الحيوانات والطيور والحشرات

“حديقة الأسماك” وأهم الشروط الواجب توافرها بها

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حديقة الأسماك الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

حَديقَةُ الأسْمَاك معرضٌ للأسماكِ الحيةِ، يزورُها الناسُ للاستمتاع بمشاهدة تلكَ الأسماكِ، ويقومُ العلماءُ بمراقبةِ طُرُق حياتِها وحركاتها في الماءِ.

وتعُرضُ الأسماكُ داخلَ أحواضٍ ذاتَ أحجامٍ مختلفةٍ بحسبِ نوعيةٍ الأسماك وحجمِها، فبعضُ الأحواضِ صغيرٌ نسبيا يشبهُ أحواضَ أسماكَ الزينةِ التي تُعرضُ بالمنازِلِ.

وبعضُ الأحواضِ يُبنى من الحِجارة والأسمنت، وله واجهةٌ أماميةٌ من زُجاجٍ سميكٍ، ويختلفُ شكلُهُ وحجمُهُ وِفْقاً لأنواعِ الحيواناتِ أو الأسماكِ المعروضةِ.

 

وعلى العُمومِ تتميّزُ الأحياءُ المائيةُ بحساسيةٍ عاليةٍ، فيجبُ أن تكونَ المياهُ التي تُزَوَّدُ بها الأحواضُ نظيفةَ، ولا تحتوي على الملوثاتِ التي تقتلُ تلك الأحياء.

كذلك يلزم توافُر الأكسجينِ بالكميةِ المناسبةِ، ولذلك تُزودُ الأحواضُ بماءٍ متجددٍ باستمرارٍ، أو بدفع الهواءِ داخلَ الأحواضِ من خلال أنابيبَ خاصّةٍ تُثبتُ لهذا الغرض.

ويُشترطُ أن تكون درجةُ الحرارةِ مناسبةً لمعيشةِ الحيوان، ففي الشتاءِ حين تنخَفضُ درجةُ الحرارةِ كثيراً يتمُ رفعُ درجة حرارة الماءِ إلى الدرجةِ اللازمةِ بواسطةِ مُعداتِ تسخينٍ خاصةٍ ( لا يَنفَذُ إليها الماءُ).

 

ويجبُ تنظيفُ تلكَ الأحواض من وقتٍ لآخر، لضمانِ تطهيرِها من المُسبَّبات المرضيَّة التي تَقضي على الحيواناتِ المعروضةِ. كذلكَ يلزمُ تقديمُ الغذاءِ المناسبِ للأسماكِ، والتخلصِ من الفضلاتِ حتى لا تتعفّن وتُؤثرّ على حياةِ تلكَ الأسماك أو الكائنات الحية الأخرى.

وتُزودُ الأحواضُ بوحداتِ إضاءةٍ تختلفُ في عَدَدِها وقُوتها بحسب نوع الحوضِ حتى يمكن للأحياءِ المائيةِ أن تعيشَ حياتَها الطبيعيةَ، وحتى تتوافرَ الرؤية المناسبة للزائرين.

وفي بعضِ حدائقِ الأسماك تُوجدُ أحواضٌ كبيرةٌ من البلاستيكِ أو الأسمنتِ أو الزُجاج لوضع أعداد كبيرةٍ من الأسماك الصغيرة، أو وضع الأسماكِ الكبيرةِ.

 

وفي بعض الأحيان يكونُ هناكَ بركَ مائيةٌ متسعةٌ، أو أحواضٌ زجاجيةٌ ضخمةٌ تبلغُ ارتفاعاً يماثِلُ عدّةَ طوابقَ سكنيةٍ، حيثُ يُوضعُ بها أنواعٌ كثيرةٌ من الأسماكِ والسلاحفَ المائية، وعرائس البحر وغيره.

ويُقالُ لها عندئذٍ (اكواريوم) ومن أشهرها عالم البحر (سي وورلد) في كليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية. وفي بعض الأماكن أمكنَ تدريبَ الدلافين وبعض الحيتان، لتقديمِ استعراضاتٍ تجذبُ كثيراً من الزوارِ.

ويستفيدُ العُلماءُ من حديقةِ الأسماكِ أو الأكواريوم في مراقبةِ الأحياءِ المائية، وتطبيقِ النتائج في  تنمية المواردِ البحريةِ الحية، والاستزراعِ السمكي.

 

وتختلفُ أنواعُ الأحياءِ المائيةِ ( ومنها الأسماكُ)، فبعضُها يعيشَ في الماءِ العذْبِ كالأنهارِ، وبعضُها يعيشُ في الماء المالح مثل البحار، أو في المياهِ ذاتِ الملوحةِ المتوسطة، لذلك تُزود الأحواض بماءٍ عذبٍ أو ماءٍ مالحٍ بحسبِ نوعية الأحياءِ المعروضة، والتي يتمُّ صيدُها من المناطق المجاورة.

ولذلك فقدْ تَعرضُ حديقةُ الأسماكِ في الغالبِ أحياءَ من هاتين المجموعتين، وذلك بحسبِ موقعِ الحديقةِ على شاطىء البحر، أو في المناطق العُمرانيةِ الداخليةِ بالقُربِ منْ مصادرِ المياهِ العذبةِ.

 

وتحتاجُ حديقةُ الأسماكِ إلى جمْعِ الأحياءِ المائيةِ من البحارِ أو المياهِ العذبةِ، ونقْلها في حالةٍ طيبةِ إلى الأحواض، حيثُ تتمُّ الرعايةُ والمراقبةُ المستمرةُ لتلكَ الأحواض، حتى لا تموت تلك الأحياء، وحتى يمكن للزائر أن يستمتع بحيوية تلك الأحياء في بيئتها الجديدة، وحتى يُمكنُ الاستفادةُ منَ المعلوماتِ المكتسبةِ من مراقَبَتِها في الأغراضِ العلميةِ والإنتاجيةِ.

ويمكنُ تربيةُ العديدِ من الأسماكِ والقِشرياتِ والصَّدَفياتِ وغيرها، مثل شقائقِ النعمانِ، والربيانِ والحبّار، والأخطبوط، وأسماك البلطي، والأسماكِ القطية، مثل القرموطِ، وأسماكِ الفراشةِ، وأسماك الهامور، وأسماك الببغاء، وحِصانِ البحرِ، والأسماكِ الصندوقية، وأسماكِ القرشِ، والقوابعِ، والسلحفاةِ البحريةِ وغيرِها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى