العلوم الإنسانية والإجتماعية

توصيات البحث

1995 مستويات النمو العقلي

الدكتور محمد مصيلحي الأنصاري

KFAS

توصيات البحث العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

1- انتهى هذا البحث إلى تأكيد صلاحية نظرية بياجيه في النمو العقلي المعرفي ، كإطار نظري لدراسة النمو العقلي المعرفي عامة ، والعمليات العقلية المعرفية خاصة ، ورغم كل الحذر الذي يوصي به الباحث ، عند التعامل مع هذه النظرية البالغة التركيب ، فلسفة ، ومنهاجا ، ومحتوى ، وبالذات الحذر من الاندفاع في محاولة تطبيق جزئي دون إلمام كلي دقيق بهذه النظرية ، رغم هذه الدعوة للحذر فإن الباحث يرى ان هذه النظرية يمكن الاعتماد عليها مباشرة في :

 

أ- إجراء مزيد نما الدراسات المتعمقة ، حول الخصائص العقلية المعرفية لطفل الروضة ، وفي كل عملية على حده ، وفي مجموعات من العمليات المتجانسة أو المتزامنة او المرتبطة معا لتحديد متى تبدأ ، مواصفات بزوغها.

كيف تستمر ، كيف تتحول إلى عملية أرقى وهكذا ، لأنه بدون مثل هذه المعرفة المدققة فإننا نحكم على أنفسنا بالعجز عن مساعدة طفلنا على تحقيق ما نرجوه له من نمو.

 

ب- استخدام النظرية وما ارتبط بها من نتائج البحوث والدراسات غير المحدودة ، وما وفرته من فهم أفضل لعقل الطفل ، كاساس لرسم سياستنا التعليمية وبخاصة في تحديد أنواع الخبرات ، مستواها ، أنشطتها ، أساليب عرضها ، دور المعلمة فيها ، وغير ذلك مما يرتبط ببرنامج الخبرات التربوية في الروضة .

 

جــ – تجريب المهام البياجيه ، وقد ثبتت صلاحيتها خلال الاختبار الذي أعده وقننه وطبقه الباحث ، كما ثبت صلاحيتها خلال بحوث وبرامج اخرى عديدة ، تجريبها كأسلوب وكأدوات في عمليات التقويم التشخيصية ، والبنائية.

على ان يرتبط هذا التجريب بأقصى ما يمكن توفيره من إجراءات الضبط العلمي ، سواءن في الإعداد ، ألتطبيق ، والتقنين ، وذلك تأكيدا على الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المهام في التعرف على ما وصل وما يمكن أن يصل إليه الطفل في المجال العقلي المعرفي

 

2- لم يتفق هذا البحث ، مع نظرية بياجيه في النمو العقلي المعرفي ، في جانب مهم من جوانب مفهوم المرحلة ، الذي يمثل حجر الزاوية في النظرية ، وهو الجانب الخاص بانتماء العمليات العقلية المعرفية الخمس موضوع هذا البحث ، إلى أي من مرحلتي النمو العقلي المعرفي ، مرحلة ما قبل العمليات أم مرحلة العمليات المحسوسة.

حيث أكدت نتائج هذا البحث ، أن طفل الروضة الذي يصنف ضمن ما يعرف بمرحلة ما قبل العمليات أمكنه أن يؤدي هذه من العمليات العقلية المعرفية قدرا لا يستهان به ، وهذا الأداء تجاوز في في بعض العمليات مثل التصنيف والتسلسل ، وخاصة لدى أطفال المستويين الثاني والثالث الملتحقين بالروضة ، تجاوز فترة التحضير إلى فترة الإنجاز والاكتمال ، وهذا يعني :

 

أ- أهمية إعادة النظر – من خلال دراسات علمية رصينة – فيما يستطيع وما لا يستطيع الطفل أداؤه ، خاصة بالنسبة لطفل الروضة ، حتى لا يصبح إعتمادنا على نظرية معينة او حتى على عدد من النظريات ، قيدا يحد من برامجنا واساليب عملنا وتفاعلنا مع هذا الطفل ، وحتى لا نهدر إمكانية متاحة للطفل بالفعل ، من خلال تمسكنا بأن نظرية معينة أثبتت أن هذا الطفل لا يمكنه أداء سلوك معين.

 

ب- مراجعة محتوى الخبرات التربوية التي تقدم لطفل الروضة أولا بأول ، في ضوء ما تسفر عنه الدراسات التتبعية المستمرة من تحديد لقدرات هذا الطفل من تغير ، حيث انعكاس التغيرات الاجتماعية ، الاقتصادية ، الثقافية المتلاحقة على هذا الطفل ، لا تسمح لنا بالركون إلى نظرية صيغت في ظروف تختلف بدرجة أو بأخرى عما يعايشه هذا الطفل الآن ، ولا بالاستمرار في تطبيق برامج خبرات لم تعد تتفق لا مع الطفل ذاته من ناحية ولا مع ما يجري حوله من تغيرات من ناحية أخرى.

 

3- أكد هذا البحث على أنه لم يعد هناك مجال للاستمرار في القضية الجدلية المثارة حول جدوى التحاق الطفل بالروضة من عدمه ، حيث اتضح أن الطفل الملتحق بالروضة مقارنة بأقرانه من غير الملتحقين بها ، قد جاء اداؤه افضل وبفروق دالة إحصائيا ، في كافة العمليات العقلية المعرفية ، وفي المستويات العمرية الثلاثة التي يلتحق بها الأطفال وهذه النتيجة تقودنا إلى :

 

أ- توفير مكان لكل طفل في الروضة ، بحيث لا يحرم الطفل من الالتحاق بها ، وبحيث يجد الطفل في هذه الروضة البيئية التربوية المثلى لاستثارة أقصى ما لديه في شتى مجالات نموه، وصولا إلى بنيته تعليمية وتربوية مستقبلية أفضل .

 

ب- تعريف المجتمع عامة، والآباء خاصة ، بأن الفرصة المتاحة لأطفالهم في الروضة هي الأقدر على تحقيق ما يصبون إليه من نمو لأبنائهم ، مقارنة بتركهم في ظروف أسرية قد لا توفر لهم مثل هذه الفرصة ، وهناك الكثير من البرامج والأساليب والفنيات التي يمكن اللجوء إليها في هذا الصدد .

 

4-  أوضحت نتائج هذا البحث أن هناك فروقا دلالة إحصائية ، بين أداء الأطفال في المستوى الأول او عمر الثالثة وأداء الاطفال في المستويين الثاني والثالث أو عمر الرابعة والخامسة ، وكان أطفال المستوى الأول وحدة لها استقلاليتها عن وحدة أخرى تتشكل من اطفال المستويين الآخرين ، هذه الفروق شملت من جانب كافة العمليات العقلية المعرفية ، وشملت من جانب آخر الأطفال الملتحقين وغير الملتحقين بالروضة ، ومضمون هذه النتجية يدعونا إلى :

 

أ- أن يقتصر القبول في الروضة على الأطفال الذين يقع عمرهم ما بين الرابعة والسادسة ، حيث التجانس في الخصائص ، الاتفاق في مستوى القدرات ، يسمح بتصميم برامج الخبرات التربوية التي تتفق مع أطفال هذه الفترة النمائية وتتيح لهم أقصى ما يمكن أن توفره البيئة التربوية من نمو .

 

ب- الاطفال فيما قبل الرابعة ، وبخاصة فيما بين الثالثة والرابعة ، يمكن أن تنشأ لهم مراكز رعاية خاصة بهم ، وبالاسم الذي يتم الاتفاق عليه بحيث تكون ذات أهداف ، مواصفات وبرامج تختلف عما تقوم عليه الروضة بأهدافها ومواصفاتها وبرامجها في وضعها الحالي ، الذي لمس الباحث من خلاله ، ومن خلال ما أكدته نتائج البحث أن طفل الثالثة أو المستوى الأول يعايش صعوبات وتعثرات يمكننا أن نجنبه إياها .

 

جــ- في حالة تعذر أو تأخر تنفيذ ما ورد في النقطتين (أ، ب) ، ينبغي اللجوء وعلى وجه السرعة إلى أمرين ، أولهما إعادة النظر في محتوى برامج الخبرات التربوية الخاصة بأطفال المستوى الأول ، بحيث لا تكون مجرد اقتباس وتبسيط لما تحتويه برامج الخبرات في المستويين الثاني والثالث ، وبحيث تكون قائمة على ما كشفت عنه البحوث العلمية من خصائص الطفل في هذا العمر علي وجه التحديد ، وثانيهما إضافة المناسب من المعارف والاتجاهات والمهارات إلى برامج إعداد معلمة الروضة ، بحيث تكون هذه المعلمة مهيئة بالقدر الكافي للتعامل مع هذا الطفل بصعوباته وتعثراته .

 

5- أسفرت نتائج هذا البحث عن أن التطوير الذي استغرق وقتا وجهدا ما دام سنوات ، وترتب عليه الانتقال من برامج الخبرات التقليدية إلى برامج الخبرات المتكاملة ، هذا التطير لم تؤد مخرجاته إلى ظهور فروق دالة إحصائيا بين أداء الأطفال الملتحقين بالروضة في أي من البرنامجين ، وشمل انعدام ظهور مثل هذه الفروق أغلب العمليات العقية المعرفية ، ولا تدعونا هذه النتيجة إلى التشكيك في جدوى الانتقال إلى برامج الخبرات التربوية المتكاملة ولا إلى التراجع عنها باعتبارها خطوة إلى الأمام من منظور علمي اكدته بحوث المناهج وعلم النفس في العديد من الدراسات ولكنها في واقع الأمر تدعونا إلى :

 

أ- الاستناد في أي عملية تطوير لبرامج الخبرات التربوية إلى إطار نظري محدد نابع من فلسفة تربوية شملة ، يمكن أن يقوم هذا الإطار النظري على نظرية معينة كنظرية بياجيه في النمو العقلي المعرفي ، أو غيرها من النظريات ، أو مجموعة من النظريات التي تتكامل وتنسجم في معطياتها ، المهم هو وجود هذا الإطار النظري باعتباره القاعدة الأساسية التي يبنى البرنامج في ضوئها .

 

ب- الاستفادة من الإطار النظري في بناء البرنامج بما يتطلبه من أهداف وتوصيف ومحتوى وأساليب عرض ونشاط وتقويم وغيرها ، بحيث تأتي هذه المفردات متفقة مع خصائص الطفل في فترة عمرية محددة ، ومع المجتمع الذي يعيش فيه .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى