علم الفلك

النجوم المتغيرة

2014 دليل النجوم والكواكب

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

النجم المتغير هو النجم الذي يتغير في درجة سطوعه، وتعد دراسة النجوم المتغيرة فرعاً مهماً في علم الفلك الحديث، ويستطيع هواة الفلك أن يقدموا إسهامات قيمة جداً لأن هناك عدداً كبير جداً منها لا يستطيع الفلكيون المحترفون رصدها جميعاً.

هناك أنواع عديدة من النجوم المتغيرة، وتكون التغيرات في النجم المتغير الحقيقي داخلية. وفي المتغير الكسوفي تعزى التغيرات ببساطة إلى تأثيرات حركتي النجمين اللذين يدوران حول بعضهما.

تشمل الأنواع المختلفة للنجم المتغير الحقيقي:

(1) نجوم ميرا (Mira) التي سميت نسبة إلى ألمع نجم معروف في هذه المجموعة وهي مجموعة ميرا في كوكبة قيطس (Cetus) (الحوت).

وتتألف هذه المجموعة من نجوم عمالقة حمراء طاعنة ثم صارت غير مستقرة ونابضة. وتتراوح فترات دورانها من عدة أسابيع إلى عدة سنوات، على الرغم من أنه لا الفترات ولا السعات ثابتة مع الانتقال من دورة لأخرى. فنجم ميرا نفسه يتراوح في قدره النجمي من 1.7 إلى أقل من 10، على الرغم من أنه في بعض الحدود القصوى لا يتجاوز أبداً القدر النجمي 4. النجوم من نوع ميرا شائعة جداً.

 

(2) نجوم متغيرة شبه منتظمة. وهي نجوم لونها بشكل أساسي أحمر، ولكن سعات تغيرها أصغر من سعات نجوم ميرا، كما تتغير فترات دوراتها بشكل كبير.

 

(3) النجوم المتغيرة القيفاوية (Cepheids)، وسميت كذلك نسبة إلى النجم النموذج دلتا قيفاوس، لها دورات قصيرة، أي بضعة أيام وسعاتها صغيرة إلى حد ما. ويترواح القدر النجمي لنجم دلتا قيفاوس نفسه من 3.4 إلى 5.1 في فترة دوران تزيد بقليل عن خمسة أيام.

وتكتسب النجوم المتغيرة القيفاوية أهمية خاصة لأن فترات دورانها هي مؤشر لسطوعها الحقيقي، فكلما زادت فترة الدورة زاد معها سطوع النجم، ولهذا من الممكن أن نعرف سطوع نجم متغير قيفاوي، وبالتالي المسافة التي يبعدها، بمجرد رصده، وتسلك هذه النجوم مسلك « الشموع المعيارية» في الفضاء.

فهي عالية السطوع ويمكن أن تُشاهد في المجرات الخارجية، مما يعطي رابطة قيمة تعطي الفلكي مقياساً للمسافة خلف مجرتنا، ومتغيرات القيثارة RR قصيرة الدورة أيضاً ولكن دوراتها- في العادة أقل من يوم واحد-وجميعها أسطع من الشمس بحوالي 90 مرة.

 

(4) المتغيرات الانفجارية، وهي متغيرات غير منتظمة السلوك، فمثلاً متغيرات «T الثور» شابة جداً ولم تتغير بعد عن نسق يدل على وجودها لدرجة تقلباتها غير متوقعة.

(5) المتغيرات الكارتية، وهي متغيرات تبدي انفجارات حادة، وفيها متغيرات تسمى «المستعرات» (Novae) وتعني «النجوم الجديدة،» ولكنها ليست جديدة أبدا، فهي متغيرات مزدوجة النظام مركبته الخافتة تختزل المادة لتلقي بها بعيداً، فتصبح مصطربة وومضية لدرجة أن لمعانها العادي يتزايد عدة مرات.

أما متغيرات المستعرات العظمى (Supernovae) فهي أكثر عجباً حيث تبدي انفجارات قد تساهم في تدمير افتراضي للنجم. وقد ظهرت مستعرة عظمى في مجرتنا عام 1604 رغم أن العديد منها شوهد في أنظمة أخرى، وفي عام 1987 أومضت مستعرة عظمى في  سحابة ماجلان العظمى وحيث أن هذه السحابة تابعة لمجرتنا، فهي تبعد عنا 170 ألف سنة ضوئية، فقد تعد هذه المستعرة العظمى على أعتابنا، وما زالت تمدنا بكثير من المعلومات القيمة.

ويمكن معايرة القدر النجمي لنجم متغير عن طريق مقارنته بالنجوم القريبة التي لا تتغير، وهنا يكمن دور هواة الفلك بالصبر والتجربة في إنجاز مثل هذا العمل القيم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى