البيولوجيا وعلوم الحياة

تضاؤل معدلات الخصم

2014 الاقتصاد وتحدي ظاهرة الاحتباس الحراري

تشارلزس . بيرسون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

معدلات الخصم البيولوجيا وعلوم الحياة

تُعرف تضاؤل معدلات الخصم في بعض الأحيان بـ "المعدلات القطعية" (Hyperbolic Rates)، التي تُظهر أنها تقلل قدرا من الإشكاليات التي تكشفها معادلة رامزي.

فحتى عهدٍ قريب، يفترض تحليل الكلفة–العائد أنه عند اختيار معدل الخصم فإنه سيبقى ثابتاً على طول مدى عمر المشروع.

وفي الحقيقة لا يوجد أي مسوغ لهذا الافتراض النظري، الذي هو ببساطة يُعتبر تسهيلاً [للمعادلة رامزي].

وهذا الافتراض قد يعمل بشكل مناسب [حين تطبيقه] على المشاريع الصغيرة التي تنفذ على المدى الزمني القصير والمتوسط.

 

ولكن استخدامه أقل بالنسبة إلى المشاكل التي قد تحدث عبر الأجيال، التي منها على سبيل المثال مشكلة تغير المناخ.

علاوة على ذلك، هناك بحوث على قدر كبير من الأهمية،  تُظهر أن الناس تتصرف كما ومأنه لم يتم إصلاح معدلات الخصم عبر الزمن.

خصوصاً هؤلاء الأفراد الذين يميلون إلى خصم خلال المستقبل القريب، يكون أعلى بكثير من معدل الخصم للمستقبل البعيد.

 

والمكافئة المتوقعة من تأجيل الاستهلاك من عام حالي إلى عام آخر هي أعلى من المكافئة المتوقعة لتأجيل الاستهلاك من عشر سنوات إلى إحدى عشرة سنة.

تبعاً لمعادلة رامزي، فإن تضاؤل معدلات الخصم ستبرز في الإعداد الحتمي، فإذا تباطأ نمو الدخل والاستهلاك، فسيتم الإبقاء على قيمتي  ثابتتان(16).

والنمو على المدى الطويل هو [نوعٌ] من المضاربة (Speculative)، يكون فيه تضاؤل المعدلات غير وارد تماماً.

 

فأحد التفسيرات للنمو البطئ هو أن جزءً من الاستثمار قد ينفق على حماية البيئة، خاصة إذا كانت الإنتاجية الحدية لذلك الاستثمار  نشاطاً آخذاً في التضاؤل. ومن المتوقع أن يكون لظاهرة الاحتباس الحراري ذاتها تأثيرٌ سلبيٌ على الإنتاجية.

إن عدم اليقين بشأن معدلات الخصم في المستقبل يقدم إضافة مسوغة نظرياً لمعدلات التضاؤل مع مرور الزمن (Weitzman 1998).

فمعدل سعر الخصم ليس أكثر من كونه معدل تضاؤل عامل الخصم بمرور الزمن.

فإذا تضائل [عامل الخصم] بمعدل أبطأ في المستقبل البعيد أكثر مما هو عليه في المستقبل القريب، وكان معدل الخصم المناسب للمستقبل البعيد أدنى من معدل الخصم في المستقبل القريب- يعني التضاؤل في معدلات الخصم. فلماذا هذا التضاؤل المتباطئ لعامل الخصم؟

 

لنفترض أن معدل سعر الخصم في المستقبل غير مؤكد، مع وجود احتمال 1/3 أن يكون معدل الخصم 1%، واحتمال 1/3 ليكون معدل الخصم 3%، واحتمال 1/3 أن يكون معدل الخصم 5%(17).

فعلى المدى القصير، فسيكون عامل الخصم المكافئ المؤكد (متوسط عامل خصم المخاطر المعدل) هو على مقربة من 0.97، وسيكون معدل سعر الخصم الأولي مساوياً لـ 3%(18).

وبمرور الوقت، ستتضائل أوزان معدلات الخصم العالية التي تحدد عامل الخصم، وسينخفض لأدنى معدل عامل الخصم المكافئ المؤكد، وبالتالي يتخفض المكافئ المؤكد لمعدل الخصم. وبعد مئتي عام، فإن هذا الأخير الذي تعادل نسبته 1.55% سيقترب من معدله الممكن الأوطأ، 1%، على المدى البعيد جداً.

 

فالنتيجة النظرية لتضاؤل معدل الخصم تتطلب أن يكون هناك بعض الثبات في معدل الخصم ذاته، وإن العمل التطبيقي على حالة عدم اليقين الماضي في معدل سعر الفائدة في الولايات المتحدة الأميركية يميل إلى تأكيد ذلك (Newell and Pizer 2003).

تضاؤل معدلات الخصم، التي تخفف من قسوة آثار ظاهرة الاحتباس الحراري عبر الأجيال، هي ليست من دون مشاكل خاصة بها.

"التضارب الزمني" (Time Inconsistency) هو مسألة رئيسية، تحدث حينما يظهر إجراءٌ ما بصورة مُثلى في تاريخ معين ثم لم يعد يظهر بصورته المثلى هذه في أي تاريخٍ لاحق.

 

لنتحدث بتساهلٍ، إذا بدا اليوم – الحاضر- مثالياً لتأخر الاستهلاك من سنة خمسين إلى السنة الواحدة والخمسين مقابل الحصول على مكافأة 2%، وعندما تمضي السنة الخمسون، ستكون المكافأة المتحققة 6%، التي لا تبدو بهذا الشكل صفقة مربحة.

فالأمثل يبدو وكأنه دون المستوى الأمثل (جزءٌ من الأمثل). وإذا كان هذا من الممكن توقعه فأن سيتم مع  وقت تضاؤل المعدلات لظاهرة الاحتباس الحراري، وسيترك الباب مفتوحاً أمام مسألة الإجراءات المناسبة اليوم. وربما الكثير منها ينبغي ألا يكون متأتياً من التضارب الزمني في سياق المناخ.

لأنه ومن خلال الفترة الزمنية التي تتشكل فيها حالة التضارب، ستكون قاعدة المعرفة المبنية على صنع السياسة متقدمة كثيراً عن الواقع، وسيكون تحول السياسة [المناخية] أمراً لا مفر منه.

 

ومشكلة التضارب في الفترة الزمنية تلك ينشأ معدل خصم المنفعة، ، والتغيرات بمرور الزمن، وليس مكونات أخرى مرتبطة بالاستهلاك،  المتغيرة (Hepburn 2006).

إن المدى الذي عنده تتضائل معدلات الخصم ربما يؤثر على تحليل السياسات التي تعتمد على هذا النموذج. غرووم وآخرون (Groom et al. 2005)، استنتجوا أن تقديرات الكلفة الاجتماعية للكربون- المؤشر الأكثر شيوعاً لمستوى التخفيف الأمثل- من الأرجح على الأقل أن تكون الضعف على أقل تقدير، إذا استخدم تضاؤل معدلات الخصم.

 

غيو وآخرون (Guo et al. 2005)، وجدوا أن الاعتماد على مخطط تحليل الخصم، يضائل زيادة معدلات الخصم للكلفة الاجتماعية للكربون من 10% حتى العامل 40.

وإن تضاؤل المعدلات لربما يخفف الاهتمام بالخصم التمييزي ضد أجيال المستقبل، إلا أنه لا يوفر أي جواب بسيط حول نسب المعدلات المحددة، ومعدلات التضاؤل التي يستوجب استخدامها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى