علوم الأرض والجيولوجيا

الخصائص الجغرافية لـ”قمة جبل إفرست”

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

قمة جبل إفرست خصائص قمة جبل إفرست علوم الأرض والجيولوجيا

توجد أعلى بقعة على وجه الأرض بقمة «جبل إفرست»، وسط جبال الهيمالايا، على الحدود بين «التبت» ومملكة نيبال.

وتقع هذه القمة العظمى على خط عرض 28 درجة شمالا، وعلى خط طول 87 درجة شرقا.

ويتكون الجبل من ثلاث حافات بارزة، تلتقي في قمتين، أعلاهما على ارتفاع 8848 مترا، وهي «إفرست»، أما الأخرى، فتسمى «القمة الجنوبية»، و يقل ارتفاعها عن إفرست مئة متر فقط.

 

ولكي نقدر عظم هذا الارتفاع، فإن طائرات الركاب النفاثة، تحلق حاليا على هذا العلو، في رحلاتها بين دول العالم.

وعند بداية أية رحلة تنبه المضيفة إلى احتمال نقص الأكسيجين داخل الطائرة، عند ذلك تتدلى كمامات الأكسيجين ليستنشق الركاب منها ما يعوضهم عن هذا النقص.

ونفهم من هذا أن نسبة الأكسيجين في الهواء على قمة إفرست تنقص كثيرا. والسبب هو أن وزن الهواء هناك يساوي نصف وزن الهواء عند سطح البحر.

 

وبناء على ذلك يقل الأكسيجين بالنسبة نفسها، فلا يأخذ الإنسان عند تنفسه ما يكفيه من هذا الغاز الحيوي عندما يصعد الجبال العالية، فيصاب بإعياء شديد يسمى «سقم الجبال».

كذلك يقل ضغط الهواء على قمة إفرست، فلا يسمع المرء كلام رفيقه إلا إذا رفع صوته كثيرا، لأن قلة كثافة الهواء، لا تساعد على توصيل موجات الصوت، كما تنخفض الحرارة بشكل ملحوظ.

وتشتد سرعة الريح، والعواصف الثلجية و لهذا كله تنعدم الحياة النباتية والحيوانية على قمة إفرست، فهي صحراء ثلجية موحشة.

 

وبسبب البرد الشديد، يغطي الجليد أعالي جبل إفرست، نتيحة سقوط الثلوج في فصل الصيف، عندما تهب رياح موسمية، محملة بالبخار من المحيط الهندي، فتسقط أمطارا وفيرة على جبال الهيمالايا، و لكنها تكون على شكل ثلوج بالمناطق العالية.

وتتراكم هذه الثلوج على قمة إفرست، وتخرج منها ألسنة هائلة من الجليد الصلب، تنهار منها كتل ضخمة، و تهبط على جوانبه.

وتظل هذه الكتل الجليدية تهبط، حتى تبلغ منسوبا ترتفع عنده درجة الحرارة فوق الصفر، فتنصهر، و تتحول إلى ماء يجري في عدد من الأنهار المنحدرة على جوانب جبل إفرست، مثل نهر «لوبوجيا» ونهر «إمجا» اللذين يلتقيان مع نهر «كوزي» في أراضي نيبال، كما يجري في أراضي التبت نهران آخران هما «رنج» و «كارما».

 

وسكان جبل إفرست رعاة من قبائل «البوتيا»، يعيشون في قرى صغيرة تحت القمة بمقدار أربعة آلاف متر، ويرعون الياك، وهو نوع من البقر، يتميز بشعر كثيف طويل، كأنه الفراء.

ويستفيدون من ألبانه ولحومه وجلوده كما يزرعون القليل من الحبوب و البطاطس على جوانب الأنهار.

 

ولقد ظلت قمة إفرست تتحدى مغامرات المتسلقين، و محاولاتهم المتكررة لمدة عشرين سنة، فمنذ عام 1920 فشلت عشر بعثات لتسلقها، و لكن في سنة 1953، نجحت أول بعثة في بلوغ قمة إفرست، وذلك بفضل استخدام أجهزة تنفس حديثة، للتغلب على مشاكل نقص الأكسيجين، واستعمال أحذية وملابس من مواد عازلة، للحفاظ على حرارة الجسم.

فكان «إدموند هيلاري» من نيوزيلند، و «تنزج تورجاي» من نيبال، هما أول آدميين سارا على قمة إفرست، يوم 29 مايو سنة 1953، ثم توالى نجاح عدد من البعثات بعد ذلك، فوصلت القمة بعثة سويسرية سنة 1956، و أخرى أمريكية سنة 1963، ثم بعثة يابانية، ضمت أول إمرأة سنة 1970.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى