البيولوجيا وعلوم الحياة

الطفيليات والمرض

2012 المكروبات

جون فارندون…[وآخ]

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيولوجيا وعلوم الحياة

أحياناً ما تكون العلاقة بين أحد الأولانيَّات وبين شريكه هي علاقة تطفُّلية: حيث يعيش الأولانيّ في أو على

الكائن الحي الذي يُعَد بمثابة العائل له (host) ويحيا على حساب هذا العائل. وتتطفَّل العديد من الأولانيَّات على النباتات، أو الحيوانات، أو حتى أنواع أخرى من الأولانيَّات. ولا يتسبَّب بعضها إلا في قدر ضئيل من الضرر أثناء استيلائه على الطعام

من ، والعيش في، الجهاز الهضمي لأحد الحيوانات. في حين يعيش البعض الآخر في داخل خلايا أو أنسجة العائل، ويمكن أن تتسبَّب هذه الأولانيَّات أحياناً في أمراض خطيرة.

لا يوجد سوى عدد قليل من الأولانيَّات التي تُسبِّب أمراضاً للبشر، لكن بعض هذه الأمراض يُعَد من بين الأسباب الرئيسية لوفاة البشر مثل الملاريا، الدُرَاق الطفيلي (مرض شاغاس ) (Chagas’ disease)، ومرض النوم. ومن بين الأولانيَّات الخطِرَة أيضاً هناك الأميبا التي تُسَبِّب مرض الزُحَار (dysentery) (وهو داء يصيب الأمعاء)، وأحد السوائط الذي يُطلَق عليه اسم المُشَعَّرَة الثُّلاَثِيَّة (Trichomonas) والذي يصيب الأعضاء التناسلية.

ظلت الملاريا أحد الأمراض البشرية على مدى آلاف السنين. واسم «الملاريا» مُشتَق من الكلمة اللاتينية التي تعني «الهواء السيء». وقد اعتقد الأشخاص في

الماضي أن الهواء الفاسد (foul air) في الأماكن المنخفضة التي تكثر فيها المستنقعات والتي يكوّن فيها مرض الملاريا أكثر شيوعاً منه في أي مكان آخر هو السبب وراء الإصابة بمرض الملاريا . ولكن في الواقع كان الذباب الذي يتكاثر في هذه المستنقعات هو المسؤول عن نقل المرض إلى البشر. وقد أثبت الباحثون الطبيون هذا الأمر أخيراً عام 1898.

ولا يزال الملاريا المَرَض المُعْدِي الأكثر خطورة في العالم، حيث يقتل ما يزيد

عن مليونيّ شخص كل عام في المناطق الاستوائية، العديد منهم لا يزالون أطفالاً. ويُطلَق على طُفَيلِيّ الملاريا اسم المُتَصَوِّرَة. ويتمتَّع هذا الطفيل بدورة حياة مُعَقَّدة ؛

حيث يتكاثر طفيلي المُتَصَوِّرَة جنسياً في داخل أنسجة نوع معين من البعوض، ثم يتم نقله إلى البشر عندما تقوم البعوضة بتناول وجبتها من الدم. وما أن تدخل جسم الإنسان حتى تشرع المُتَصَوِّرَة في التكاثر عبر الانقسام داخل خلايا الكبد والدم. وتتمثَّل أعراض الملاريا في الحُمَّى الشديدة والرعشة،

والتي غالباً ما تتكرَّر مرة أخرى.

ويُسبِّب مَرَض النوم الأفريقي – أو داء المِثْقبيَّات (trypanosomiasis) – مِثْقَبِيَّة تعيش في الأجزاء الاستوائية من أفريقيا. وتتمتَّع هي الأخرى بدورة حياة مُعَقَّدة تمُرّ بمراحل عديدة؛ حيث تعيش هذه المِثْقَبِيَّة داخل الثدييات مثل البقر، ويمكن نقلها إلى البشر عبر التعرُّض للعَضّ من قَبَل ذبابة التسي تسي (tsetse flies) المَاصة للدماء. ويتسَبَّب مرض النوم في الإصابة بنُعَاس وخمول لا يمكن السَيطرة عليه وغالباً ما يكون مُميتاً. بينما يتسبَّب طفيليّ مِثقبيّ آخر في الإصابة بمرض شاغاس (الدراق الطفيلي) في أمريكا الشمالية والجنوبية (انظر ص32).

ويحاول العلماء اكتشاف لقاحات للسيطرة على مرض الملاريا وعلى الأمراض المِثْقَبِيَّة، إلا أن هذه الأولانيَّات أثبتت مقاومتها لجميع اللقَاحَات إلى الآن. ويتناول الأشخاص الذين يزورون بلداناً يُمثِّل مرض الملاريا مشكلة فيها أدوية تقتل طفيليات الملاريا، إلا أن هذه الأدوية تضُرّ بصِحَّة الشخص في حالة ما إذا قام بتعاطيها لفترات طويلة ولهذا فإن سكان هذه البلاد لا يمكنهم تعاطي مثل هذه الأدوية. كما أن الطُفيليَّات قد قامت بتطوير مقاومة لها.


[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى