الفنون والآداب

“المقدمة”: التعيين الأول لتنمية مهارات التعبير الإبداعي

1995 تنمية مهارات التعبير الإبداعي

الدكتور عبدالله عبدالرحمن الكندري

KFAS

المقدمة : التعيين الأول لتنمية مهارات التعبير الإبداعي الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

1- تعريف المقدمة :  هي فقرة أو فقرات تأتي أولا في الموضوع ، لها علاقة به وتمهد له بصورة مختصرة مثيرة مشوقة ، تحفز القارئ على قراءتها .

 

2- أهمية المقدمة :  تعد المقدمة من أهم أجزاء الموضوع ، حيث تعرض بها الجوانب الرئيسية للموضوع ، أو المجال الذي سيتناوله في صورة مجملة ، والتي تعاد مرة أخرى بصورة أوضح في عرض الموضوع . 

وهي تقدم الانطباع العام الذي كتب على أساسه الموضوع ، وبذلك تقود القارئ إلى توقع أشياء معينة.

وتعد المقدمة بمثابة اختبار للكاتب ، فمن يستطع أن يكتب مقدمة جيدة ، فإن كتابة بقية الموضوع تسهل عليه .

 

3- أبعاد المقدمة وخصائصها :  هناك بعدان أساسيان في المقدمة ، هما :

أ- أن تكون مختصرة .

ب- أن تكون مثيرة .

 

يجب أن تكون المقدمة مختصرة قدرة المستطاع ، فلا تكون في حجم الفقرات بحيث تطغى على حجم الموضوع نفسه ، وأن تكون ، مع اختصارها وثيقة الصلة بالموضوع نفسه ممهدة له ، وتكون دائما في مطلعه .  وبالنسبة لمقدمة موضوع التعبير ، فإنه يمكننا القول بأن فقرة واحدة كافية لكتابة المقدمة.

ويجب أن تكون المقدمة كذلك مثيرة وجذابة ، تتهيئ القارئ وتستثيره لقراءة الموضوع ، لأن القراء غالبا ما يحكمون على جزء من الكتابة بعد قراءة الفقرة الأولى ، لذا وجب أن تثير المقدمة الاهتمام وتنبئ بطريقة عامة عما يعنيه الموضوع .

 

وطرق جلب الانتباه كثيرة منها :

1– عرض عام .

2- تفاصيل مهمة وفعالة .

3- حكاية أو قصة شائقة أو نادرة .

4- القصة القصيرة .

5- الاستشهاد بعبارة مقتبسة (نقل كلام من شخص أو كتاب) .

 

وتعد الطريقة الأولى (العرض العام) أحسن الطرق ، وذلك لأنها تلائم أي نوع من الموضوعات ، سواء كان موضوعا وصفيا أم قصصيا أم غيرهما .  لذلك سوف نتكلم عن هذه الطريقة في إيجاز واختصار، ونضرب مثالا على ذلك .

يجب أن يكون هناك عرض عام في الفقرة الأولى ، التي تشكل مطلع المقدمة ، ثم تدعم الجمل التالية هذا الغرض ، فتزود القارئ ببعض التفاصيل المشوقة التي تدفعه إلى متابعة القراءة ،   وبذا يمكن أن يستنتج القارئ بصورة عامة ماذا وراء هذه المقدمة .

 

أما المثال ، فهو : "سيارتي الجديدة".

توجد ملايين السيارات في العالم ، وتعد السيارة وسيلة مشهورة للتنقل من مكان إلى آخر ، ليس فقط في شوارع البلد الواحد ، بل أيضا في السفر إلى بلدان أخرى .

وفي الكويت يستطيع المرء أن يشاهد الآلاف من الناس يركبون سياراتهم متجهين للعلم في الصباح ، وأنا واحد من هؤلاء الذين يملكون سيارة ، وعلى الرغم من أن أناسا كثيرين ملكوا السيارات قبلي ، فإنني لن أنسى فرحة الحصول على سيارة جديدة خاصة بي .

هنا نجد أن المقدمة تبدأ بعرض عام عن السيارات ، فلو أن الموضوع كان بغير عنوان فإن القارئ يستطيع أن يخمن ما الذي ينوي الباحث الكتابة فيه .  وفي الجملتين الثانية والثالثة نجد دعما للعرض ر العام الذي كان في الجملة الأولى.

 

وتصريحا بشكل أوضح ، وفي الجملة الرابعة نجد تدعيما للفكرة الأساسية في الموضوع مع تطويرها لتخص الكاتب بشكل أكثر.

أما الجملة الخامسة والأخيرة من الفقرة فنجد أن هناك نقلة عن الكلام الأصلي ، حيث يقول : وعلى الرغم من أن أناسا كثيرين ملكوا السيارات قبلي ، إلا أنني لن أنسى فرحة الحصول على سيارة جديدة خاصة بي .

في إيجاز يمكن أن نقول : إن الجملة الأولى تجعل القارئ يظن أن الموضوع عن السيارات ، والجملتان الثانية والثالثة تؤكدان له هذا الظن والجملة الرابعة والأخيرة تجعله متأكدا تماما بأن الموضوع عن سيارة الكاتب الجديدة .

 

والخلاصة أن مقدمة التعبير تبدأ بعرض أو تصريح عن الموضوع ، وذلك في الجملة الأولى ، أما الجملتان الثانية والثالثة معا فتدعمان التصريح العام وتجعلانه أكثر وضوحا ، وأما الجملة الرابعة والأخيرة فتوضح شكل الحديث الذي يستخدم في تقديم التعبير ، وتحدده .

وبالنسبة لعدد الجمل المستخدمة في المقدمة ، فإنها تختلف باختلاف طول الموضوع وقصره ، وفي كتابة موضوع من عشرين سطرا فإن خمسة أسطر كافية للمقدمة .

 

4- التقويم :

إعطاء بعض التدريبات التحريرية ، مثل :

1- كتابة مقدمة لموضوع معين ، يتم تحديد عنوانه .

2- استخدام السبورة لكتابة مقدمة لحدث تاريخي مشهور ، ومناقشة التلاميذ في جودة هذه المقدمة وتصحيحها .

3- كتابة مقدمة لأحداث مسرحية فكاهية ، شاهدها التلاميذ .

4- يتم تقسيم الفصل لمجموعتين ، كل مجموعة تختار موضوعا معينا تكتب مقدمة له ، وبعد ذلك يتم تبادل الأوراق ، حيث تذكر كل مجموعة أخطاء المجموعة الأخرى ، وتصححها .

5- واجب منزلي ، ضع مقدمة للموضوع التالي :

 

"حكاية خالد بن عبدالله القسري مع الشاب السارق"

ومما يحكى أن خالد عبدالله القسري ، كان أمير البصرة ، فجاء إليه جماعة متعلقون بشاب ذي جمال باهر ، وأدب ظاهر ، وعقل وافر ، وهو حسن الصورة ، طيب الرائحة ، وعليه سكينة ووقار .  فقدموه إلى خالد ، فسألهم عن قصته ، فقالوا : هذا اللص أصبناه البارحة في منزلنا .

هذه هي المقدمة ، وبعدها يبدأ الموضوع :

فنظر إليه خالد ، فأعجبه حسن هيئته ونظافته ، فقال : خلوا عنه ، ثم دنا منه ، وسأله عن قصته ، فقال : إن القوم صادقون فيما قالوه ، والأمر على ما ذكروا ، فقال له خالد: ما حملك على ذلك وأنت في هيئة جميلة ، وصورة حسنة ؟

قال : حملني على ذلك الطمع في الدنيا ، وقضاء الله سبحانه وتعالى .  فقال له خالد : ثكلتك أمك !! أما كان لك في جمال وجهك وكمال عقل وحسن أدبك زاجر ، يزجرك عن السرقة ؟ قال : دع عنك هذا أيها الأمير ، إلى ما أمر الله به ، فذلك مما كسبت يداي ، وما الله بظلام للعبيد .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى