البيولوجيا وعلوم الحياة

تقنية الاستنساخ العلاجي

2013 لمن الرأي في الحياة؟

جين ماينشين

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

كان مصطلح "استنساخ" يعني في البداية إنتاج نسخ جينية – لخلايا أو جينات أو كائنات حية بأكملها. وأذكر نقاشاً حيوياً بُعيّد الإعلان عن ولادة النعجة المستنسخة "دولي"، عندما كنت أعمل مستشارة علمية لعضو الكونغرس عن ولاية أريزونا مات سالمون.

كان سالمون وعدد من موظفيه وأنا نناقش ما الذي يعنيه الاستنساخ حقاً. وقد تركّزت المسألة على ما إذا كان على سالمون التوقيع باعتباره راعياً على مشروع قانون فيرنون إلرز لحظر الاستنساخ التوالدي البشري، وكنت أشرح لماذا ربما يتعين على سالمون ذلك من وجهة نظره السياسية، مع أن العديد من الأسئلة تظل قائمة.

كان ذلك في ربيع 1997، حيث سأل إذا كان من الممكن استخدام الاستنساخ لإنتاج قطع غيار بشرية. كان يعرف أننا لن ننتج على الأرجح دفعات من الأيدي أو الأرجل أو العيون، لكن ربما نستطيع استخدام هذه التكنولوجيا لتوليد كبد أو أنسجة أو خلايا مهمة أخرى.

أجبت بثقة أننا لا نستطيع ذلك، وأن مثل هذا الاحتمال بعيد جداً عما فعله الباحثون الاسكتلنديون بالنعجة دولي، وأن مشروعي قانون إلرز صيغاً بعناية بحيث لا يُحظر أي تقدّم من هذا النوع على أي حال.

كان سالمون قلقاً، مثلما يجب على أي شخص عميق التفكير، من أن نشعر بإغراء استنساخ أعداد كبيرة من الأجنة أو المواليد للحصول على أعضاء منها. بيد أنه لا يريد وقف فرصة أن يكون لمثل هذه التقنية فوائد طبية غير منظورة، مثل إنتاج خلايا أو أنسجة تعويضية.

بالعودة إلى الوراء، أدرك الآن أنني تسرّعت جداً في الإجابة. فبالنظر إلى أن مجالي العلمي هو تاريخ البيولوجيا التطوّرية، فقد كانت حماقة مني أن أجلس هناك وأشرح لماذا ربما لا نستطيع زرع الأنسجة اللازمة باستخدام تقنيات الاستنساخ.

 

بيد أنني كنت مصيبة بالمعنى الحرفي بطبيعة الحال. فنحن لن نتمكّن من إنتاج أنسجة تعويضية باستخدام هذه التقنيات بالضبط. لكنني كنت حمقاء لأنني لم أنتهز الفرصة لشرح أن العلم يتطوّر ويتقلّب بطرق غير متوقّعة في الغالب، بحيث يجب أن ننتظر اكتشافات جديدة، وأن علينا التفكير في طائفة من الاحتمالات كي نكون في أفضل موقف استراتيجي للردّ بذكاء بدلاً من الاعتماد على الحدس فقط.

والتاريخ يعلّمنا أن علينا أن نتوقّع المفاجأة. لذا يجب أن توفّر سياساتنا المرونة للسماح بالتغيّر استجابة للاكتشافات الجديدة، والفرص الجديدة، والمخاوف الجديدة.

في سنة 1998، أفاد عالمان عن نتائجهما المفاجئة مع الخلايا الجذعية (انظر القسم الذي يحمل العنوان "علم الخلايا الجذعية" أدناه). وأثارا احتمال أن يكون لبعض أشكال الاستنساخ قيمة طبية، حتى إذا اخترنا عدم إنتاج بشر كاملين أسوياء.

فالجمع بين تقنيات الاستنساخ والخلايا الجذعية ربما يجعل من الممكن توليد أنسجة تعويضية ذات قيمة علاجية كبيرة. وسرعان ما أطلق على هذه التقنية اسم "الاستنساخ العلاجي"، مع أن العديد من العلماء حاولوا النأي بأنفسهم عن ذلك المصطلح. يجدر بنا فهم ما القضية المعنية هنا بالضبط، والتأمّل في كيف وصلنا إلى تلك المرحلة المفاجئة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى