التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

الهدف من تشييد القصور والجسور والخصائص التي تتمتع بها

2016 علوم العصور الوسطى المتأخرة وعصر النهضة

جون كلارك مع مايكل ألابي وإيمي جان بيير

KFAS

التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

لم يكن وجود مستوطنات محصنة أمر غريباً حين غزا النورمانديون بريطانيا عام 1066.

لكن، وخلال فترة وجيزة بعد الغزو، انتشرت الحصون المنيعة بشكلٍ غير مسبوق في أرجاء البلاد. واستمر تشييد القصور والجسور المحصنة في أوروبا حتى القرن الرابع عشر.

القصر مكان محصن. شيدت القصور في الأصل لتكون قلاعاُ حصينة يحتوى قصر الدغل والفناء المسور على جزءين رئيسيين.

الجزء الأول هو الدغل وهو هضبة ترابية ينصب على قمتها برج خشبي، والجزء الثاني هو الفناء وهو مساحة أكبر تقع على أعتاب الهضبة محاط بسياج (في العادة من الأوتاد الخشبية). ويسكن أهل القصر في الفناء.

للملوك والنبلاء وملاكي المناطق المحيطة بها، وصممت لتشرف على الأراضي الممتدة من ناحية ولتكون منيعة إلى أكبر درجة يمكن للبنائين بلوغها من ناحية أخرى.

 

ومع تقدم صناعة السلاح للهجوم على القصور وحصارها زادت الجدران سماكة وارتفاعا. كما توسعت القصور مساحة لتتسع لساكنيها والإمدادات اللازمة لإدارتهم واستدامة بقائهم.

كان على وليام النورماندي وجيشه عند غزو إنجلترا عام ١٠٦٦ التغلب على مقاومة الأهالي القاطنين في قصور ذات طراز منتشر في أوروبا. في هذا الطراز تشيد القلعة الخشبية أو الحجرية على ربوة مرتفعة أو وسط دغل يحيط به خندق.

وعلى أعتاب الربوة أو الدغل تنبسط منطقة تسمى جناحاً يسور بأوتادٍ خشبية قوية (المترجم: أو أجراف شاهقة شديدة الانحدار أحيانا). يعرف هذا التصميم بقصور الأدغال المسورة.

استخدم النورمانديون قصور الأدغال المسورة خلال المراحل الأولى لغزوهم لبريطانيا. فقد شيدت الهضبة الترابية الاصطناعية في وسط قصر وندسور، مثلا، عام ١٠٧٥. لكن النورمانديين بنوا قصوراً صخرية أيضا، إذ شيدوا البرج الأبيض رباعي الشكل في برج لندن عام ١٠٨٠.

تنوعت سماكة جدران القصور تبعاً لدرجة تعرضها للهجوم، وبلغت سماكة هذه الجدران في الغالب الأعم ما بين ستة إلى سبعة أقدام (١.٨ – ٢.١ م).

 

يقع في وسط كل قصر في التصميم النورماندي برج محصن أو قلعة منيعة وهو أكثر أجزاء القصر منعة وتحصيناً ويعتبر ملجأ سكانه بأكملهم عند انسحابهم فيما لو تمكن العدو من اختراق الجدران الخارجية.

تشتمل القلعة على أجنحة سكن مالك القصر ومكاتبه ومخازنه بالإضافة إلى بئر، كما كان القصر مجهزاً لمقاومة أي حصار طويل الأمد. وفي النماذج المتأخرة شاع تشييد أماكن السكن في الفناء المسور للقصر لتبقى القلعة خط الدفاع الأخير.

لحمـــايـــــة الأســــــــوار الخارجية للقصر حفرت خنادق مائية عدة تفصل بين الواحد والآخر منها في بعض الأحيان أفنية مسورة بأوتاد خشبية.

وعلى سبيل المثال، يحيط بقصر جالار بفرنسا على نهر السين بين مدينتي رون وباريس في فرنسا ثلاثة أفنية مسورة. يفصل الفناء الداخلي بين الخندقين الداخلي والخارجي للقلعة، ويفصل فناء آخر بين الخندق الخارجي وأسوار القصر الخارجية، بالإضافة إلى فناء ثالث يحيط بالسور الخارجي من جهة وبخندق خارجي من الجهة الأخرى.

ولزيادة منعة القلعة صممت الأفنية على استقامة واحدة بحيث لا يتمكن الغازي من الوصول إلى القلعة إلا بعد احتلاله الأفنية الثلاثة كلها. شيد ملك إنجلترا ريتشارد الأول (١١٥٧ – ٩٩) قصر جيلار ما بين عامي ١١٩٦ و ١١٩٨ واعتبر في وقتها أكثر قصور أوروبا منعة.

امتدت الجسور المتحركة على الخنادق المائية وكانت مداخل الجسور والقصور محمية بجدرانٍ خارج الأسوار الخارجية للقصر ويعتبر خط دفاع أمامي.

 

وعند رفع الجسر المتحرك تنزلق شباك تحصين لتسد المدخل. تصنع شباك التحصين من الخشب والحديد المسنن بحيث تنزلق الأسنان داخل فجوات في جدار البوابة.

يعتبر القصر المنيف دليل عز، إذ يعكس ثراء وسطوة المالك للناظر إليه من بعيد. شيد ملك إنجلترا إدوارد الأول (١٢٣٩ – ١٣٠٧) بعد إخضاعه الويلزيين لحكمه خلال عامي ١٢٨٢ – ١٢٨٣ ستة قصور لسكنى قواته من ناحية وكدليل قوته للسكان المحليين من ناحية أخرى. ومازال قصر كارنارفون المشيد بين عامي ١٢٨٣ و١٣٢٢ قائما حتى اليوم.

تميزت العصور الوسطى بالحملة الصليبية على الأراضي المقدسة. شيد الصليبيون عدداً من القصور هناك من أكثرها مهابة قصر كراك دي شيفالييه (قصر الفرسان) في قلعة الحصن بسوريا. سيطر القصر على المعبر الرئيسي الذي يربط البحر الأبيض ومدن حماه وحمص الواقعتين على ضفاف نهر العاصي.

يحمى القصر جداران: داخلي وخارجي ويمكنه إيواء كتيبة من ٢,٠٠٠ جندي. شيد القصر فرسان القديس جون ويعرفون بالفرسان الإسبارطيين، (المترجم: فرقة نخبوية من فرق الجيش الصليبي تأسست في القرن الثاني عشر وتعرف أيضا بفرسان الهيكل المقدس) وصمدوا فيه من عام ١١٤٢ حتى هزيمتهم على يد السلطان بيبرس الأول عام ١٢٧١).

مع ازدياد القصور حجماً وتحصناً تطورت الراجمات والقذائف المصممة لمهاجمتها. وفي نهاية المطاف بلغت قدرة البنادق حداً مكنها من تحويل أي جدار ركاماً متناثراً. ففي عام ١٤٩٤ جاست القوات الفرنسية الأراضي الإيطالية مستخدمة قذائف يمكنها تحطيم أي قصر أمامها.

 

وبشكل تدريجي تلاشى نمط بناء القصور الدفاعية ليحل محله أسلوب تشييد قصور يظهر ملاكها عظمتهم من خلالها ويستمتعون بالحياة المرفهة فيها.

تقع غالبية المدن على مقربة من الأنهار، ومع توسعها امتدت لتحتل ضفتيها. ولذلك شيدت الجسور للربط بين جزئي المدينة. بيد أن العديد من الجسور التي شيدت خلال العصور الوسطى كانت لأغراض أخرى أيضا.

اعتبر بعض الجسور حصوناً دفاعية مثل جسر بونت فالينتري على نهر لوت بمدينة كاهور جنوبي فرنسا. بدأ تشييد جسر بونت فالينتري عام 1308 واستكمل بناؤه ما بين عامي 1355 و1378. وتنتصب على الجسر ثلاثة أبراج تتحكم في عدد العابرين عليه.

 

احتوت بعض الجسور الأخرى محلات تجارية ومصليات ومكاتب لتحصيل الرسوم علاوة على أبنية أخرى تشيد على امتداد الجسر. ومازال مصلى القديس بنيزيت حيث يضم رقانه أيضا على جسر أفجنو قائما حتى اليوم.

وقد شيد الجسر بين عامي 1177 و 1184 تحت الإشراف المباشر للقديس بنيزيت، وتوقف استخدامه عام 1680. يعتبر جسر أوولد لندن (لندن القديم) أول جسرٍ صخري شيد هيكل أساساته في مجرى مائي عالي الموج – نهر التيمز.

شيد الجسر ما بين عامي 1176 و1209 وشيدت البيوت والمحلات التجارية على امتداده ليبقى قيد الاستخدام لأكثر من 600 سنة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى