علم الفلك

النيازك المريخية

2006 موسوعة علم الفلك والفضاء2

شوقي محمد صالح الدلال

KFAS

علم الفلك

بينت مسابر الفضاء التي بعثت إلى كوكب المريخ أنه كان يحوي في الماضي السحيق كميات هائلة من المياه، تسرب معظمها عبر الغلاف الجوي إلى الفضاء الخارجي.

وفي شهر آب من عام 1996 قام فريق من علماء مركز جونسون الفضائي (Johnson Space Cen-tre)* التابع للناسا (NASA)* بقيادة ديفد ماك كاي (David Mc Kay) بنشر تقرير أولي في مجلة Science عن نتائج تحليلهم لأحد النيازك التي عثر عليها في القارة القطبية الشمالية الذي يعتقد أنه قذف من كوكب المريخ بفعل انفجار ما في الماضي .

استخدم الفريق مجهر المسح الإلكتروني للقيام بتحليل أرضي – كيميائي (geochemical analysis) لأجزاء من النيزك  ALH84001،

 

وهذا النيزك هو واحد من فئة نيازك SNC (انظر SNC) التي تم العثور عليها في مناطق مختلفة من الكرة الأرضية ، التي يعتقد أنها قذفت من كوكب المريخ في زمن غابر واتخذت مداراً حول الشمس قبل أن تسقط على الأرض .

وضع فريق العلماء خمس ملاحظات اعتقدوا أنها تدل على وجود مواد حياتية مجهرية في هذا النيزك، فقد وجدوا:

 

أولاً هيدروكربونات أروماتية متعددة الدورة (polycyclic aromatic hydrocarons , PAHs) .

وهذه المواد عبارة عن جزيئات عضوية تتكون بشكل رئيس من حلقات كربونية ، ربما تكون ناتجة عن تحلل كائنات حية أو ناتجة عن عمليات غير حياتية كاحتراق جزيئات عضوية نتيجة درجات حرارة عالية تعرض لها النيزك .

 

ثانياً ، تعرف فريق العلماء بقيادة ماكاي على بنية طبقية ذات تركيبات متباينة ضمن المواد الكربونية تشبه البنية الطبقية التي توجد في المواد الكربونية الأرضية الناتجة عن الأنشطة البكتيرية .

 

ثالثاً ، عثر الفريق على حبيبات من المغنتيت التي لم يعثر على مثيل لها سابقاً في أي من النيازك التي تشبه من حيث شكلها وحجمها الحبيبات المعدنية التي تنتجها بعض أنواع البكتيريا.

ووجدوا في النيزك كذلك حبيبات من معادن كبريت الحديد التي تعرف بالغريجيت (greigite) ، وهي مواد تنتج على الأرض فقط بفعل البكتيريا .

 

رابعاً ، وجدوا حبيبات من معادن كبريت الحديد والمغنتيت والكربونات ملاصقة بعضها لبعض ، وهذه المواد لا تكون جميعاً على درجة كبيرة من الاستقرار تحت أي من الظروف الفيزيائية مما يوحي بأنها كونت نتيجة عملية صناعية (بواسطة البكتيريا) .

 

خامساً ، وجد الفريق أشكالاً يبلغ طولها نانومتراً واحداً تشبه إلى حد كبير البكتيريا الأحفورية ، وهذه الأشكال أصغر بكثير من البكتريا لكنها تشبه البكتيريا القزمة ، وهي كائنات حية توجد في بعض المواد المعدنية الأرضية.

واستنتج ماك كاي أن أياً من هذه الملاحظات ، لو أخذ باستقلال ، يمكن أن ينتج عن عمليات غير عضوية بواسطة تفاعلات كيميائية خاصة ، ولكن الفريق يرى أن مجموع هذه المشاهدات يمكن تفسيرها تفسيراً أفضل بافتراض أنها ناتجة عن عمليات بيولوجية .

قام بعد ذلك العديد من العلماء بإجراء تحليلات مختلفة لهذا النيزك دون الوصول إلى نتيجة قاطعة بخصوص احتوائها على بقايا لمواد عضوية حية .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى