علوم الأرض والجيولوجيا

المواقع الصالحة لإنشاء وحدات معالجة مياه الصرف الصحي في مدينة اللاذقية

1996 المصبات البحرية لمياه الصرف الصحي

أ.د عادل رفقي عوض

KFAS

إنشاء وحدات معالجة مياه الصرف الصحي في مدينة اللاذقية علوم الأرض والجيولوجيا

محطة ضخ لمياه المجاري دون محطة معالجة

برغم كل المعطيات العلمية التي تم شرحها فإنه الإدارات المعنية لا تزال تركز على معالجة واقع محطة ضخ مياه المجاري لتهيئة الظروف الملائمة لتشغيل هذه المحطة لتسوق مياه المجاري الملوثة للمدينة من موقع دمسرخو إلى وادي جهنم ومن ثم تسوقها مياه نهر العرب عبر الوادي إلى مياه الشاطئ الساحلي الشمالي من جديد وهذا الإجراء لا يحل المشكلة بشكل جيد.

ذلك أن النية كانت تهمل ضرورة إقامة محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي قبل التخلص منها وهذا يعني بالنتيجة نقل المرض وتصدير الملوثات من موقع ما على الشاطئ إلى موقع آخر ليس بعيدا عنه بالنتيجة.

وتتكفل التيارات البحرية بتعميم الملوثات على الشريط الساحلي للمدينة التي تشهد صحوة بيئية غير مستغربة إزاء الاهتمام العالمي الضاغط باتجاه قضايا البيئة ومشكلاتها.

 

 معالجة مياه الصرف الصحي

لدى استقرار المعطيات العمرانية والطبوغرافية فإنه يمكننا تحديد المواقع التالية كأماكن صالحة لإنشاء وحدات الصرف الصحي (الشكل رقم 5) في مدينة اللاذقية:

في الشمال: 

1- الجوار

2- الروج 

في الجنوب:  

3- العائدون

4-البصة

 

ويمكن إلقاء نظرة عامة على المواقع المختلفة ودرجة المعالجة الخاصة بكل منها من خلال الجدول رقم (3-9) الذي يفاضل بين درجات معالجة مياه الصرف في مدينة اللاذقية بالعلاقة مع موقع وحدة المعالجة ومصبات التصريف (بحر – نهر).

 

ومن الضروري الإشارة إلى أنه طالما كان النهر الكبير الشمالي الموجود في اللاذقية يوفر المياه الكافية واللازمة لسقاية المزروعات وحتى أنه يمكن استخدام مياهه للأغراض الصناعية أيضا، فإنه من غير المنطقي أن نعيد استخدام المياه المعالجة للأغراض الزراعية أو الصناعية.

ويوضح الجدول أن صب المياه المعالجة في البحر في موقع المروج يمكن أن يتم عند نقطتين هما:

– موقع (الخضر) وتكون قناة الصب في البحر قصيرة إلا أنه بحالة المعالجة غير الكافية فإنه يخشى من تلوث شواطئ السباحة ذلك أنه خلال فترة الصيف يلاحظ هبوب تيارات الرياح الجنوبية مما يقود مياه الصرف الصحي من جديد إلى السواحل (الخلجان).

– موقع رأس ابن هانئ وهنا من الضروري أن تكون قناة الصب في البحر طويلة لأنها تضمن إذا لم تكن المعالجة كافية حماية شواطئ السباحة بشكل أفضل.

 

ويمكن أن نعتمد نظام المعالجة الميكانيكية – البيولوجية (بشكل كامل أو جزئي بيولوجيا) لمياه الصرف الصحي، ودرجة المعالجة هذه تحدد طول المصب البحري، وهذا يعني أنه كلما كانت استطاعة وحدة المعالجة أفضل كان بالإمكان تقصير طول المصب البحري.

إن تحديد طول المصب البحري وعمقه سواء في موقع المروج أو العائدين يقتضي معرفة ميكانيك وديناميكية التيارات البحرية ودرجة الحرارة ونسبة الملوحة والمعطيات الطبوغرافية وخواص الطبقات الأرضية البحرية وبيولوجية البحر الأبيض المتوسط.

وتبدو ضرورة الأخذ بهذه المعطيات خصوصا إذا علمنا أن أرضية البحر في المواقع المجاورة للسواحل العربية السورية هي بشكل عام ذات ميول حادة وبشكل مفاجئ في كثير من الأحيان بحيث يسهل الانتقال من أعماق صغيرة إلى أعماق كبيرة مباشرة ودون تدرج. وهذا يعني بالضرورة طولا أقصر لأنبوب المصب البحري في البحر الأبيض المتوسط بشكل خاص.

وإذا افترضنا أن ما درسناه سابقا على البحار بشكل عام يصح بالنسبة للبحر الأبيض المتوسط فإن ذلك يعني أن العمق المحدد يلعب دورا في تخفيف تركيز مياه المجاري حتى العامل 10 3 من خلال فعاليات المجالات الديناميكية الخاصة بالتيارات البحرية، وقد يكون هذا الرقم بالنسبة للبحر الأبيض المتوسط أقل بسبب مواصفات تيارات البحر الأبيض المتوسط الداخلية منها والخارجية.

 

وكما أثبتنا سابقا فإن هذه النسبة لا تكفي لتحديد درجة الجودة المطلوبة لشواطئ مدينة اللاذقية التي تستخدم لأغراض السباحة مما يقتضي الأمر تحديدا لطول المصب بحيث يكون الزمن اللازم لانخفاض التركيز الأصلي حتى 10% من خلال عمليات الهضم والتحلل البيولوجي للبحر الأبيض المتوسط.

وهذا المجال الزمني يمكن تحديده بتجارب ميدانية مبسطة تعتمد نماذج مشابهة لطبيعة الملوثات كالكرات الصغيرة مثلا والتي تترك في أبعاد مختلفة لنراقب بعد ذلك تحركاتاها في البحر.

ويبقى ضمان جودة الشواطئ الساحلية في اللاذقية بالشكل الأمثل مرتبطاً بتطبيق ما ذكرناه سابقا من ملاحظات وخاصة تحقيق تنفيذ وبناء منشآت المصب البحري بشكل بالغ الدقة ونتيجة دراسة متكاملة. وفي حال العجز عن تنفيذ مثل هذه المصبات البحرية بالشكل الذي حددناه في أحد موقعي المروج والعائدين وأردنا اعتماد نظام المصبات الداخلية (نهر – بحيرة – لري المزروعات) فالجدول رقم (3-9) يعرض حلين بديلين، باختيار أحد موقعي البصة والجوار، ففي البصة يجب اعتماد المعالجة الميكانيكية – البيولوجية التي يليها معالجة متقدمة لأن مياه الصرف المعالجة ستصب في النهر الكبير الشمالي الذي يستخدم أيضا لاغراض السياحة كالسباحة مثلا.

 

أما في موقع الجوار فيجب اعتماد نظام المعالجة الميكانيكية – البيولوجية وقد يليها معالجة متقدمة في حال الرغبة باستخدام مياه الصرف المعالجة لأغراض الزراعة كون الموقع تحيطه الأراضي الزراعية الواسعة.

وبذلك يكون الموقع المذكور هو الموقع الأمثل لانشاء وحدة معالجة مياه صرف صحي لمدينة اللاذقية. وقد توصلنا إلى هذه النتيجة الهامة من خلال دراسة تقويميه تفصيلية لاختيار المواقع ونوعية المعالجة مراعين المعطيات الخاصة باقتصاد المياه، ومعطيات التوسع العمراني والسياحي للمدينة – ويمكن العودة إلى تفاضيل هذه الدراسة في المرجح (23).

وبالنتيجة يبقى اختيار تصريف مياه المجاري عن طريق مصب بحري يمكن أن يقام في أحد موقعي المروج أو العائدين، او اختيار التصريف الداخلي (نهر – بحيرة – للأغراض الزراعية) في أحد موقعي البصة أو الجوار خاضعا بالدرجة الأولى للاعتبارات الاقتصادية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى