التاريخ

الخصائص التي تمتعت بها “الحضارة الإغريقية”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الحضارة الإغريقية التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

(هيلاسُ) أو اليونان هي ذلك البلد الجميل الذي يرتمي في أحضان البحر الأبيض المتوسط، ويتمتع بالشمس وجمال الطبيعة إلى جانب آثار الحضارةِ الإغريقية وتراثِها الثقافي والفنيِّ الكبير، الذي ساهمت به في الحضارة الإنسانية على مدى قرونٍ طويلة.

بدأت الحضارةُ الإغريقيةُ منذُ أواخرِ الألف الثاني قبل الميلاد، وحتى القرن السابع الميلادي، وقدمت للعالم رائعتي الإلياذةِ والأُوديسا للشاعر هوميروس، وروائعَ التراجيديا المسرحية كأعمال إيسخو لوس وسوفوكليس وبوربيديس، وملاهي ارستوفانيس ومينا ندر الساخرة.

كذلك أعطت بلادُ الإغريقِ للعالم الإنساني فلاسفةً لا تزال أبحاثهم تُدرَّس في الجامعات العالمية في سبيل البحث عن المعرفة والحقيقة، كأمثالِ سقراطَ وأفلاطونَ وأرسطو.

 

كذلك زخرت الحضارةُ الإغريقية بالأواني الفُخارية والتماثيل وغيرها من ذخيرةِ التراث الفني والإنساني، كما وضع المفكرون الإغريق أسسَ النظامِ الديمقراطي في الحُكْم.

ولقد حددَّ المفكرون الإغريق الكثيرَ من خصائص الفكر الإنساني، ويكفي أن نُشير هنا إلى أن بعض المصطلحات التي نستخدمها دائما في كتاباتنا هي مصطلحات إغريقية مثل: الملكية، والارستقراطية، والديمقراطية، والأوليجاركية أي حكم الأقلية، والغوغائية.

إلى جانب عددٍ كبير من المصطلحات الأدبية مثل الملحمة الشعرية، والقصيدة الغنائية، والرواية التمثيلية، والمسرح، والمأساة، والكوميديا، والشعرِ، وعلم الفيزياء، والرياضةِ، والتاريخِ، والفلسفةِ، والمنطق، وعلم النفسِ.

 

وقد انشترت الحضارةُ الإغريقية خارج حدود بلاد اليونان، حيث بني الإغريقُ مُدُنَهُم مثلَ مدنِ مصر، كالإسكندرية، ونفراطيس، وبطلمية، واكسير ينخوس، وأنطينوبوليس، ومدن إقليم الفيوم.

وما زالت أثارهُم في الكويتِ موجودةً في جزيرة فيلكا التي قَدِمَ إليها الملك الإسكندرُ المقدوني وسمَّاها جزيرةَ إيكاروس.

وتعددت الألهةُ عند الإغريق،  فهناك (زيوس )ربُّ الأرباب، و (أبو للون )ربُّ النور، و(أرتميس) رمز الكمال والحكمة، وإلهة الجمال (إفروديت) أو (فينوس) التي يوجد تمثالها حالياً في متحف اللوفر في باريس عاصمة جمهورية فرنسا، وإلهة العقل والحكمة (ميتس)، و(هيرا) إلهة الأسرة والزواج والاستقرار وغيرِهم.

 

وما زالَ المفكرون على مر السنين يتحاورون في فلسفة الأخلاق التي تناولتها كتاباتُ أرسطو وأفلاطون وسقراط حولَ مبادئ العدالة والمساواة والكفاءة والإتقان.

ويُعتَبُر أرسطو أول من حدّد كونَ الإنسان اجتماعيا بطبعه، عندما قال:« إن الإنسان حيوان سياسي»، ولعل أعظمَ أعمال أرسطو مؤلَفَهُ الخالدُ السياسة «بوليتيكا»، الذي درس فيه كل الدساتير الإغريقية، وانتقدها موضحاً بصدقٍ ما لَها وما عليها.

أما افلاطون أحدُ أعمدةِ الحضارةِ الإغريقية فهو صاحب نظرية «المدينة الفاضلة»، التي عرَضَها وِفْقَ اسلوبٍ أدبي ومنهجٍ بحثي في كتابِهِ الشهير «الجمهورية»، الذي حدّد فيه أن العدلَ هو أساسُ الخيرِ لكل الناسِ.

 

وأن حُكْم الدول يجب أن يكون بأيدي المفكرين.. وهو الذي حدَّد أن خلاصَ الإنسان يكون بالمِران على فَضائِلَ أربعٍ هي: الشجاعةُ والعفةُ والحكمةُ والعدلُ.

وهكذا ازدهرت الحضارةُ الإغريقيةُ بتراثِها الفكري الرائع، وآثارها المادية الجميلة، وعباراتِها الأخلاقية الخالدة، لتصبح جميعُها جذورَ الحضارةِ الأوروبيةِ الحالية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى