭ ‬وتبدأ‭ ‬في‭ ‬التأرجح‭ ‬صعودا،‭ ‬ستتباطأ‭ ‬سرعتها؛‭ ‬ستنخفض‭ ‬طاقتها‭ ‬الحركية‭ ‬وتزداد‭ ‬طاقتها‭ ‬التجاذبية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬لا‭ ‬تفنى‭ ‬الطاقة،‭ ‬بل‭ ‬تتحول‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭. ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬اهتزاز‭ ‬للبندول،‭ ‬تنتقل‭ ‬كمية‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬أيضا‭ ‬كحرارة‭ ‬إلى‭ ‬الهواء‭ ‬المحيط،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب‭ ‬تتباطأ‭ ‬الكرة‭ ‬تدريجيا‭.‬

ملخص

يظل‭ ‬المقدار‭ ‬الإجمالي‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬ثابتاً‭ ‬ضمن‭ ‬نظام‭ ‬ما‭. ‬ولذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الطاقة‭ ‬لا‭ ‬تفنى‭ ‬ولا‭ ‬تستحدث‭ ‬من‭ ‬العدم،‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬تحويلها‭ ‬من‭ ‬شكل‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭.‬

يوليوس‭ ‬ماير

وصف‭ ‬الطبيب‭ ‬الألماني‭ ‬يوليوس‭ ‬ماير‭ ‬Mayer‭ ‬قانون‭ ‬حفظ‭ ‬الطاقة‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭. ‬وقد‭ ‬بدأ‭ ‬ماير‭ ‬تجاربه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬طفلا،‭ ‬إذ‭ ‬أراد‭ ‬صنع‭ ‬جهاز‭ ‬يمكنه‭ ‬ضخ‭ ‬المياه‭ ‬حول‭ ‬ساقية‭ ‬Water wheel‭ ‬باستخدام‭ ‬الطاقة‭ ‬التي‭ ‬تولدها‭ ‬العجلة‭ ‬نفسها‭ ‬–‭ ‬جوهريا‭ ‬آلة‭ ‬تزوّد‭ ‬نفسها‭ ‬بالطاقة،‭ ‬والتي‭ ‬تولّد‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬العدم‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬محاولاته،‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭. ‬وعندما‭ ‬صار‭ ‬بالغا،‭ ‬حوّل‭ ‬اهتمامه‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬التي‭ ‬ينتجها‭ ‬الجسم‭ ‬البشري‭. ‬وقد‭ ‬استخدم‭ ‬ملاحظاته‭ ‬لتحديد‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الطاقة‭ ‬الحرارية‭ ‬والطاقة‭ ‬الميكانيكية،‭ ‬فخلص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الكائنات‭ ‬الحية‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬آلات،‭ ‬وأنها‭ ‬أيضا‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬توليد‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬العدم‭.‬

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى