البيولوجيا وعلوم الحياة

السلطة الطبية الأبوية في معالجة الأشخاص المصابون بمرض عقلي والتعامل معهم

1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان

الدكتور يوسف يعقوب السلطان

KFAS

البيولوجيا وعلوم الحياة

يعتبر الاتجاه التقليدي لدى المعالجين لمساعدة من يعانون والذين يلتمسون المساعدة أحد مظاهر السلطة الأبوية العطوفة أو التي تحرص على المصلحة العامة للآخرين فهي من هذه الجهة تصنف كنموذج العلاقة بين الطفل ووالديه. 

فالأب يشعر بأنه على حق حينما يصف لطفله أعمالا تحد من حرياته لأن الطفل، بخلاف والديه، يعتبر شخصا ناقص الكفاية والقدرات على الحكم الصحيح والاختيار الذكي "ترومي Tormey وبرودي Brody، 1978".

ولا يقتصر هذا الاتجاه على الأطباء الغربيين المدربين تدريبا علميا والمزودين بتقنيات الطب الحيوي، بل إن المعالجين الشعبيين التقليديين والكهنة وغيرهم ممن يعالجون بالسحر والتعاويذ والممارسين المعاصرين الذين يعملون في خدمات العلاج البديلة.

 

وكذلك الأخصائيين النفسيين من غير الطبيين من الذين يعملون في مهنة الأمراض العقلية، كل منهم يزعم أن حكمه على الأمور أعلى وأجدر بالتصديق من حكم طالب المساعدة بسبب تدريبه المتخصص. 

وخبرته ومعرفته ببعض العلوم والطرق السرية مهما تكن خارجة وغير شرعية. ويزداد هذا الزعم قوة عند التعامل مع أشخاص يوصفون بأنهم مختلون عقليا. 

ويعني تشخيص المرض بأنه عقلي أن استقلالية الشخص وذاتيته معاقة أو غير سليمة كما تعني نقصا في القدرة على الحكم المعقول على الأشياء وأنه غير مسئول مسئولية كاملة عن أفعاله أوآرائه.

 

وحينما يدخل مثل هذا الشخص في علاقة نسقية مع طبيب امراض عقلية أو مؤسسة لعلاج الصحة النفسية "أو بمعنى آخر يصبح مريضا" فإن افتراض وجود خلل في العلاقات مع الآخرين يزداد قوة، فينظر إلى المريضة أو المريض على أنه قد تنازل عن بعض امتيازاته وقراراته التي يجب أن يتخذها وتركها في يد الطبيب المعالج، بما له من قدرة وتميز.

وتظهر هذه المسألة أيضا في علاقة الشخص الذي لا يعتبر مريضا عقليا، ولكن كمعوق، لأسباب عدة أهمها:

الإعاقة الشديدة عن النمو مع التخلف العقلي، والإصابة بتلف في المخ يعيقه عن الحكم على الامور وعن القدرة على حل المشاكل أو مرض ضمور المخ.

 

ومن خلال برنامج رائد تكونت لجان تطوعية تضم عددا من الأطباء؛ لوضع قرارات خاصة بالرعاية الطبية للعجزة المعاقين عقليا ممن ليس لهم أوصياء أو أسر ترعاهم. 

ولئن لم يكن الإجماع على قيمة هذه اللجنة إلا أن كلا من المدافعين عن المعقوين عقليا، ومقدمي الخدمات الطبية لهم قد فضلوا هذا التناول عن الإجراءات القضائية أو التشريعية "ساندرام Sundram، 1988".

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى