الطب

تكهنات وآراء حول سبب تلوّث وفساد الهواء في الجو

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

تلوّث وفساد الهواء الطب

حقاً لقد كانت قناعة الناس أن الهواء الفاسد هو سبب المأساة، ولكن ما الذي يجعل الهواء فاسداً؟

بعضهم يؤكد أن جثث الكلاب والقطط والخيول المتعفنة هي السبب، فيما يذهب بعهضم الآخر إلى أن القطط بالذات منها أنواع معينة هي السبب في المأساة، ولكن آخرين يؤكدون أن البرتقال والموز منها أنواع هي التي تفسد الهواء.

ولكن اتجاهاً آخر كان يحمل سر الوباء إلى تيار الخليج الدافئ القادم من الجنوب، والذي يخالط مياه الشواطئ الأميركية، فيرد عليهم آخرون بقولهم، أن الطين الملوث في أحواض السفن هو أصل المأساة هكذا…

في جو من الجهل المطبق كهذا الجهل وتحت مظلة من الخرافات والقناعات الخاطئة كانت تترعرع الأوبئة، فلا يعرف لها الإنسان لوناً ولا رائحة ولا طعماً كما هو الماء، اللهم إلا الحمى والاصفرار والقيء المدمم ثم الموت بعدها، لهذا نصحوا بحبوب الخردل، وشرب السيجار مع قليل من الخمر!!

ولم يتورعوا عن إطلاق المدافع الكبيرة في الشوارع لطرد الهواء الفاسد المسمم!!

 

وفي كوبا يؤمنون أن عقداً من الثوم به ثلاثة عشر فصاً يلف حول العنق لمدة ثلاثة عشر يوماً ثم يلقي به صاحبه من خلف ظهره في منتصف الليل دون أن ينظر إليه عند التقاء ناصية شارعين، هو ضمان أكيد للشفاء من اليرقان.

بل ربما ذهب بعضهم إلى وصف ابتلاع عنكبوت حي لمن يطلب الشفاء من اليرقان!!

هذه كانت قناعات الناس في القرنين السابع عشر والثامن عشر بل وفي القرن التاسع عشر إلى أن انتهت الحرب الأميريكية الأسبانية عام 1899م التي شغلت القوم، فإذا بهم أمام عدو مشترك فتاك يبدأون الحرب معه متكاتفين متحالفين، ذلك هو الحمى الصفراء التي أفشلت تطلعات المهندس الفرنسي "فرديناند دي ليسبس" قبل ربع قرن تقريباً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى