علوم الأرض والجيولوجيا

المياه الجوفية النائية

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

جعلت الأنظمة الحديثة في الحفر والضخ والتوزيع من الممكن استخراج المياه في مناطق صحراوية نائية من أعماق تصل حتى 500 متر (1600 قدم).

وبمجرد استخراجها من باطن الأرض يمكن توزيع المياه على مناطق واسعة وفقاً للبرامج والجداول التي تلبي متطلبات الري لطيف واسع من المحاصيل.

والتقنية الرئيسية التي طورت بصورة حديثة نسبياً من أجل استغلال المياه الجوفية في الزراعة هي البنية المحورية المركزية (Centre – Pivot Structure).

ويتم في هذه الطريقة نقل المياه تحت الضغط من المصدر الرئيس بوساطة مضخة كهربائية. ومن ثم تتدفق المياه فوق جسر متحرك يلتف حول المصدر ويوزع الماء فوق المحاصيل. ويتم تنظيم سرعة دوران المعدات حسب الضرورة من أجل تحديد مرات توزيع المياه.

 

وتتمثل حصيلة هذا النظام في دائرة دراماتيكية للنبات في بحر من الرمال. والميزة الرئيسة لهذا النظام أيضاً أن بالإمكان تشغيله فوق أرض غير مستوية تماماً، وهذا يعني أن التكلفة العالية من أجل تسوية الأرض يمكن تجنبها.

ومن ناحية اخرى، تبين في الولايات المتحدة – حيث يستخدم هذا النظام على نطاق واسع في الري التكميلي في الجنوب الغربي الجاف وفي بعض الولايات الجبلية الجافة – أن الإنبات وظروف النمو الأفضل تتحقق عندما يتم تنفيذ عمليات تسوية تحضيرية.

غير أن المشكلة الرئيسة تتمثل في أن المياه على السطوح غير النظامية تميل الى التجمع في الأغوار وتجف من أجزاء أعلى، وبذلك فهي تفضي الى وصول غير متوازن للمياه والى تباين في تنمية المحاصيل.

 

تطبيق النظريات:  في عام 1971 تم ابلاغ المسؤولين في ليبيا أن المياه الجوفية عالية الجودة في حوض «كوفره» سوف تمكن من انتاج الحنطة (القمح) بغية مساعدة البلاد على التمتع بإكتفاء ذاتي في هذا المحصول الأساسي.

ولكن لسوء الحظ لم يكن مشروع القمح ناجحاً وبحلول منتصف السبعينات من القرن الماضي تقرر أن خطة للمواشي في مساحة تبلغ 10,000 هكتار (25,000 أكر) تعتمد على انتاج نبات الفصة (Alfalfa) سوف تمثل استراتيجية أفضل.

وعلى أي حال، برزت صعوبات ليس بسبب قلة توافر المياه أو عدم كفاية التربة، بل من خلال التأثيرات الضارة للريح الجافة الحارة على النباتات والمواشي، وفي نهاية الأمر وبسبب صحة الغنم لم يكن بالإمكان الحفاظ على القطعان بصورة كافية.

وفي ليبيا أيضاً، جرت محاولة أكبر لخطة تشمل حوالي 50,000 هكتار (125,000 أكر (Acres), في حوض «السرير (Sarir Basin)» لسحب مورد آخر من المياه الجوفية القديمة.

 

ومن جديد واجه المشروع مشاكل لم تكن الإجتماعية الأقل بينها. وقد دفعت الصعوبات التنظيمية والفنية الحكومة الليبية الى التحول الى استراتيجية تمديد أنابيب مياه من الخزان الجوفي الجنوبي الى الساحل حيث كان مستخدمو المياه يفضلون العيش.

الإستخدام الأوسع للنظام المحوري – المركزي خارج الولايات المتحدة كان في المملكة العربية السعودية. وحققت الرغبة في بلوغ اكتفاء ذاتي غذائي اضافة الى توافر رأسمال لاحدود له من عائدات النفط وسياسة حكومية من أجل استغلال المياه الجوفية في منطقة العاصمة الرياض.

وتم تطوير مئات الآلاف من الهكتارات من أجل الزراعة المرويّة (Irrigated Farming). وبحلول عام 1990 كانت المملكة العربية السعودية تنتج نسبة كبيرة من متطلبات الأعلاف الحيوانية في البلاد كما أصبحت، وبشكل مذهل الى حد ما، مصدرة للقمح ولعدد من المنتجات الزراعية الاخرى.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى