البيولوجيا وعلوم الحياة

المصادر المأخوذة منها مادة “الكورار” السامة ومدى تأثيرها على الإنسان

2002 في رحاب الكيمياء

الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي

KFAS

مادة الكورار السامة البيولوجيا وعلوم الحياة

كان توفير الطعام يقف على قمة أولويات الإنسان البدائي منذ القدم ، وقد استخدم السهام السامة في عمليات الصيد لتوفير غذائه . 

وانتشر استخدام هذه السهام في أمريكا الجنوبية ، حسبما سجله المكتشفون الأوائل في القرن السادس عشر إذ وجدوا أن الهنود في البرازيل وبيرو والأكوادور وكولومبيا كانوا يستخدمون سهاماً غمست رؤوسها في "الكورار" وهي مادة سامة مستخلصة من بعض أنواع النباتات . 

وقد روى الكثير من المستكشفين كيف كان الهنود يستخدمون هذه السهام في الدفاع عن أنفسهم وانها ما تكاد تصيب أحد الغزاة حتى تودي بحياته . 

وكان من بين أنواع "الكورار" المستخدم في هذه السهام ما يودي فقط إلى شل حركة الحيوان وبذلك يمكن الإمساك به حياً .

 

كانت الآلية التي يؤثر بها هذا السم مجهولة تماماً حتى بدأ شارلز واثرتون تجاربه في العشرينيات من القرن التاسع عشر ، والتي توصل على أثرها إلى أن هذا السم يؤدي إلى الاختناق ، وذلك من خلال إيقاف وصول النبضات العصبية إلى العضلات مما يفقد هذه العضلات القدرة على الحركة ويؤدي إلى الوفاة نتيجة توقف القدرة على التنفس بسبب فقدان عضلات الصدر والبطن القدرة على الحركة . 

وقد تمكن الباحثون من فصل المكون الفعال في مادة الكورار وهي "توبوكيوراين" وذلك عام  1935.  وأصبح من المعروف حالياً أن آلية تأثير هذه المادة تعتمد على قدرتها على الارتباط بالمستقبلات العصبية في العضلات مما يمنع وصول الأسيتيل كولين وهذا يؤدي بدوره إلى الشلل العضلي.

وتستخدم هذه المادة أحياناً في عمليات التخدير أثناء العملية الجراحية مما يقلل كميات المادة المخدرة المستخدمة في أثناء إجراء العملية . 

 

وتجدر الإشارة إلى أن مادة التوبوكيورارين لا يتم امتصاصها في الجهاز الهضمي للإنسان وبالتالي فإن بالإمكان أكل لحوم الحيوانات التي تم اصطيادها بهذه السهام السامة .

ولم تكن النباتات هي المصدر الوحيد لسموم السهام ، إذ وجد أن نوعاً ما من الضفادع الكولومبية تحتوي على سموم عصبية . 

وتفرز الضفادع هذه السموم حينما تعاني من التوتر ، لذا استغل الهنود هذه الخاصية واستخرجوا منها السموم بإدخال عود مدبب الراس من فمها ليخرج من أحد قدميها. 

 

وهنا تفرز الضفدع السم الذي يتجمع على العود المغروس في جسدها ، وتكون كمية هذا السم كافية لتحضير 50 سهماً قاتلاً .

وقد تمكن الباحثون من التعرف على واحد من أكثر سموم الضفدع فعالية وهو بتراكوتوكسين الذي يعدّ من أخطر أنواع السموم غير البروتينية . 

ويؤدي هذا السم إلى زيادة قدرة الخلايا العصبية على إنفاذ كلوريد الصوديوم مما يؤدي إلى انعدام الاستقطاب الكهربائي للخلية وبشكل غير معاكس وهذا في النهاية يؤدي إلى انعدام الاستقطاب الكهربائي للخلية وبشكل غير معاكس وهذا في النهاية يؤدي إلى توقف القلب عن العمل .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى