العلوم الإنسانية والإجتماعية

الفئات الغير مشاركة في دراسة شبكة “الحصيرة”

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة

هناك العديد من المنظمات والمجتمعات المحلية المشاركة في حركة الذرة التي لم تنخرط مباشرة في شبكة «الحصيرة» (Petate)، مثل منظمة السلام الأخضر المكسيكية، ومجموعة الدراسات البيئية، والاتحاد الوطني لمنظمات المزارعين الإقليمين المستقلة، والتي وصفنا كلّاً منها في الفصل السابق، علاوةً على العديد من المنظمات البيئية والفلاحية الأخرى، التي واصلت تطلّعها إلى الحكومة الوطنية كهدف.

وقد وقّعت هذه المنظمات عرائض، ونظمت احتجاجات تدين دعم الحكومة للذرة المهندسة وراثياً، ودعو إلى رؤى بديلة للمستقبل الزراعي في المكسيك.

كانت بعض المنظّمات المناصرة، وبشكل خاص منظمة السلام الأخضر المكسيكية ومجموعة الدراسات البيئية، قد تمكّنت من الوصول إلى صُنّاع القرار والنخبة البيروقراطية العاملة في الهيئات الناظمة، بما في ذلك علميي الدولة.

فعلى سبيل المثال، في عام 2005م، كان نشطاء في المنظمتين ولسنة كاملة، من المشاركين العاديين في الاجتماعات الشهرية التي هدفت إلى بناء قُدرات داخل أجهزة الدولة لتنفيذ قانون السلامة البيئية الخاص بالكائنات المحورة وراثياً.

وعلى الرغم من الانتقاد الشديد للقواعد الناظمة الجديدة للمحاصيل المهندسة وراثياً من قبل نشطاء المنظمتين، وغضبهم على الحكومة لتعزيزها التكنولوجيا الحيوية، إلا أنهم واصلوا رؤية بالضغط السياسي والمشاركة، باعتبارهما وسيلتين فاعلتين، وضرورتين لازمتين لتحقيق التغيير الاجتماعي.

وبيما أُناقش المزيد أدناه، بالنسبة لأولئك الذين هم في شبكة «الحصيرة» (Petate)، عجّلت التجربة التي قادها النشطاء للمراقبة البيئية في نقد السلطة العلمية، وتم وضع صياغة جديدة مفصلة لمعنى أن تكون لك المصداقية.

 

بهذا المعنى نأت شبكة «الحصيرة» (Petate) بنفسها عن سياسة المعرفة للمجموعات المدافعة عن البيئة، التي تميل إلى الاعتماد على العلم، وإلى المشاركة في المناقشات العلمية السائدة. فليس مستغرباً أن يكون لدى المنظّمات، القادرة على الوصول إلى نخب الدولة وإلى العملية السياسية المؤسساتية، الميل إلى السعي لتغيير السياسات بواسطة الحجج العلمية، تماشياً مع العلمائية السياسية.

فعلى سبيل المثال، يعتبر العِلم ومصداقيته عنصرين أساسيين في نشاط منظمة السلام الأخضر المكسيكية، إلى جانب المناهج الأخرى، مثل الاحتجاجات التي تجلب الانتباه. فقد اعترف ناشطٌ من السلام الأخضر المكسيكية (Mexico City, October 26, 2005)، بأن المصداقية كانت مصدر قلق السلام الأخضر.

 ولهذا السبب نحن صارمون للغاية في التحليل وفي البحث عن المعلومات التي ننشرها، ونحن صارمون للغاية في هذا السياق، لأن لمنظمة السلام الأخضر رأس مالٍ. فالمنظمة قد بنت رأسمال من مصداقية، على المستوى الدولي لمدى أكثر من 32 إلى 33 عاماً، وهو شيءٌ نسعى للمحافظة عليه وتنميته.

وأضاف أنه بالنسبة لمنظمة السلام الأخضر، فإن المصداقية تعني في نفس الوقت التأكّد من المعلومات المستخدمة من حيث دقتها، وكذلك أيضاً «قول الحقيقة»، على عكس الجهات الفاعلة المناصرة للتكنولوجيا الحيوية التي «تقوم بإخفاء المعلومات، لأن لديها مصالح تجارية واقتصادية». وعلى هذا النحو، فإن إحدى استراتيجيات منظمة السلام الأخضر المكسيكية هي النشر الواسع للمعلومات العلمية الخاصة بتدفّق التحور الوراثي في الذرة، وانتقاد الحكومة عندما تُظهر أي تحيّز في قراراتها لصالح الشركات.

 

في المقابل، كان الناشطون في شبكة «الحصيرة» (Petate) يعملون على مسافة أبعد من مؤسسات الحكومة، مبرزين وجهة النظر تجاه العلم أكثر غموضاً. فقد أكد القائمون على الدراسة التي بادر بها النشطاء، أن هذه العملية البحثية وضعت المزارعين، لا العلميين ولا النشطاء المهنيين، في قلب الحركة. فمنتجو الذرة هم مركزيون في القضية، لا لكونهم ضحايا تلوث التحور الوراثي فحسب، بل أيضاً كنشطاء مشاركين في عمليات إنتاج المعرفة، بعض الأصوات البارزة في شبكة «الحصيرة» (Petate) انتقدت ممارسات العلم المؤسساتي لعدم تلبيتها احتياجات مجتمعات المزارعين. فعلى سبيل المثال، أحد نشطاء حقوق السكان الأصليين في ريف أواكساكا (Oaxaca, March 6, 2006) أوضح:

المشكلة مع العلميين هي أنهم يحتاجون لمعلومات مؤكدة للارتكاز عليها، ونحن أيضاً نعمل بطريقة مختلفة وما يهمنا هو التشارك في المعلومات التي تمكّن الناس من اتخاذ قرارات بصورة سريعة… هذه المعلومات لا تكون مفيدة إذا لم نعمّمها الآن.

فالدراسة المستقلة التي قادتها منظمة غير حكومية هي بالتالي مفضلة – إزاء الوتيرة البطيئة – على البحث العلمي الرسمي الذي يبدو عديم الفعالية. وفي هذه الحالة، فإن مبرّر القيام بإنجاز أبحاثهم الخاصة هو أن مجتمعات المزارعين قد تتعرّض للأذى بسبب التأخّر في عملية مراجعة الأنداد [للنتائج] ومقارنتها لنشرها رسمياً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى