البيئة

المشكلات الجيولوجية للمدن الكبيرة

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

المشكلات الجيولوجية المدن الكبيرة البيئة علوم الأرض والجيولوجيا

تطورت ظاهرة المدن الكبيرة خلال القرن الحالي؛ فقبل بداية هذا القرن، لم يكن في العالم أية مدينة يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة.

وفي عام 1950، بلغ عدد المدن التي يزيد عدد سكانها على خمسة ملايين نسمة ست مدن. وتتوقع الأمم المتحدة أن عدد مثل هذه المدن سيصل إلى 50 مدينة مع حلول عام 2000.

وستقع المدن الأكثر نموا في السكان في البلدان النامية؛ وحينذاك سيعيش نصف عدد سكان الكرة الأرضية في مناطق حضرية كبيرة، وستغير الآثار الهائلة للأنشطة البشرية في هذه المدن البيئة الطبيعية، الأمر الذي سيؤدي إلى فجوة واسعة بين موارد الطبيعة والسكان.

بدأت السلطات في المدن تدرك أهمية تطبيق مبادئ علم الجيولوجيا لمعالجة مشكلات التحضر، من مثل التخلص من النفايات والبناء على الأراضي المنحدرة غير المستقرة.

وتعاني مدن مثل كاراكاس الانزلاقات والانهيارات الضخمة جراء البناء المكثف على المناطق المنحدرة غير المستقرة. واستطاعت مدن أخرى مثل هونغ كونج تقليص الأخطار الجيولوجية إلى حد كبير من خلال مواصفات وممارسات سليمة في البناء على المنحدرات القوية والمتآكلة.

 

ويعتبر تخلص السكان بشكل آمن من النفايات المنزلية والمخلفات الصناعية مشكلة كبيرة في جميع أنحاء العالم بسبب نقص الأمكنة غير المستعملة والتي تصلح كمرمى للنفايات دون تلوث التربة أو المياه المحيطة بها.

وتعتبر جاكرتا ومكسيكو وسان باولو أمثلة على المدن التي تتعرض فيها مصادرها مياه الشرب لأخطار التلوث من المخلفات الصناعية والمنزلية.

توسع عدد كبير من المدن بسرعة مطردة، حتى إن الرمل والحصى والمواد الأخرى اللازمة للبناء تنقل من أمكنة بعيدة جراء زحف المدن فوق موارد هذا المواد التي كانت قريبة منها.

وقد يؤدي استنزاف المياه الجوفية نتيجة الضخ المكثف إلى هبوط مستوى الأرض، الأمر الذي يعرض الأرض، إلى أخطار الفيضانات في مدن ساحلية مثل شانكهاي وبانكوك (انظر الشكل 1).

 

ويمكن اتخاذ إجراءات على المستوى المحلي للتقليل من أخطار هذه المشكلات، كتنظيم ضخ المياه الجوفية وتعبئة المخلفات في أوعية مقفلة والكشف عن ظروف المناطق تحت السطحية بوساطة تقنيات جيوفيزيائية حديثة.

ولابد قبل اتخاذ أي إجراء من تحديد الأخطار المحتملة ومن ثم حصر جميع المعلومات الجيولوجية الواجب توفيرها وتنظيمها من أجل تعرّف الثغرات في هذه المعلومات. وفي هذه المرحلة تحدد الخبرات اللازمة للقيام بهذه المهمات ومن ثم تعبأ لمواجهة الأخطار.

وعند البدء بتنفيذ الإجراءات التصحيحية، لابد من توافر التعاون بين جميع المعنيين من متخذي القرار في إدارة المدن والمهندسين والجيولوجيين من أجل تنسيق جهودهم في تحديد حجم المشكلة وتعرّف أسبابها، ومن ثم وضع الحلول المناسبة إذ ليس من السهولة بمكان، على سبيل المثال، السيطرة على أحوال يسمح فيها للأفراد بحفر بئر أينما شاؤوا وأن يضخوا المياه بوتيرة وكميات متجاهلين حاجات الآخرين في المنطقة نفسها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى