الطب

تغيير أهداف وغايات البرامج وفقاً للمعلومات المتوافرة

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

بشكل مثلي، تُبنى أهداف البرنامج الأولية على أفضل المعلومات المتوفرة في وقت وضع برنامج الإزالة أو الاستئصال.

وعبر المراقبة فإن المعلومات التي تعطي هذه القرارات سوف تزداد مع الزمن. وتبين الأمثلة المتعددة الواردة من كل برنامج تقريباً أن المعلومات الموضوعة في البداية لا تشبه المعلومات عند النهاية.

عام 2000م اعتبر هدفاً للتخلص من داء الخيطيات اللمفاوية (LF) Lymphatic Filariasis لكونه سيكون هذا المرض معضلة للصحة العامة مع عام 2002م.

إلا أنه حالياً وعلى نطاقٍ واسع نجد أن توزيع الأدوية المستنة على المجتمعات توزع بصورة متزايدة في العديد من البلدان بهذا المرض.

فبرنامج توزيع الدواء المجتمعي الخيطيات اللمفاوية وصل إلى ما يقارب 546 مليون نسمة مع 2009م ويناقش البعض بأنه أكبر برنامج صحي شعبي تم إجراؤه على الإطلاق (Chu et al. 2010; Ottesen et al. 2008).

 

فالاستراتيجية المبدئية لمنطقة الصحة العالمية للتخلص من الخيطيات اللمفاوية بنيت على أساس التوقعات المتوفرة لديها والتي صنعت باحتياجها أربع إلى 6 جولات دواء للتخلص من هذا المرض من تلك المجتمعات الموبوءة.

هذه الأهداف قد صنعت عام 2000م وبنيت على أساس مطابقة المعلومات المتوفرة في حينه (Gambhir et al. 2010).

هذا البرنامج الآن هو في منتصف الطريق ويتوقع أن هناك عشرة سنوات أخرى لإكماله. ولقد أظهرت المطابقات الجديدة للمعلومات المستندة إلى مواقع في آسيا وافريقيا أنها تتضمن نواقل مرض وكثافات وأحجام سكان مختلفة وعناصر أخرى وتنوعاً كبيراً بين المواقع، واستناداً إلى الديناميكيات المحلية لانتشار المرض.

وأحد أكبر التحديات أمام وضع برنامج عالمي للاستئصال هو الاعداد والتصدي لهذا التنوع المحلي الهائل (Gambhir et al. 2010).

 

والتفاعل الرئيسي يحدث بين ناقل المرض والسيطرة على انتشاره؛ وبالتصدي إلى ناقل المرض مباشرة (أقصد السيطرة عليه) و / أو خفض عدد الطفيليات بين المستقبلات المصابة بالعدوى، ووقف الانتشار بإزالة حوض ميكروب الخيطيات الذي يتولى ناقل المرض انتشاره.

ويدور البحث العلمي الميداني حالياً لتقدير كمية نواقل المرض، واتساعها، ومدى تجاوبها وكمية جرعات الدواء، وتكرارها، والنقاط النهائية لتحقيق نجاح الإزالة. ويجدر بكل هذا العمل أن يؤدي إلى تغيرات مناسبة في البرنامج من أجل حسن تطبيقه وإلا فإن نجاحه سيكون عرضة للمجازفة.

إحدى التحديات أمام برامج الإزالة أو استئصال الأمراض هو أن الدروس المستمدة من النجاحات في البداية قد تصبح مضللة أو لا تمثل الحقيقة كما تمت ملاحظته في مبادرات إزالة LF في كوريا الجنوبية واليمن.

ومع أن كلا البلدين قدما أمثلة مبكرة عن الإزالة الناجحة، وأن كلا البلدين كان لديهما مستويات منخفضة ومحدودة نسبياً فإن بلداً واحداً فقط استخدم المقاربة الاستراتيجية لـ WHO في برامجهم. وبسبب الأوبئة المختلفة فقد اعتمدت كوريا الجنوبية على مقاربة العزل والعلاج التي كانت ممكنة التطبيق بسبب أنماط توزع المرض محلياً في البلاد، بدلاً من مقاربة WHO في إعطاء الدواء بشكل جماعي.

 

كما كانت التطورات الاجتماعية والاقتصادية من عوامل النجاح في كوريا الجنوبية، وأدت إلى التحسن في السكن وحسن السيطرة على نواقل المرض، التي أكملت المقاربة بالعلاج الكيميائي. ومن هذا المثل يبرز عاملان.

أولهما، يجب التدقيق في كافة الأنماط في نطاق الوضع المحلي ؛ فانتشار الأمراض غالباً ما تدخل فيه عوامل متعددة، وبالتالي فإن المقاربة ستتنوع وتختلف تبعاً لذلك.

وثانيهما، فقد يكون للتغيرات البيئية والاجتماعية الحاصلة خلال البرنامج وقعها على انتشار المرض ؛ فيجب البحث عن هذه التغيرات واستخدامها كمرشد في مواضيع البحث العلمي خلال مدة دوام البرنامج.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى