البيئة

تعريف “التلوث البيئي”

2007 في الثقافة والتنوير البيئي

الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع

KFAS

التلوث البيئي البيئة البيولوجيا وعلوم الحياة

برزت قضية التلوث بوضوح في مجيء عصر الثورة الصناعية، وقد حظيت بالدراسة والاهتمام لما لها من آثار تدميرية في الإنسان والبيئة. 

وامتدت عواقبها السالبة لتشمل المجالات الصحية والنفسية والاجتماعية للإنسان.  كما تسببت في تعدد جوانب التدمير البيئي محدثة أعباء أثقلت كاهل المجتمع. 

وطغت هذه القضية على كافة قضايا البيئة، وتسببت في جعل الإنسان المعاصر في دوامة من القلق والاضطراب، مما أدى إلى ظهور تيارات قوية وحملات كثيرة في أنحاء متفرقة من العالم تطالب بسن القوانين لحماية بيئة الإنسان من فعل الإنسان، ولا سيما أن ما يقرب من (550) نوعا من الحيوانات و (20) ألف نوع من النبات يهددها الفناء بسبب تلوث البيئة.

 

لقد نشأت قضية التلوث نتيجة التقدم الهائل في ميادين الصناعة والزراعة، وما صاحب ذلك من زيادة في معدلات الاستهلاك غير الواعي، وضاعف من تفاقمها زيادة أعداد السكان وإسرافهم في استغلال الموارد البيئية وبخاصة مصادر الطاقة. 

ونظرا لتصدر قضية التلوث مكانة متقدمة بين القضايا التي يعاني منها المجتمع المعاصر، فقد اهتمت وسائل الإعلام بإبرازها ومحاولة خلق وعي عام بها. 

وهذا الوعي قد يتسم بالمحدودية إن لم يدعم بجهود تربوية موازية لتعميق فهم العلاقات بين الإنسان وبيئته. وهذا ما يفرض ضرورة تفهم إجابات العديد من التساؤلات التالية:

 

ما المقصود بالتلوث؟

التلوث كلمة ذات معنى عام، وتعني ظهور شيء ما في مكان غير مناسب، ونظرا لعمومية مفهوم التلوث فقد تعددت تعاريفه وذلك على النحو التالي:

– الحالة القائمة في البيئة والناتجة من التغيرات المستحدثة فيها، وينتج عنها أضرار مختلفة للإنسان، مثل الانزعاج أو المرض أو الوفاة.  وتؤدي هذه الحالة إلى اختلال الأنظمة البيئية.  وتختلف مسبباتها من حيث مصادرها وطبيعتها.

– تغير في واحدة من الخواص الفيزيائية أو الكيميائية لكل أو بعض مكونات الغلاف الحيوين كالماء والتربة والهواء والنبات وغيرها، وذلك بواسطة المواد التي تنطلق في الجو نتيجة لنشاط الإنسان.  وغالبا ما يؤدي هذا التغير إلى حدوث آثار ضارة في صحة افنسان والحيوان والنبات والمواد غير الحية.

 

– تغير يطرأ على أي مكون من مكونات البيئة، مثل: الماء والهواء والتربة، مما يجعلها غير صالحة للاستخدام المحدد، نتيجة لإضافة مواد غريبة، أو لزيادة كميات بعض الممواد في البيئة عن حدودها الطبيعية.  وهذا التغير نسبي تتضح معالمه في المجتمعات المعاصرة المتقدمة والنامية(2).

– إدخال مواد لا يستفاد منها أو طاقة إضافية للبيئة بواسطة الإنسان بطرق مباشرة أو غير مباشرة، فتسبب تلفا في صحته أو بيئته التي يعيش فيها.

– تغير كمي في مكونات البيئة الحية وغير الحية، لا تقدر الأنظمة البيئية على استيعابه بغير أن يختل اتزانها، وهذا التغير نتيجة لوجود مادة أو طاقة بكميات غير مناسبة أو في غير مكانها أو زمانها(36).

 

مما سبق يتضح أن التلوث هو: التغير الذي يطرأ على البيئة نتيجة لإسراف الإنسان في استغلال موارد البيئة، بما لا يتيح الفرصة لاستعادة التوازن الذاتي بين مكوناتها.

وينشأ تغير كمي وكيفي في مكوناتها نتيجة إضافة مواد غريبة أو طاقة، مما يؤدي إلى حدوث آثار ضارة للمكونات الحية وغير الحية في البيئة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى