البيولوجيا وعلوم الحياة

تخبطات في الأراء حول آثار استخدام المحاصيل المهندسة وراثياً

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

بينما انبثقت المحاصيل المهندسة وراثياً من مجموعة محدّدة من الظروف التاريخية، فقد حفزت تساؤلات حول سلامة الأغذية، والتكامل البيئي، والآثار الاقتصادية عدداً كبيراً من التغييرات المؤسسية الجديدة لتنظيم صناعة المدخلات الزراعية، ونظم توزيع الأغذية، والنظم الناظمة على المستويات المحلية والوطنية والدولية (Schurman 2003).

فالعديد من هذه التغييرات – مثل تشكيل ملصقات التسميات الاستهلاكية، ونظم التتبع، والمعاهدات الدولية بشأن تجارة ما هو مهندس وراثياً – سنستكشفه في الفصول القادمة لاحقاً. فالعديد من هذه التغيّرات يقود إلى مخاوف بشأن الصحة والسلامة البيئية. فعلى الرغم من عدم وجود مساحة كافية هنا لمناقشة تلك المخاوف تماماً، سنقدم لمحة شاملة قصيرة عن هذه المناقشات.

نقاد المحاصيل المهندسة وراثياً، وأولئك الذين يرجون توخي الحذر من تسويق تلك المحاصيل قد حددوا المخاطر المحتملة لسلامة الأغذية، مثل إمكانية إدخال مواد جديدة في الأطعمة مسببة للحساسية، والتخفيف من الآثار الطبية باستخدام الجينات المقاومة للمضادات الحيوية في عملية الهندسة الوراثية، واحتمال زيادة مستوى السموم في المواد النباتية عن غير قصد(Union of Concerned Scientists 2002, Center for Food Safety, 2000).

فقد أشارت بعض الأبحاث المنشورة [حول هذا الموضوع]  إلى الأغذية المهندسة وراثياً وإمكانية أن تكون لها آثار سلبية في الصحة [الإنسانية] (Dona and Arvanitoyannis 2009; Ewen and Pusztai 1999).

وأثارت هذه الدراسات الجدل بشكل ملفت للنظر، ما بين المؤيدين والمنتقدين الذين تصارعوا على مدى مصداقية كل هذه الإدعاءات. كما أشار العلميون أيضاً إلى المخاوف المرتبطة بمدخلات المحاصيل المهندسة وراثياً، مثل سمة المبيد راوند آب ريدي المضاد للأعشاب، التي تسمح للمزارعين برش الغليفوسات طوال موسم النمو للسيطرة على الأعشاب الضارة.

 

ففي حزيران/ يوليو 2011، نشر مجموعة من العلميين المعنيين مراجعة للدراسات التي تشير إلى أن الغليفوسات [لمعرفة مدى إمكانية] قد يكون له ارتباط بعيب خلقي لدى المولودين حديثاً (Antoniou et al. 2011).

إن المروجين للتكنولوجيا الحيوية يدّعون أن هناك أدلة علمية دامغة تؤكّد أن الأغذية المهندسة وراثياً آمنة للأكل، وأن وكالات اللوائح التنظيمية [المختصة بالمحاصيل المعدلة جينياً] تقوم بعمل جيد لحماية الجمهور [المستهلك].

ففي تقرير المجلس الوطني للبحث الصادر عام 2004 (2004، 8) أشار إلى "أنه لم يتم توثيق أي آثار صحية ضارة  بين البشر تُعزى إلى الهندسة الوراثية ".

وفي الوقت نفسه، أكّد المجلس الوطني للبحوث عدم كفاية المعرفة والتكنولوجيا الحالية للتنّوء بالآثار الصحية المرتبطة بالتغيرات التركيبية في المواد الغذائية المهندسة وراثياً. فمن المسلّم به عموماً، أن الوكالات الناظمة مثل إدارة الغذاء والدواء (Food and Drug Administration: FDA) في الولايات المتحدة هي المسؤولة عن ضمان [صلاحية] الأغذية المهندسة وراثياً من حيث معرفة ما إذا كانت تشكّل تهديداً للسلامة العامة من عدمه، [والقرار] بعدم تسويقها(11).

ومع ذلك فالإجراءات التنظيمية قد لا تكون كافية لمنع العواقب الصحية المترتبة وغير المتوقعة، وذلك بسبب القيود المفروضة على الأدلة العلمية المتاحة حول الاختلافات الموجودة ما بين المحاصيل المهندسة وراثياً والمحاصيل التقليدية(Pelletier 2005, 2006; Billings and Shorett 2007; Millstone, Brunner, and Mayer 1999).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى