البيولوجيا وعلوم الحياة

المعاني الجزئية التي تدركها عملية الإبصار حول “وضع المبصر”

2009 البصائر في علم المناظر

كمال الدين الفارسي

KFAS

المعاني الجزيئة التي تدركها عملية الإبصار حول وضع المبصر البيولوجيا وعلوم الحياة

وأما الوضع: الذي يدركه البصر فهو ثلاثة أقسام: 

– الأول: وضع جُملة المُبصر أو جزئه عند البصر، (وهذا هو المقابلة.

– والثاني: وضع سطح المبصر عند البصر)، أعني عند خطوط الشعاع وكذا أوضاع نهايات سطح المبصر، وأوضاع الخطوط التي تكون في سطحه والمسافات التي بين كل نقطتين يُدْركْهما البصر معاً، وهذا هو المواجهة والميل.

– والثالث: أوضاع أجزاء المُبصر بعضها عن بعضٍ، وأوضاع نهايات سطحه بعضها عند بعض، وهذا هو الترتيب، ومن ذلك اوضاع المبصرات المتفرقة بعضها عن بعضٍ).

 

(فأما وضع المُبصَر الذي هو المقابلة للبصر فإنما يتقوّم من البُعد بما هو بُعْدٌ، ومن الجهة التي فيها المُبصر بالقياس إلى البصر.

فأما البُعد فقد مر كيفية إدراكه، وأما الجهة فإن الحاس يدركها بحسب الفطرة  ويميز بينها، وإن لم يكن فيها مُبصَرٌ، فإذا كان البصر محاذياً لجهة فيها مُبصرة وأبصره، ثم أعرض عن تلك الجهة بطل الإبصار، فإذا عاد إلى محاذاة تلك الجهة عاد ذلك الإبصار.

فمن محاذاة البصر للجهة التي فيها المبصر حال الإبصار تيقنت المميزة جهة المُبصر، وقد مرّ أيضاً أن البصر متخصص بقبول الصور من سموت الشعاع فإذا حصلت الصورة في البصر فإن الحاس يحس بالصورة.

 

وبالجزء من البصر الذي فيه حصلت الصورة، وبالسمت الذي فيه تمتد الصورة إلى الجليدية، فالمميزة تدرك جهة المبصر من السمت الذي فيه تمتد صورته إلى الجليدية،

ويظهر ذلك في المسموعات، إن الحاس يدرك الصوت والجهة التي منها يرد الصوت، ويفرِّق بين الصوت الوارد المتيامن والمتياسر وغير ذلك فرقاً الطف مما ذكر).

 

(ومما يظهر به ظهوراً بيِّناً أنَّ الحاس يدرك السموت التي عنها ينفعل البصر ما يدرك بالانعكاس، فإنّ المدرك بالانعكاس (يدركه في مقابلته، وليس هذا هو مقابلاً له).

وإنما صورته تصل إلى البصر على خطوط الشُّعاع فيظن أنَّه عند أطراف تلك الخطوط، لأنه ليس يدرك شيئاً من المألوفة المدركة دائماً إلا التي عند أطراف تلك الخطوط، وكذلك المدرك بالانعطاف.

فعلى  هذه الصفة يكون إدراك المبصر في موضعه، فإذا كان بُعد المبصر معتدلاً متيقن المقدار كان موضع المبصر المدرك موضعه الحقيقي، وإن لم يكن البُعد متيقناً كانت المقابلة متيقنة والموضع مظنوناً.

 

– وأما القسم الثاني: فليعلم أن سطوح المبصرات المستوية قد يكون السهم عموداً عليها انفسهم وهي المواجهة، وقد لا تكون، وهي المائلة، وكذلك نهايات السطوح المستقيمة والخطوط المستقيمة التي تكون في المبصرات).

والمسافات بين النقط المبصرة قد تكون مقاطعة لخطوط الشعاع وقد تكون مسامته، والمقاطعة قد يكون السهم عموداً عليها أنفسها وهي المواجهة.

وقد لا يكون، وهي المائلة، فإذا أدرك البصر سطح المبصر وأدرك ابعاد أطرافه، وأحس بتساوي ابعاد أطراف السطح أو تساوي أبعاد أكثر من موضعين متساوية البُعد عن الموضع الذي تحدق إليه من السطح أدرك السطح مواجهاً،وإذا لم يجد ذلك أدركه مائلاً بالإضافة إليه.

وكذلك إذا أدرك خطاً وأحسن بتساوي بُعدي طرفيه أو تساوي بُعدي نقطتين منه متساويتي البُعد عن محل التحديق سواء كانت النقطتان كلتاهما في نفس الخط أو أحداهما فيه، والاخرى خارجة عنه، وهذا التساوي والاختلاف يدركهما الحاس بالحدس في الأكثر وبالأمارات .

 

(وإذا كان السطح أو الخط مواجهاً بجملته فإنَّ كل جزء منه على انفراد لا يكون مواجهاً، بل لا يواجه من أجزائه إلا الجزء الذي عليه السهم حالة المواجهة، ثم إذا تحرك سهم الشُّعاع على السطح أو الخط المواجهْين.

فإن كلَّ جزء يمرُّ به يكون مائلاً عليه، وإذا كانت النقطة – أعني موقع السهم – في وسط السطح أو الخط، كان في غاية المواجهة وإلا فلا، وكلما كانت أقرب إلى الوسط كانا/ أشدّ مواجهة.

فأما الخطوط المسامته لخطوط الشعاع فإن البصر يدرك أوضاعها من إدراك مقابلاتها، فإذا أدرك أطراف تلك الخطوط التي تلي البصر أدرك وضعها وامتدادها في جهة المقابلة إذا تقدم معرفته بكونها خطاً وإلا فيدركها نقطة). 

والسطوح والخطوط المائلة منها ما هي مفرطة الميل، ومنها غيرها، وتكون المفرطة الميل أبين إدراكاً من غيرها، فأما اليسيرة الميل فإن كانت أبعاد أطرافها مما يتحقق فيتحقق ميلها وإلا فالغالب أنه لا يتحقق.

 

– وأما القسم الثالث: فإدراكه من إدراك مواضع صورها من البصر وإدراك كمية أبعادها من البصر.

فمن الأول يعرف المتيامن والمتياسر والمتعالي والمتسافل.

ومن الثاني المتقدم والمتأخر، ويتطرق الارتياب إلى الثاني دون الاول للارتياب في البعد إلا أن يدرك بالمعرفة، ولذلك يدرك الجسم المحدب كالكواكب، أو المقعر من بعيد مسطحاً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى